حياة مؤجلة
07 ديسمبر 2020
0
58905

 

 

اركض لتجد الغد..

غداً سيكون أجمل..

الغد المشرق بانتظارك..

دائماً ما نطمح إلى الغد، ننتظره ونتوق إليه، نؤجل آمالنا وطموحاتنا إلى الغد الأجمل، إلى الغد المشرق الذي تختلف شمسه عن شمس كل نهار، وكأنه آت من غير ذات الوجود..

لا نرتدي أجمل ثيابنا أو أغلى مجوهراتنا، ولا نستمتع بغرف الضيوف الفخمة في منازلنا، دائماً ما نؤجل استخدامها للحدث الأجمل، للغد، ولم نسأل أنفسنا هل الغد زمان؟؟

فنقدره بالثواني والساعات واكتمال دورة القمر؟

أم أن الغد مكان؟

إنتقال وترحال لنجد السكينة والاطمئنان والعيش الرغيد؟

أم أن الغد قد يكون أشخاص؟

تشتاق أرواحنا للسكن إليهم، ونحلم باليوم الذي تجمعنا بهم الأقدار؟

فنعيش يومنا من أجل الغد، مع أن يومنا هذا هو الغد بالنسبة للأمس!

ولكنه شبيه بالأيام التي سبقته، ولم يكن فيه معجزة إشراق شمس الغد، ولم نشعر حتى فيه بأي فرق!

ثم تنقضي الأيام والسنين لاهثين وراء غد لا نعلم ماهيِته ولا نعرف ملامحه، فقط لأننا نركض تجاهه نتكهَن بوجوده، فننتهي بأن نحيا حياة مؤجلة لا نعيش فيها حاضرنا، ولا نستمتع بأوقاتنا والنعم التي تحيط بنا والتي قد تكون هي الغد الذي نبحث عنه، لكن عُميت أبصارنا عنه، ولا نعلم إن كان فعلاً هناك غداً أجمل في انتظارنا!!

واغنم من الحاضر لذاته فليس في طبع الليالي الأمان (عمر الخيام)

 

د. ندا الزايدي

استشارية الطب النفسي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com