حُمّى التخفيضات | طارق السعيد
02 ديسمبر 2016
0
127908

 

يُفضّل بعض المواطنين محدودي الدخل والمقيمين شراء البضائع المخفضة لاستغلال عروض الأسعار التي تقوم بها المحلات التجارية والاستفادة من سعرها المخفض, وتجدهم يتحملون مشقة الانتظار الطويل وعناء زحمة الطوابير في سبيل الحصول على البضائع المخفضة ذات السعر الرخيص .

لكن للأسف العديد من حملات التخفيضات تكون كاذبة ووهمية, والغرض منها زيادة السيولة المالية وتصريف المخزون الهائل المتراكم في المستودعات ومن ثم يكون استنزاف جيوب المستهلكين !!

من خلال سياق هذا الموضوع كنا نتجاذب أطراف الحديث مع شقيقي الأصغر الدكتور مشني السعيد وقريبنا الإعلامي المميز خالد فلاته, وكان حوارنا يدور حول لجوء بعض مراكز التسويق الكبيرة إلى عدد من الأساليب التسويقية والتي من شأنها أن تؤدي إلى استغلال الدهاء التجاري في تصريف السلع والبضائع التي تملكها في أقصر مدة ممكنة .

وفي عُرف مالكي المراكز التجارية أن تصريف البضائع التي قاربت على الانتهاء في أقصى فترة ممكنة يعتبر فن من فنون البيع وبالتالي يتجنب التاجر الخسارة ويبيع بمكسب معقول ومن ثم تُجلب بضائع جديدة بتواريخ لا تقل عن سنتين أو ثلاثة سنوات ..

هذه الأساليب تعتبر خطة مدروسة تلجأ إليها جميع المحلات التجارية, فيتم عمل عروض لتخفيض الأسعار على بعض الأصناف التي قاربت على انتهاء صلاحيتها أو النظرة لتجديد ولتصريف البضاعة التي بالكاد أن تجد من يشتريها .. ويمكن من خلالها شراء مواد أُخرى الأمر الذي يؤدي إلى الربح المادي السريع عوضاً عن تكدس البضائع لفترة زمنية طويلة, من ثم يتعرض التاجر للخسائر وخصوصاً إن كانت بعض المواد لها عُمر افتراضي ..

ومن الملاحظ أن غالبية الأسواق والمراكز التجارية مثل محلات الملابس والسوبر ماركات وغيرها ابتكروا هذا الأسلوب الذي يشوبه المكر التجاري طالما أن كمية العرض تفوق الطلب وهذا يعًد تضخم للبضائع ويمثّل في نهاية الأمر إلى خسائر كبيرة, لذا يقومون ببيعها وتصريفها قبل أن تتكدس في المحل وتنتهي الصلاحية مما يعرضهم للخسائر!!

وفي الجانب الآخر يقومون برفع أسعار منتجات أخرى وفي بعض الأحيان توضع ملصقات على بعض البضائع توحي للمشتري أنها مخفضة وفي الأساس تكون مثل سعرها السابق أو أزود , وهنا تكمن وسيلة الغش التجاري والضحك على الغافلين !!

وصفات المسلمين النصح والصدق مع الآخرين، وعدم غشهم ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من غشنا فليس منا ) ..

وفي الواقع هم يستغفلون الناس طالما تُركوا من غير حسيب ولا رقيب في مراقبة نهجهم التجاري, وهذه الإعلانات الترويجية التي تتبعها المراكز التجارية هي استخفاف بالمستهلك وحيلة لأخذ ما في جيبه ومن ثم سلبه عبر رفع السعر الى مستويات غير مقبولة !!.

المطلوب الوقفة الجادة تجاه من يقوم بمثل هذه الحيل, وصحيح مقولة “التجارة شطارة” لو سلمت من الغش, ولعل من الغريب أن نجد بعض المحلات يوجد لديهم تخفيض على مدار السنة وبنسبة قد تصل لنصف السعر المعروض !

ولعل التخفيضات الوهمية أثرت على بعض الأسر واستنزفت دخلهم, ولكنه درس في التقنين وإعادة النظر في شراء الاحتياجات الأساسية والبعد عن الكماليات الزائفة للمصروفات .

لا شك أن الجهات الرسمية تؤكد حرصها على سلامة المواطنين من عبث وإغراءات التجار, ووزارة التجارة لا تألو جهداً في متابعة وعمل الزيارات المفاجأة لهؤلاء التجار الذين باعوا أماناتهم لمصلحة تجارتهم الدنيوية.

طارق مبروك السعيد – جده

 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com