رحلة داخل رأسي | رانيا ربيعي
06 مارس 2020
0
92862

تسكعت داخل رأسي، في إحدى المدن الجهنمية لأفكاري المسعورة، باحثة عن مفقود ما.. رميت بشبكتي في إحدى
بحيرات الذاكرة محاولة اصطياد أسماك الأبجدية.. صرخت إحداها بعدما علقت بشبكتي صرخة خرساء.. وصمت أنا! انتحبت الرياح لأجلها.. وابتسمت أنا! فقد أصبحت أنثى عاجزة عن البكاء! أعيش حزني بمنتهى الصدق وألملم أشلائي بعدما أنتهي وأمضي..
طرقت أبواب منازل المدينة باباً تلو الآخر.. فتحت لي بعض الوجوه أبوابها، بينما صفقتها الكثير منها في وجهي! وكنت بين كل تلك الوجوه أبحث عن وجه الوعي المغسول بنيران الجحيم! لكنه ظل مختفيا بين اليقظة وغفوة الأيام.. وفي قمم جبال اللعنة بحثت.. وعلى أرصفة شوارع الوحشة بحثت.. وحتى على عتبات المنازل المهجورة المسكونة بالذكرى والحنين لأشخاص لم يعودوا هناك.. بحثت!

كان رأسي كمهرجان راقص يعج بأطياف الأحلام الجائعة إلى الأمل، المتمايلة على أنغام الأسى الصادق.. كما لو أن جمجمتي وصلت بأسلاك كهرباء إلى مولد أزلي من البهرجة الصارخة! وبين الأطياف المتراقصة عثرت على الوعي الذي لطالما بحثت عنه، ووجدته يطمرني بين النيران الجهنمية التي تفور من عينا حقيقته! فهربت منه وعدت للتسكع داخل رأسي.. في مدن أفكاري المبعثرة.. حيث يحلو لي التحليق واصطياد أسماك الأبجدية من بحيرات الذكرى والجنون!
بقلم : رانيا ربيعي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com