تمعنت من خلال حياتي العملية والخاصة أن هناك نوعية من الناس تختلف معادنهم كاختلاف الليل والنهار ,, فنرى أن القليل منهموفي معمعة الحياة وكثرة مشاكلها قد أعطاهم المولى قُدره عجيبة على رباطة الجأش وهدوء النَّفس وتدبّر الأمور ممزوجة معالسيطرة على المشاعر والتصرفات ، يُديروها بعون من الله وبفلسفة خاصة تجعلهم قنوعين وراضينً بما أعطاهم الله .
ومهما اشتدت عليهم ظروف وقسوة الحياة تجدهم صابرين وصامدين كصمود السفينة في غياهب البحار والمحيطات عند مواجهةالرياح العاتية وتلاطم الأمواج العالية ، فمهما كانت براعة وخبرة ربّان السفينة في الصمود ألا إن قُدرة الله وقدره أقوى من أي شيءكان.
ونحمد الله على نعمة الإسلام والذي لم يدع لنا شاردة ولا واردة إلا وضّحها وبيّنها في كتابة الكريم وسنة نبيّه ..
قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) سورة آل عمران – الآية 200 .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا أحب الله قوماُ ابتلاهم فمن صبر له الصبر ومن جزع فله الجزع .
لذا ينبغي لنا أن نتذكر أن بعد الصبر فرج وأن بعد العسر يسرا ، فدوام الحال من المحال فتأكد أخي وأُختي بأن الله سبحانه وتعالىقادر على نصرة المظلوم والضرب على يد الظالم مهما بلغت قوته ونفوذه وجبروته …
فلنا في قدوتنا وحبيبنا خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله وسلم عليه وما تعرّض له من شتّى أنواع الأذى من كفار قريش ،ونصره الله عليهم وسخّر له من يحميه ولو بعد حين ، قال تعالى :﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ ﴾ , سورة آل عمران آية 160 .
والواجب علينا أن نصبر ونحتسب الأجر عند الله في الصبر على تحمّل مصاعب الحياة ..
طارق مبروك السعيد
This site is protected by wp-copyrightpro.com