حق توكله
11 يوليو 2020
5
133947

المقومات الأساسية لحياة الإنسان الشعور بالأمان..

كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ” من بات آمناً في سربه، معافاً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”
وفي علم النفس وحسب تسلسل ماسلو الهرمي للإحتياجات (Maslow’s hierarchy of needs) جاء الشعور بالأمان مطلباً أساسياً بعد الإحتياجات الفسيولوحية للإنسان كالتنفس والغذاء..
وكي يشعر الإنسان بالأمان يجب أن يكون مطمئناً على أنه مستعداً لما قد يحدث غداً،
فنجد أنفسنا نخطط لأيامنا وحياتنا كأننا نحيا أبداً،
نحتاج إلى الإحساس بالقدرة على التحكم والسيطرة لكي لا نشعر بالقلق،
ولكن بين عشية وضحاها ذهبت كل المخططات أدراج الرياح..
لا نعلم ماذا سيحدث غداً وكأن ما حييناه بالأمس كان حلماً،
أصبحنا لا نستطيع التخطيط أو السيطرة إلا في نطاقٍ محدود
وتصدرت الريبة وعدم اليقين المشهد والباقي مجهول!
هل كنا نحتاج إلى هذا الدرس القاسي لنعلم علم اليقين أن أقدارنا بيد الله وحده؟
هل كنا لنشعر بالخوف من المستقبل لو أننا توكلنا على الله حق توكله؟
عبادة التوكل من العبادات القلبية التي لا نعيها حقاً،
فنحن نتوكل على الله كل يوم بألسنتنا،
ولكن ما أن تصيبنا مصيبة حتى نبدأ بالقلق والتفكير في إيجاد الحلول الكبيرة والصغيرة الممكنة والمحالة..
مع أن دوائر السيطرة والتحكم تختلف (Spheres of control)
بعض الأمور يمكن السيطرة عليها تماما والبعض الآخر يخضع للعوامل الخارجية والباقي ليس لنا فيه حيلة!
التوكل على الله هو تفويض كامل لقدرة الله عز وجل على الحياة وعلى أمور الحياة..
ماذا لو كان علينا إرادياً ضخ الدم من عضلة القلب وكنا مسؤولين عنها في كل لحظة؟
كذلك أرزاقنا وأقدارنا كلها بيد الله عز وجل،
لو أننا توكلنا عليه حق توكله لرزقنا كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً،
ولما أثقلنا كاهلنا بالقلق والتوتر والتفكير الذي لم ولن يغير من الاقدار شيئاً..

اللهم لا منجى ولا ملجأ منك إلا إليك.

د. ندا الزايدي
استشارية الطب النفسي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com