ريادة القدوة | أنور الأحمدي
05 يونيو 2017
0
177705

 

تفاعلاً مع مركز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل للاعتدال، وحرصاً من سموه الكريم على تفعيل دور القدوة في المجتمع، وذلك من خلال ملتقى مكة الثقافي التشكيلي الذي أقامه وسطر من خلاله عناصر القدوة الأربعة ” الأب في منزله، والمعلم في مدرسته، والخطيب في مسجده، والمسؤول في إدارته” فإنه لو صلح هؤلاء لصلح المجتمع.  

وهنا تجدر الإشارة أن صناعة القدوة المجتمعية ليست بالأمر السهل اليسير، بل يتطلب الأمر الجهد المضاعف من كافة شرائح المجتمع، وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية، والمحاضن التربوية، والمراكز التوعوية.

وكان مشروع أمارة منطقة مكة المكرمة “كيف نكون قدوة؟” بمثابة نبراس نور، ومنار هدى، وعلامات وإرشادات يهتدي به المعنيون بجوانب تهذيب السلوك وتصحيح مسار التربية. وما إن انطلق هذا المشروع المبارك، حتى بادر المخلصون من أبناء هذا الوطن الغالي من مسؤولين وإداريين وتربويين في إقامة العديد من الفعاليات التربوية، والدورات التدريبية والمحاضرات النظرية، بجانب ورش العمل التي تستهدف شرائح كبيرة من المجتمع.

 ومن المناشط التربوية والدورات العلمية والعملية التي تُذكر فتُشكر ما قدمته جامعة الملك عبد العزيز بجدة برنامج بعنوان “قدوتنا سر نجاحنا”، وكذلك ما قدمته جامعة جدة برنامج بعنوان ” أنا سعودي أنا قدوة” وكلاهما يندرج تحت شعار “كيف نكون قدوة؟”

ولا يختلف اثنان بأن القدوة المطلقة، تكمن في شخص النبي ﷺ، ثم تأتي بعد ذلك القدوة المخصصة وتتمثل في صحابة رسول الله ﷺ، ومن اتفق المجتمع على تزكيتهم أدباً وخلقاً وعلماً ونصحاً.

وفي يومنا المعاصر! نجد القدوات بيننا متغيرون متقلبون إذ لا شكل لهم ولا لون ولا طعم ولا رائحة يعرفون بها، وهنا مكمن الخطر! فالطفل في منزله وتحت أنظار أبويه يشكل ذهنه وعقله وسلوكه وأخلاقه أطراف خارجية عبر وسائل التواصل المختلفة ولها أهدافها وأطماعها ..

فمن كان يظن أو يجول في خاطره أن ينشأ بيننا ومن أبنائنا وبني جلدتنا من يخرج علينا بفكر الإرهاب والتفجير أو يتبنى معتقدات الإلحاد والتغريب؟!

ولنحقق ريادة القدوة علينا أن نتعرف على مفهوم الريادة أولاً، وهي مرتبة أعلى من مفهوم النجاح التقليدي، فالمدير ربما يكون ناجحٌ في عمله متفاني في أدائه، ولكنه لا يملك أدوات الريادة التي تجعله صانعاً للقدوات الفاعلين والمؤثرين في إدارته ، وكذلك هو الحال بالنسبة للمعلمين والآباء والخطباء وغيرهم، وهنا يأتي دور المخلصين التربويين في توجيه المجتمع نحو القدوة المميزة.

 

ومضة

مشَـى الطـاووسُ يومـاً باعْـــوجاجٍ *** فـقـلّدَ شكـلَ مَشيتـهِ بنـوهُ

فقـالَ : عـلامَ تختـالونَ؟ فقالـــوا *** بـدأْتَ بــه، ونحـنُ مقلـِـدوهُ

فخــالِفْ سـيركَ المعـوجَّ واعـدلْ *** فإنـا إن عـدلـْتَ معـــدلـوه

أمـَا تـدري أبـانـا كـلُّ فـرع ٍ *** يجـاري بالخـُطـى مـن أدبـوه؟!

وينشَــأُ ناشـئُ الفتيــانِ منـا *** علـى ما كــــان عـــــوَّدَه أبـــوه

 

أنور عبدالرحمن الأحمدي – جدة


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com