بقلم: د. أميمة عزوز*
أخواتي وإخواني القراء الأعزاء
تحية تقدير واعتزاز لكل الباحثين عن المجد دون رياء أو كبرياء
لمن يعملون بإخلاص وتفاني ويتركون للآخرين “الكلام”
ربما تكون رسالتي تأخرت قليلاً، لكنها جاءت بعد تفكير عميق، وإطلاع على أمور كثيرة، “لم أكن أتمنى معرفتها”.
صحيح أنني أؤمن بالمثل القائل “الشجرة المثمرة يرميها الناس بالحجارة وترميهم بأطيب الثمار”، لكن بعض الكلام يبدو أحياناً مثل طلق النار، إذا لم يصبك بشظاياه يسبب لك قلقاً وألماً نفسياً.
في كل الأحوال.. لا بد أن أشكر كل من قال كلمة حق في ظهر الغيب، وأخص الصديقات العزيزات، مها الشامي وبثينة جوهر وجميلة عزان، وكل المخلصات الرافضات للتلوّن.
لن أتحدث هنا عن إنجازات بدأت منذ 6 سنوات، مع ترأسي لأول لجنة رسمية لتصميم الأزياء بغرفة جدة، ولا عن الأيام والليالي التي قضيتها أعمل متطوعة (بلا أجر أو أي مكاسب.. وكنت أنفق من جيبي الخاص)، ولن أدخل في تفاصيل المبادرات الكثيرة التي أطلقناها، والوزارات والجهات الرسمية التي ترددنا عليها من أجل تأسيس صرح كبير تحول الآن ولله الحمد إلى “هيئة صناعة الأزياء” تحت لواء وزارة الثقافة.
لم أبحث ذات مرة عن كلمة شكر، فقد عملت من أجل وطن يسكنني، وكان هدفي أن أحقق شيئاً لبنات الوطن، وهو ما تحول بالفعل إلى واقع، لنترك الأمور مرتبة لكل من يأتي بعدنا، يتذوقون قطعة (الكيكة) بعد أن صارت جاهزة.
ترفعت عن الصغائر سنوات طويلة، وكنت أتعمد عدم النظر إلى الخلف، وسأظل أنظر للأمام، غير نادمة على السنوات التي اجتهدت خلالها من أجل الصالح العام، ليس كمن يعملون لأنفسهم وعلى تحقيق المكاسب.
سأطوي الصفحة سريعاً، فكل شيء حدث على مرأى ومسمع من الجميع، لكني فقط أقول لمن يتنمر على تلك الفترة “من يفتح مدرسة ليس مطالباً بأن يذهب ليأتي بالناس من بيوتهم إلى فصول الدراسة”.
أشعر بسعادة غامرة نظير كل ما تحقق، وأحس بالرضا وأنا أتابع المشهد من بعيد، فسجلات غرفة جدة تحتفظ بـ 23 قرار وقانون ومبادرة صدرت عن لجنة تصميم الأزياء خلال فترة وجيزة، كان أولها تحديد المعايير الصحيحة لكلمة (مصممة أزياء).
أكرر شكري مجددا لمن شكرني ومن ذمني على حد سواء، فالأول عبر عن معدنه الأصيل والثاني رفع من كياني.
في النهاية، أنتهز الفرصة لأهنئكم باليوم الوطني الـ 90، داعية الله سبحانه وتعالى أن يديم الأمن والاستقرار علينا في كنف الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.. عراب الرؤية وصاحب القرارات الشجاعة.
دام المخلصون والأوفياء للوطن بخير ورفاهية وأمن وأمان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* مصممة أزياء سعودية. رئيس لجنة مصممات الأزياء بغرفة جدة
This site is protected by wp-copyrightpro.com