دعوة للتفكير (المرحلة الملائكية)
13 أكتوبر 2021
0
103356

 

لواء م / طلال محمد ملائكة

١٣ أكتوبر ٢٠٢١.

– في مرحلة متقدمة من عمر الإنسان “السوي” قد تتقدم لدى البعض وقد تتأخر لدى البعض الآخر، ولكنها في الغالب تكون في سن الأربعين: ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ.. ) الآية.
– في هذه الفترة من العمر يصل الإنسان لمرحلة من النضج الفكري تجعله في حالة من الاستقرار النفسي والفكري يسميها البعض بالمرحلة الملكية ولكنني أميل إلى تسميتها بالمرحلة (الملائكية) لما هو معروف عن أن الملائكة من صفاتها المعنوية (حسن الخلق – أخلاقهم وأفعالهم جميلة – على درجة من الحياء – مسالمين مطيعين – راضين مرتضين بما كتبه الله لهم وأمرهم به – يتجنبون الشر … الخ من الصفات الحميدة)، وهذه المرحلة العمرية بصفاتها تمر لدى البعض من البشر وتتميز هذه المرحلة بما يلي:
– اتساع المدارك وبعد النظر بحيث أن التجارب والمعلومات المخزنة لدى الشخص تجعل لديه القدرة على استنتاج واستشراف للمستقبل  وبناءً على ذلك يتخذ قراراته المتروية والتي في مجملها تكون رزينة وحكيمة.
– سعة البال وسعة الصدر فهو لايدخل في جدال تافه ولا يشغل باله ويستنزف طاقاته الفكرية بتوافه الأمور مع أشخاص سلبيين، ولا يسعى لإقناعهم، ويتركهم بكلمة بسيطة ( طيب .. أحترم رأيك وأتفهم وجهة نظرك).
– القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة والحالكة بهدوء وعدم انفعال أو عصبية، فهو يدرك أن التشنج والعصبية تقود للقرار الخاطئ الذي قد يندم عليه.
– عدم الاهتمام بسفاسف الأمور والسخافات، مثل (الشخصية الفلانية حدث لها كذا وكذا – الماركة الفلانية أفضل من تلك الماركة – فلان تخاصم مع …الخ )، وتجد معظم اهتماماته بمستقبل أسرته ووطنه، وقد يصل البعض منهم إلى أنه ينظر لمستقبل الأمة بل إلى العالم ككل.
– يدرك الواقع ويتعامل بواقعية معه فمن خلال الحقائق التي ألم بها من خلال بحثه واطلاعه الثقافي الواسع، يعلم أن هناك أمور هو لا يستطيع تغييرها، وبالتالي هو يتعامل معها من حيث الأمر المجبر عليه، ولكنه في المقابل، يتخذ احتياطاته وتدابيره العقلانية، (مثل الحروب والأوبئة).
– يسعى لمحبة من حوله ابتداءً من الدائرة الأولى من حوله (أسرته – عائلته – أرحامه – أصدقائه – زملاء العمل – الجيران … الخ، بل إن البعض يصل به السعي لمحبة الأخرين للمدن والمناطق الأخرى، بل البعض للعالم كله) لا يهدفون من بناء جسور المحبة أية مصالح شخصية، فقط محبة البشر لله وفي الله.
– لا يكرهون ولا يحقدون ولا يسعون للانتقام حتى لو أُخطيَ عليهم، عاملين بالقول الحكيم في الكتاب الحكيم (وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الآية.
– وفي النهاية ممكن لكل منا أن يكون كالملائكة، فقط أن نعمل على أنفسنا ونتخذ الخطوات والتدابير في ذلك

 


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com