ش ا س – أحمد الزهراني
تبدو من الفضاء كدمعه متحجره نزلت من السماء واستقبلتها مياه المحيط الزرقاء
هي الانشوده التي كتبتها الطبيعه بااحرف خضراء يانعه والوان من قوس قزح
تكاد لاتنظر الى بقعه من هذه الارض الا وتشاهد مناظر طبيعيه رائعه اتقنت رسم ملامحها حتى الاعجاز فسبحان الله الخلاق العظيم…
رحلتنا الى هذه الجنه الاستوائيه كانت بدعوه من قنصلية سريلانكا في جدة للمشاركه في الملتقى العالمي للسياحه وقد كانت مجلة السياحه العربيه الوحيد المشاركه في هذه التظاهره العالميه التي ضمت 53 دوله
كانت البدايه في يوم 12 نوفمبر من مطار جده حيث رحلة الخطوط السريلانكيه الى كولومبو عند التاسعه ليلا تواجدنا انا وزملائي الاعلاميين وممثلي المكاتب السياحيه مبكرا كان مدير الخطوط السريلانكيه السيد سوجيوا رودريقو في مقدمة مستقبلينا وفي جعبته الكثير الذي يقدمه لنا لجعل رحلتنا اكثر راحه ورفاهيه وليس هذا بعد بل انه استضافني الى مقهى قريب من صاله المغادره حيث تجاذبنا اطراف الحديث عن السياحه في سريلانكا حتى اعلن مذيع الصاله الشماليه لمطار الملك عبدالعزيز للمسافرين على متن الخطوط السريلانكيه التوجه الى البوابه لصعود الطائره كان الرجل مرافقا معنا حتى اوصلنا الى سلم الطائره ودعنا وتمنى لنا رحله شيقه الى بلاده
اخذنا اماكننا انا وزملائي على مقاعد الدرجه الاولى التي كانت وثيره ومريحه جميع الركاب اخذوا اماكنهم وفي انتظارة اشارة كابتن الطائره للإقلاع حيث انها الساعه التاسعه ولكن لم يحدث ذلك تأخر وقت اقلاع الطائره ودب القلق الى بعض الركاب وبداو يتسالون حتى جأهم الخبر عن طريق كبير مضيفي الطائره الذي افاد ان التأخر بسبب وجود سيدة مسنه مرت بوعكة مفاجئه وفي انتظار وصول دكتور العياده الطبيه في المطار ليقرر بقائها او انزالها تمت معالجتها ولله الحمد وعادت صحتها بعدها انفرجت اسارير الركاب بعد توقف دام الساعتين تحركت الطائره على بركة الله وحلقت في ذلك الليل البهيم الذي لايرى منه شيئا سوى انوار مدينة جدة فيما تنتصب مداخن تحلية المياه المالحه وهي تنفث دخانها الابيض الذي امتزج مع سواد الليل ومرت الساعات الخمس مابين قراءه ومشاهدة للبرامج المنوعه على شاشة كل مقعد التي تلبي ذائقه كل مسافر وايضا قناة مخصصه لمسار الرحلة من جده الى كولومبو وفيها معلومات تتجدد مابين الحين والاخرى عن الارتفاع ودرجة الحراره ومسافة الكيلومترات الى سريلانكا والتوقيت والوقت المتوقع للوصول بالرغم من طول الرحله الا انني لم اخلد الى النوم ووجدت ضالتي في فلم جميل فيلم”castaway” بطولة توم هانكس . الفيلم يحكي قصة ، مسؤول في شركة شحن ينجو من حادث طائرة وتسحبه االامواج العاتيه الى جزيرة استوائيه نائيه لايوجد بها احد كي يعيش فيها وحيدا لعدة سنوات، ندور قصة الفيلم عليه وحيدا وكيف سخر الطبيعه وتكيف معها كي يبقى على قيد الحياه ، وعندما كنا نقطع الثلث الاخير من الرحله كانت الشمس قد بدأت تخرج من مخدعها مؤذنه بيوم جديد وكنت اراقب من النافذه مياه المحيط الهندي الزرقاء وتزينه تلك الجزر الصغيره المتناثره كحبات اللؤلؤ
رويدا رويدا كشفت كولومبو عن وجهها الجميل الوضاء مع اقتراب الطائره للهبوط كانت الارض مكسوه بالخضره الدائمه حطت طائرتنا بسلام في مطار كولومبو كان المطار عنوانا عريضا لسريلانكا كزائر ان تقرا من خلاله مؤشرات وانطباعات عن هذا البلد
استقبلنا استقبالا حافلا من هيئة السياحه السريلانكيه الين كانو يحملون لوحه عليها اسم مجلةالسياحه العربيه ثم انتقلنا الى الفندق المعد لنا
وفي صبيحة اليوم التالي كان لقائنا الاهم المشاركه في منتدى الاعمال لدول الكومنولثchogam ال53 دوله بحضور رؤساء ووزراء ورجال اعمال وشركات تجاريه وهيئات اعلاميه ووكالات سفر كان للمملكه العربيه السعوديه ركنها الخاص الذي ضم الوفد السعودي المشارك من اعلاميين ووكالات سياحيه وكالعاده كان التواجد السعودي محط انظار ومتابعه من الكثير من الجهات السياحيه العالميه والسريلانكيه وجرى تعارف وتبادل الخبرات واتفاقات مع ممثلي الشركات السياحيه وسط تغطيه اعلاميه من قبل الاعلام السريلانكي والعالمي أيضا مجلة السياحه العربيه كان لها تواجد ملفت وسط هذه التظاهره العالميه مع قريناتها العالميتان مجله tip travel ومجلة traveller
كولومبو colombo
عندما تصل الى مدينة كولومبو الواقعه الى الجنوب الغربي من سريلانكا تختلط عليك الامور هل هي مدينه أو قريه وذلك لأنها تضم المقومات التي تجعل منها قريه كونها تقع في قلب الغابات الاستوائيه الممتدة الى البحر ولكن في نفس الوقت تراها مدينه راقيه تشبه الى حد كبير احدى عواصم جنوب شرق اسيا وتتمتع المدينه بالعديد من المرافق السياحيه الهامه كا شاطئ مونت لافينا الواقع في جنوب كولومبو وقد اصبح مؤخرا وجهه سياحيه يرتادها الكثير من السياح وعلى بعد 35كم من كولومبو تقع وادوا ذات الطبيعه الخلابه ملاذا اخر لعشاق الطبيعه
بنتوتا bentota
بنتوتا : سميت بهذا الاسم نسبة الى الرحاله العربي الشهير ابن بطوطة الذي زارها في عام 1334م ومكث فيها مدة طويله حيث وصف سرنديب بااحدى جنان هذه المعموره ووصف اهلها بالطيبون وهم كذلك احبوه وزوجوه احدى بنات العائله الحاكمه وسميت المدينه بااسمه وقد ذكر رحلته الى سرنديب ووصفها في كتابه (تحفة النظار في غرائب الامصار)وقد كادت سفينة ابن بطوطة تغرق وهي مقبلة على سريلانكا, قادمه من جنوب الهند الا أن تم انقاذه عن طريق مركب صيد عابر
تبعد بانتوتا 62كم من كولومبو وتتميز بجمال شواطئها الكريستاليه وغاباتها الجميله التي يخترقها نهر بنتوتا جانقا وتمتد شواطئها حتى تصل الى هيكادو احد اشهر المنتجعات الشاطئيه
على بعد 116كم تقع جاول التي تعتبر العاصمه الرياضيه لوجود جميع الانشطه الرياضيه البحريه ويضم شاطئ اوناواتانا المصنف من بين افضل 12 شاطئ في العالم
كاندي candy
كانت محطتنا التاليه كاندى والوصول اليها لم يكن مملا بسبب وجود المناظر الخلابه الاسره والانهار الجاريه رغم ان الطريق كان في بعض الاحايين وعرا وضيقا الا ان ذلك لم يثنينا في مشاهدة اعاجيب الطبيعه خاصه عند مرورنا بمحمية الافيال (بيناويلا )pinnawela والاستمتاع بمشاهدة 60فيلا مابين الكبير والصغير ويضم اضخم قطيع من الفيله في العالم فقد خصصت لها حديقة كبيرة لرعايتها وتربيتها افتتحت عام 1975م ويهتم بها المربون والسياس، ثم تقوم الحكومة السريلانكيه بإهداء هذه الفيلة إلى حدائق حيوانات الدول الصديقة أو تباع بعضها كحيوانات مدربة لألعـاب السيرك. وهنالك ظاهرة طبيعيه سنويه في شهر مايو تتمثل بتحرك جميع الفيله دفعه واحده وفي وقت واحد والاتجاه الى ضفاف البحيره
وتمضي الرحلة بنا إلى مدينة كاندي، وهـي مدينة جميلة يخيل اليك كأنك في احدى العواصم الاوروبيه تبعد عن العاصمة كولمبو نحو 130 كيلو مترا وتشتهر بمزارع الأرز، ويعد الأرز الغـذاء الـرئيسي واليومي للشعب السيلاني وهم مغرمون بإضـافة البهـارات التي تجود بها أرضهم إلى أنواع الطعام التي يتناولونها، والمعروف أن محصول الأرز يعد من المحاصيل المهمة للشعب السيلاني حيث يزرع في موسمين سنويا. وتعد كاندي ثاني أكبر المدن في سيريلانكا، وهي مدينة أقيمت وسط غابة طبيعية وهي أول مدينة تقام بهذه الطريقة، وتمتاز بوجود معبـد بوذي يرجع تاريخه إلى عام 1593 بني في عهـد الملك “فيـلا مادرما سوريا” وأمام هذا المعبدالكبير بحيرة صناعية حفرت في عهد الملك “سرويكلاماراجـاسنها” عام 1782، ويقدم المسرح الملحق بالمعبدعرضا ورقصات ذات طابع مميز وعروضـا لراقصين وراقصـات يقـومون بـالسير على الجمر وهـم حفاة دون أن يبدو عليهم الألم وهي عـروض فيها غرابة وإتقان ، وفي كاندي حديقة عامة مخصصة للزهور بجميع أنواعها وهي كبيرة تقدر مسـاحتهـا بنحو 1470 هكتارا يقول المشرف على إدارتها: أن في هذه الحديقة نحـو عشرة آلاف نوع من الأشجار والزهور، وبها أطول أشجار النخيل، حيث تحوي عشرة أنواع مختلفة، وهناك أكثر من مائة نوع من أزهار الاوركيـد وقد تأسست هذه الحديقة التي كانت جزءا من غابة تحيط بمدينة كـاندي عام 1912 أبان استعمار الإنجليز لسريلانكـا، وهي أكبر الحدائق العامة في سريلانكا قاطبة، وبها نوع من الشجـر النادر الذي أوشك على الانـدثار اسمـه الكبج، وبعض النباتات والأعشاب التي تستخدم للدواء الشعبي، إضافة إلى أشجار البامبو بأنواعها وأنواع من أشجـار جوز الهند تعرف باسم “دوبل كوكونت”، وتشتهـر كاندي بأنها سوق رائجة للتماثيل الخشبية والتحف اليدوية، وبخاصة الفيلة التي تحتل جانبا مهما من هذه المنحوتات التي يقبل عليها السياح بكثرة، بالإضافة إلى التحف والهدايا المصنوعة من المعادن المختلفة، كما تمتاز كاندي بفنونها الزاهية وشعائرها الدينية الغريبة، حيث تبقى التقاليد حية ومزدهرة، وإحدى تلك الشعائر المهرجان الذي يقام لمدة عشرة أيام والذي يطلق عليه (اسـالابراهيرا) ففي هـذا المهرجـان الـذي يقام في أغسطس من كل عام، يلبس زعماء القبائل ملابس تقليدية ترجع إلى القرون الوسطى ويسيرون بين قارعي الطبول والراقصين ونحو مائة فيل مكسوة بالملابس الزاهية فيجوبـون شوارع العـاصمة القديمة لسيلان حاملين المصابيح والمشاعل وفي الطريق إلى مدينة كـاندي زرنا الحديقة الملكية للتوابل، وتبلغ مساحتها نحو 85 هكتارا ، وهي حديقة سياحية فريدة، تحوي العديد من أصناف أشجار التـوابل المختلفة مثل أشجار الفلفل بأنـواعه وكذلك القرنفل والهيل وأشجار جوزة الطيب والقرفة وأشجار خشب الصندل والـزنجبيل وأنواع لا حصر لها من التوابل، وفي الحديقة قسـم خاص لبيع كميات من هذه التوابل للسياح وكذلك تباع الأعشاب الطبية التي تستخدم للعلاج الشعبي أو ما يعرف بالعلاج الشرقي، أما الفواكه الموجودة في هـذه الحديقة فهي كثيرة ومتنوعة وأهمها الباباي والكاكاو والموز والمانجـو والافوكـاتو، والحديقة مزدحمة بالأشجار المتنوعة، بحيث لا تتجاوز المسافة بين الشجرة وجارتها نصف المتر فقط. .
عرابي في كاندي
وفي مدينة كاندي أقيم متحف للزعيم المصري أحمد عرابي الذي نفاه الإنجليز هو ومجموعة من رفاقه إلى جزيرة سيلان. فأقام في كاندي بين عام 1883 إلى عام 1901 . وهـنا المتحف هو عبارة عن منزل من طابقـين يضم تمثالا كبيرا للزعيم عرابي مع صور فوتوغرافية وزيتية لمختلف أطوار حياته،متحف عرابي (الاسم الرسمي له: مركز عرابي باشا الثقافي)، يقع في 26 جورج إي دي سيلفا بمدينة كاندي التي تبتعد عن كولمبو بنحو 100 كيلومتر، ولرفاقه الذين كـانوا معـه في المنفى، منهم الشـاعر محمود سـامي البارودي، ومن المعروف أن الزعيم عرابي تلقى عرضا من احدى شركات الشاي لاستخدام اسمه كدعايه على عبوات الشاي لكنه رفض العرض جملة وتفصيلا وعند عودته اللى بلاد حمل معه نبتة المانجو السريلانكيه ، وفي المتحف لوحة رخامية نقشت عليها أبيات شعرية قالها محمود سامي البارودي في كاندي متألما
إذ يقول:
أبيت عليلا في سرنديب ساهرا أعالج ما ألقاه من لوعتي وحدي
قد طال شوقي إلى الديار ولكن أين من معي من أقام بكاندي
وقـد افتتح هـذا المتحف في 13 نوفمبر عام 1983..
الجالية المصريه منهم من عاد مع عرابي ومنهم من بقي في سريلانكا وكونو اقليه مصريه هناك
لم نشبع ناظرينا من خضرة الشـاي حتى تطالعنا غابات المطاط ويحتل محصول المطاط المرتبة الثانية في اقتصاد سريلانكا ، فأشجار المطاط تزرع كثافة في المنطقة الجنوبية من الجزيرة ، فهناك نحو ستمائة ألف فدان من الأرض مزروعة بأشجار المطاطا.
وأثناء جولتنا في هذه المنطقة شاهـدنا المزارعين وهم يجمعـون المادة البيضـاء التي تفرزهـا أشجـار المطاط، ويصبونها في أوان مخصصة في الوقت الـذي يكون الجو فيه صحوا. ومن المعروف أن سريلانكا تنتج المطاط الناعم الذي يستخدم له نوع خاص من السماد وتقدر المساحـة المزروعة بأشجار المطاط بنحو 794 هكتارا. أما محصول جوز الهند وهـو من المحـاصيل التقليـدية التي ارتبطت بمنطقة شبـه القارة الهنديـة، وبخاصة المنطقة الجنـوبية فتحتل المرتبة الثالثة من مراتب الدخل القومي للبلاد، وأشجار جوز الهند على نوعين: الأول يميل إلى اللون الأحمر أو البرتقالي، وهو مخصص ليشرب ماؤه، وهذا النوع يباع في أسواق المدينة وعلى طرقات السفر الرئيسية. أما النوع الثاني من جوز الهند فهو الأخضر وهو الأهم حيث يستخدم للطبخ ويستخرج منه الزيت الذي يستخدم في صناعات الزيوت النباتية ، ويستخدم هذا الزيت في صناعة بعض الأدوية في الطب الشعبي وبخاصة لآلام الصداع كما تستخدمه النساء لتطويل شعورهن.
وغالبا ما تنمو أشجار جوز الهند أو النارجيل على امتداد السـواحل الجنوبية للجزيرة بين مدينتي بيروالا وكالوترا اللتين تقعان على شاطئ البحر وتنتجان نأما إنتاج سريلانكا من محصول جوز الهند فقد بلغ أكثر من 5.2 مليون ثمرة عام 1994 ويعد هذا أعلى إنتاج للبلاد منذ عام 1986 ويرجـع السبب في ذلك إلى المناخ الجيد الذي نعمت به البلاد في العام الماضي.وجوز الهند ومزارع الأرز وزهور الأوركيـد. تلك طبيعة سريـلانكا الجذابـة التي تفوح فيها روائح التوابل الغريبة، ولقد حبا الله هذه الجزيرة بالأحجار الكريمة ” التي تعد بميزاتها الرائعة الأولى في العالم.
لذلك كـانت سيلان محط أنظار المستعمرين فتوالى عليها البرتغاليون والهولنديون والإنجليز، وبسبب التأثير الخارجي توجود عـددت فيها الأديـان كـالبوذية والهندوسية والمسيحية والإسلام.
سيلان عرفها العرب قديما باسم سرنديب، فكانت سفنهـم تجوب سواحلها للاتجار بالأخشاب والحرير والتـوابل والعطور، وهي بذلك من أقدم المحطات التجارية التي عرفها العرب والصينيـون. وابتداء من القـرن السادس عشر الميلادي تناوب البرتغاليون والهولنـديـون والإنجليز على استعمارهـا، فعرفت منذ ذلك الـوقت باسم سيلان ، إلا أن الإنجليز الذين فازوا بالغنيمة مع بداية القرن الثامن عشر الميـلادي ألحقوها مستعمرة تابعة للتاج البريطاني فشجعوا أهالي البلاد على غرس الأشجار وبخاصة أشجـار المطاط وجوز الهند والشـاي بغرض الانتفاع الاقتصادي إلى أقصى حد من موارد هذه الجزيرة، وبعـد انتهاء الحرب العالمية بسنـوات قليلة حصلت سيلان على استقلالها، وقررت أن تبقى عضواً في الكـومنولث البريطاني، شوفي عام 1972 أعادت رئيسة الجمهورية حينـذاك السيدة سيرامافـو بندرانيكا الاسم السنهالى القديم للجزيرة فعرفت باسم سريلانكا وتعني باللغة السنهالية النقطة المقدسة أو البقعة المقدسة، والسنهال هم أكبر وأقدم شعب يقطن سريلانكا ويعتنقون البوذية، ثم يليهم التاميل ويعتنقون الهندوسية، وهنالك أقليتان من المسلمين والمسيحيين .
سيقيريا Sigiriya
سيقاريا قلعة صخريـة أثرية تعود إلى القرن الخامس الميلادي كانت ضمن برنامجنا السياحي المعد لنا حيث كان على انا وزميلي الاعلامي محمد السلهام تسلق 1400 درجة حتى نصل الى القمة وتحتاج الى لياقه عاليه كان المنظر مهيبا من الأعلى اذ كانت هذه الصخره محاطه ببعض البحيرات الجميله الملونه والمسطحات الخضراء
سيقيريا صخرة الأسد ، ويقع في منطقة ماتالي المركزية من المنطقة الوسطى، في منطقة يسيطر عليها عمود هائل من الصخور ما يقرب من 200 مترا. وفقا لوقائع السريلانكية القديمة Culavamsa تم اختيار الموقع من قبل الملك كاشيبا Kasyapa قبل نحو 1500 عام، بعد ان ثار على والــده فقتله فاضطر للاختباﺀ خــوفــاً مــن اخيه الذي يطالب بالانتقام وبنى خندق مائي مليء بالتماسيح لمحاربة الاعداء. وبنى قصره في أعلى هذه الصخرة وزينت جوانبه بااللوحات الجدارية الملونة. على هضبة صغيرة في منتصف المسافة تقريبا من الناحية من هذه الصخرة قام ببناء بوابة في شكل أسد هائلة. سيقيريا اليوم مصنفه كااحدى عجائب الطبيعه ومسجله في اليونسكو للتراث العالمي. وهي واحدة من أفضل الأمثلة المحفوظة التخطيط العمراني القديم. وهو موقع تاريخي الأكثر زيارة في سريلانكا
مرتفعات نواراليا –ارض الشاي
Nuwara Eliya
ومن مدينة كاندي، واصلنا جولتنا السياحية لنصل إلى مرتفعات نواراليا أو المصدرالاكبر للشاي السيلاني، وتعنى باللغه العربيه مدينة الضوء وهي تبعد عن العاصمة كـولمبـو بنحو 160 كيلو مترا عبر طريق ضيق لا يتسع بالكاد إلا لسيارة واحدة وأخرى آتية ، صادفنا في طرقنا العديد من الشلالات ويبقى شلال رافانا الاكبر والاشهر على مستوى سريلانكا حيث يوجد في سريلانكا اكثر من 100شلال عند الاقتراب من نواراليا تقابلك سلسله من الجبال الشاهقه جبال كنوكلاس وتعد واحدا من أجمل تلال آسيا على الإطلاق، حيث تمتاز بالخضرة الدائمه على مدار السنة، وقد وصلنا في نوراليا إلى أعلى قمة جبل في سريلانكـا وهو جبل بيدروتلاقالا الذي يبلغ ارتفاعه نحو 8281 قدما عن سطح البحر، ومن هذه الارتفاعات تتكون الأنهار الستة وروافدها التي تجري في الجزيرة وأشهـرهـا نهر “مهاولي” ونهر “كلن ” ونهر “كالونجي”، ونهر” لوي كانجا”، وتشتهر نورالي بفنادقها الجميلة وبيوتها المبنية وفق الهندسة الإنجليزية المعمارية حتى أنهم يطلقون على نورالىا إنجلترا الصغيرة. ايضا من المعالم السياحيه حدائق هاكجالا النباتيه وبحيرة فيكتوريا الجميله
في جنوب نواراليا سهول هورتون منطقة المناظر الخلابه على ارتفاع اكثر من 2000م عالم مختلف عن باقي سريلانكا تقدم العديد من الخيارات الجميله للسياح حيث ا لرحلات الجماعيه بالعربات او المشي الطويل في الغابات المطيره او التجديف النهري اما الوصول السهل لهذه السهول عن طريق القطار الذي يوفر المشاهده الرائعه حيث انه يخترق المروج الخضراء ومزرع الشاي واشجار الصنوبر
سلمان العوده على كل لسان
كنا محظوظين ان فندقنا مجاور لمسجد الفلاح الذي كنا نؤدي صلواتنا فيه طيلة اقامتنا في نواراليا ولم اعلم عن مكان المسجد سوى انني سمعت صدى الأذان يتردد الى مسامعنا من نافذة غرفتي كان الصوت مشابه لصوت مؤذن الحرم المكي الشيخ على مله ذابت جميع الاصوات وحضر صوت الحق
صوت فى الافق نادانى :::: الى الصلاة وذكر الله هادانى
فبه الجأ الى ربى بصلاة خمسا::::: فربى امرنى ان أؤديها فرضا
وبه أركع واسجد واقر همسا::::: بتلاوة الايات وسورا من القرأنى
فصوته يذكرنى بالخشوع الى ربى:::: وذكره فى الصلاة والدعاء وعمل الاحسانى
كانت نظرات المصلين تتجه صوبنا عقب كل صلاة نؤديها معهم ولسان حالهم يحكي قصة كفاح للثبات ضد التيارات المناهضه للاسلام في بلد فيه المسلمون قله اقتربنا منهم وعرفنا بانفسنا تجمعوا حولنا وكل يريد ان يتحدث منهم من ضل سنيين عديده يجمع المال لأجل اداء العمرة وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم والاخر يحلم ان يحج ولكن قلة الحيله واما ذلك الشاب فذكر انه قابل الشيخ الجليل سلمان العوده وكم كان سعيدا بمقابله الشيخ العلامه لدى قدومه الى نواراليا هو وعائلته وكم هم سعداء مسلمو نواراليا بتشريف الشيخ سلمان لبلادنا
في الغرب من المرتفعات تقع قريه كيتولاقالا
الحاضنه للغابات المطيره التي يخترقها نهر كيلاني المكان المفضل لمحبي التجديف النهري وايضا هنالك نهر كواي الذي نال شهرته اثناء تصوير الفيلم الهوليودي الجسرThe Bridge on the River Kwai في عام 1957م الذي حصد 7 جوائز
وبالقرب من مدينة نـوراليا هناك مدينة يالا التي تشتهر بحديقة حيواناتها المفتوحة، وقد تجولنا في الغابة المفتوحة وشاهدنا مجموعة من الحيوانات المفترسة كأنثى الأسد والذئاب، والدببة والأيائل، و!شاهدنا الطيور ذات الريش الجميل مثل طائر الجنة والطاووس وطائر الرفراف. وفي المساء زرنا ” هيكاردوا” وقلعتها الهولندية الأثرية التي ترجع إلى القرن السابع عشر الميلادي حيث استعمر الهولنديـون جزيرة سريلانكا بعد أن طردوا البرتغـاليين ويذكر أن لهم مساهمات جيدة في النمـو الاقتصـادي للجزيرة وازدهارها. إلا أن الإنجليز بدورهم طردوا الهولنديين عام 1795، وأصبحت سريلانكا منذ ذلك الوقت مستعمرة تـابعة للتاج البريطاني.
أما هواة السباحة وألعاب البحر فيجدون بغيتهم على امتداد تلك السواحل الطويلة للجزيرة التي يبلغ طولها نحو 1600 كيلو متر وهي مشمسة دافئة، وتنهمر الأمطار خلال فترات على رمالها البيضاء وخاصة ساحل المرجان وساحل بنتونا اللذين يؤمهما السائحون من جميع الآفاق، فهناك نواد رياضية بحرية فيها معدات الرياضة المائية كالسباحة والغوص والإبحار في زوارق مخصصـة وفيها معدات لصيـد الأسماك المدارية، وفي هذه المدن تتوافر أشهر الفنادق العالمية التي تناسب جميع المستويات.
قمة ادم Adam’s Peak
يقال انه عندما اخرج ادم عليه السلام من الجنة الى الأرض كانت اول ارض تطأ قدماه سرنديب (سريلانكا) كما روت الكتب التاريحيه واثناء خروجه من الجنه علقت في قدميه وريقات من شجر الجنه نبتت وترعرعت وانبتت من كل زوج بهيج حتى تحولت هذه الارض الى جنة خضراء قال تعالى (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ )مكث ادم عليه السلام في هذه الجنة الاستوائيه وحيدا حتى عاوده الحنين الى رفيقة دربه حواء وبدأ مهمة البحث عنها حتى وصل الى جزيرة العرب وبالذات الى المشاعر المقدسه منى التي تمنى فيها ان يجد حواء التي ازدلفت شوقا في مزدلفه ثم اتجه الى عرفات التي سميت بهذا الاسم لأنه تعرف على حواء والتم شملهما وماتزال قمة ادم الشهيره في سريلانكا التي تعرف بسري بادا اي القدم المقدسه بسبب بصمة القدم في قمة الجبل وتستقطب العديد من الزوار وللوصول الى اعلى القمة قدرة على تحمل الصعود 4800درجة وافضل توقيت لصعود القمه في الليل حيث تبدو انوار الممر المضئ مع اصوات الجرس الدائمه المشجعه للمتسلقين لهذه القمه لشحذ هممهم وايضا البعض يحرص لأغتنام هذه الفرصه لرؤيه شروق الشمس وهي تخرج من تحت عباءه الليل ومشكله منظر بانورامي اخاذ وهي لحظه يحرص عليها السياح من جميع دول العالم لمشاهدتها عن قرب وتوثيقها بالصور ومقاطع الفيديو
سيلان والشاي
وقد اشتهرت و سريلانكا بجودة إنتاجها من الشاي، ويعود الفضل في ذلـك إلى الإنجليزي الكابتن جيمس هـيلر الذي أدخل فيهـا زراعـة الشـاي عام 1839، فقد قام بإحضار شجيرات الشـاي من الصين، ووجد بعد تجارب أن منطقة نوارالىا الجبلية والواقعة وسط الجزيرة من أحسن المناطق التي تناسب هذه الزراعة، وفي زيارتنا لنوراليا التي يبلغ ارتفاعها حوالي ثلاثة آلاف متر عن سطح البحر، كان الطقس باردا ممطرا قليل الرطوبة، وعلى مدى البصر لا تقع العين إلا على مزارع الشاي وأشجاره القصيرة التي لا يتجاوز ارتفاعها المتر الواحد، وهي شجرة دائمة الخضرة، معمرة تصل إلى ما فوق الثمانين سنة، ويقوم المزارعون كل ثلاث سنوات بتقليم فروعهـا وتشذيبها حتى تنبت غصونا جديدة، وغالبا ما تقوم النساء بجني أوراق الشاي في الصباح ويضعنها في سلال خاصة يحملنها على ظهورهن. ويوضح مرافقنا أن هنالك ثلاثة أنواع للشاي من حيث الجودة، الأول هو النوع الذي تزرع أشجاره على ارتفاع يقرب من الألف قدم عن سطح البحر ، الثاني هو الذي يزرع على ارتفاع ما بين ألف والألفين وخمسمائة قدم، أما الثالث وهو أجود أنواع الشاي فهو ما يزرع على ارتفاع أكثر من ألفين وخمسمائة قدم فوق سطح البحر، وتعد منطقة نورالىا من أحسن مناطق زراعة الشاي في سريلانكا لأنها منطقة ترتفع إلى نحو أكثر من ثلاثة آلاف قدم عن سطح البحر، وايضا هنالك مزارع شاي في كل من كاندي ودامبولا ويوفا ومن المعروف أن السكان الأصليين لسريلانكا وهم من السنهال رفضوا أن يعملوا في مزارع الشاي تحت وصاية الإنجليز، مما اضطرهم لجلب عمال لزراعة الشاي من جنوب الهند، وهكذا توافد الهندوس التاميل إلى الجزيرة وبقيت ملكية مزارع الشاي مع حكومة السنهال، وبذلك تدير الحكومة هذه المزارع وتتصرف بالإنتاج.
مصنع شاي لابوكاليه
وأثناء جولتنا بين مزارع الشاي كانت لنا زيارة لأحد مصانع تجهيز الشاي في نـوراليا ويطلق عليه مصنع لابوكاليه وهو واحد من أكبر مصـانع الشاي في سريلانكا ,وتعود ملكيته لرجل مسلم حيث يبلغ عدد عماله نحو ألفي عامل بينهـم نحو 900 من قاطفات أوراق الشاي من المزارع وينتج 3 ملايين كيلو من الشاي .يقول السيد محمد وهو ايضا رجل مسلم يتحدث العربيه بطلاقه المشرف على المصنع: من كل خمسة كيلو جرامات من الأوراق الخضراء التي تجمع في اليوم نستطيع الحصول على كيلو جرام واحد فقط من الشاي بعد ن تمر هذه الأوراق بمراحل التصنيع المختلفة من تجفيف وطحن وتنقية وفرز وتعبئة ، وإلى أن توضع في صناديق خشبية مغلفة بأوراق من الالومنيوم أو فب بالات مخصصة . ويجد في سريلانكا أكثر من 500 مصنع لتجهيز الشاي ، أغلبها في منطقتى نورالى وكاندي . ثم ترسل صناديق الشاي وبالاته إلى مدينة كولومبو حيث حيث تقوم شركات انجليزية ويابانية متخصصة بإضافة بعض النكهات والمذقات المحببة الى خليط الشاي الهندي والسيلاني والماليزي في عبوات متنوعة، وإعادة تصديره إلى أنحاء العالم .
المطاط وجوز الهند
ويحتل محصول المطاط المرتبة الثانية في اقتصاد سريلانكا ، فأشجار المطاط تزرع كثافة في المنطقة الجنوبية من الجزيرة ، فهناك نحو ستمائة ألف فدان من الأرض مزروعة بأشجار المطاطا.
وأثناء جولتنا في هذه المنطقة شاهـدنا المزارعين وهم يجمعـون المادة البيضـاء التي تفرزهـا أشجـار المطاط، ويصبونها في أوان مخصصة في الوقت الـذي يكون الجو فيه صحوا. ومن المعروف أن سريلانكا تنتج المطاط الناعم الذي يستخدم له نوع خاص من السماد وتقدر المساحـة المزروعة بأشجار المطاط بنحو 794 هكتارا. أما محصول جوز الهند وهـو من المحـاصيل التقليـدية التي ارتبطت بمنطقة شبـه القارة الهنديـة، وبخاصة المنطقة الجنـوبية فتحتل المرتبة الثالثة من مراتب الدخل القومي للبلاد، وأشجار جوز الهند على نوعين: الأول يميل إلى اللون الأحمر أو البرتقالي، وهو مخصص ليشرب ماؤه، وهذا النوع يباع في أسواق المدينة وعلى طرقات السفر الرئيسية. أما النوع الثاني من جوز الهند فهو الأخضر وهو الأهم حيث يستخدم للطبخ ويستخرج منه الزيت الذي يستخدم في صناعات الزيوت النباتية ، ويستخدم هذا الزيت في صناعة بعض الأدوية في الطب الشعبي وبخاصة لآلام الصداع كما تستخدمه النساء لتطويل شعورهن.
وغالبا ما تنمو أشجار جوز الهند أو النارجيل على امتداد السـواحل الجنوبية للجزيرة بين مدينتي بيروالا وكالوترا اللتين تقعان على شاطئ البحر وتنتجان نحو 75% من إنتاج سريلانكا من جوز الهند، ويستخرج من أشجار جوز الهند انواع عده من زيوت جوز الهند ، ” ففي مدينتي بيروالا وكالوترا يشاهد المرء عربات تجرها الثيران وضعت عليها بـراميل خشبية وممتلئة بعصـارة شجرة جوز الهند حيث تنقل الى المصـانع
أما إنتاج سريلانكا من محصول جوز الهند فقد بلغ أكثر من 5.2 مليون ثمرة عام 1994 ويعد هذا أعلى إنتاج للبلاد منذ عام 1986
السياحة
ومنذ منتصف الثمانينيات أولت الحكومة السنهالية جانبا من اهتماماتها إلى السياحة. والحق أن موقع سريلانكا المداري في المحيط الهندي وتنوع منـاطقها يعطيانها مناخا ممتازا على مدار العـام، فأشعة الشمس الدافئة، والمطر الذي ينهمر بين الحين والآخر، ثم تلك الخضرة اليانعة التي تمتـاز بها الجزيرة والجبـال الخضراء المنحدرة القمم، والشـلالات العالية في كل من نوراليا وكاندي، ثم حدائق الشاي المنتشرة التي تبهر الأبصار والسواحل الرملية الدافئة كلها تجذب السائحين لقضاء بضعة أيام في أحضان هذه الجزيرة الوادعة.
.
“الأ حجار الكريمة
وتشتهر سريلانكا بأن أراضيها تحوي نوعا من الأحجار الكريمة وهي أحجـار كريمة تأتي في المرتبة الثانية بعـد أحجار الألماس المشهورة، وتوجد هذه الأحجار في مناطق متعددة من سريلانكا، وبخاصة في رتنابورا التي تعرف باسم مدينة المجوهرات، وبلمدولا وبلانجودي وكهارات كى ونويتي جلا واهليليا جودا. ومن المعروف أن الأحجار الكريمة هذه تـوجـد في أنحـاء متفرقة من العالم مثل سريلانكا وتايلاند وبورما والبرازيل وجنوب إفريقيا، إلا أن سريلانكا تأتي في المرتبة الأولى بين تلك الدول ، وتمتاز الاحجار الموجوده في سريلانكا بجودتها وبشهرتها العالمية، تقول الروايات إن سيدنا سليمان قد أهدى ياقوتة حمراء كبيرة الحجم إلى بلقيس ملكـة سبأ من جزيرة سيلان، وقد وصف ماركو بولو المجوهرات الموجودة في سيلان وخاصة الروبي الأحمر الذي تشتهر به الجزيرة. ويعتبر حجر الياقوت الأحمر الـذي يطلق عليه اسم روبي نادرا إلا أن حجر الزفير الأزرق هـو في الواقع من أجود تلك الأحجار الكريمة في سريلانكا ومن المعروف أن الحجـر الأزرق الذي يـزن 400 قيراط والذي يرصع التاج الـبريطاني مأخوذ من سريلانكا، وبالإضافة إلى ذلك هنالك حجر الاوتومارييه وهو أزرق فاتح وحجر التوباز وهو أصفر اللون، وحجر السفايا لا يوجد إلا في سريلانكـا حيث يستخرج من مناجم كورندسن، ويقسم المتخصصون حجر الجيمس إلى نوعين، الحجر الطبيعي والحجر شبه الطبيعي. الاحجار الكريمه تمتاز بصلابتها، فكلما كان الحجـر صلبا ازدادت جودته، أما الميزة الأخرى فهـو اللـون والنقـاوة ثم الانعكـاس واللمعان، والمعروف أن الأحجار الكريمة التي يطلق عليه اسم سفايا الذي يظهر في ألوان مختلفة هي: الأزرق والأصفر والأخضر لا يوجد إلا في سريلانكا. أما آخـر هذه الأنواع من الأحجار الكـريمة فهو ما يطلق علية اسـم المون ستون وهو قليل الصلابة، وكذلك حجر الكوارتز والتوباز، اما أحسن أنـواع الأحجار الكريمة هو النوع الذي يطلق عليه اسم الاكسندرايت وهو بالطبع أغلى نوع ويمتاز بلونيه الأخضر والأحمر.
المسلمون في سريلانكا
تعد سيلان مركزا للنشاط التجاري منذ أقدم العصـور لما اشتهرت بـه من إنتاج التوابل والأخشاب والجواهر، وكان العرب( الحضارم) من أقدم الأمم التي لها علاقات تجارية مع سيلان ، لذا اتخذوها موطنـا لهم وأطلقوا عليها اسم سرنديب أو جزيـرة الياقوت، ومع ظهور الإسلام وانتشـاره ازداد هـذا النشـاط التجاري، فكانت البضائع تنقل من سيلان إلى اليمن، ومنها بالقوافل إلى أنحـاء العالم الإسلامي ، وبالتالي كانت التجارة هـي السفينه التي عبر عليها الإسلام إلى جزيرة سيلان، وقد كان هؤلاء التجار مثالا للأمانة والوفاء، ودعاة مخلصين للدين، وكان انتشار الإسلام في سيلان شبيها إلى حد كبير بانتشـاره في أقطار جنوب شرق آسيا، كما كان لمسلمي جنـوب الهنـد دور بارز في نشر الإسـلام في سيلان ، واستطاعت المجموعة الإسلامية في سيلان أن تحظى بنفوذ كبير وممتاز، إلا أن الدول الاستعمارية التي احتلت سيلان وهي البرتغال وهولندا وإنجلترا قلصت نفوذ المسلمين في الجزيرة. حتى أن هـذه الدول الاستعمارية أبادت قرى مسلمة بأكملها وحاولت إزالة الوجود الإسلامي من الجزيرة. وأخذ المسلمون يتلمسون طرقا يستطيعون من خلالها إثبات وجودهم، فكان الاهتمام بالتعليم الحديث والاستفادة منه دون أن يؤثر في قيمهم الروحية أو معتقداتهم، ونشط المصلح الاجتماعي محمد قاسم سيدي لبي فحاول تطوير دراسة اللغـة العربية بين السيلانيين، وفي تلك الفترة ازدهر أسلوب جـديد لتدريس اللغة التاميلية لغة مسلمي سيلان، وذلك عن طريق كتابتها بالأحرف العربية، واللغة التاميلية تشبه إلى حد كبير اللغة السواحلية، كما قام في الفترة ذاتها علماء من جنوب الهند بزيارة سيلان وحضوا المسلمين على التعليم، وكان من بين هـؤلاء العلماء “مـا بلي” الذي يعد من كبار مفكري جنـوب الهند، وقد كتب عدة مـؤلفات باللغتين العربية والتاميلية أشهرها كتابه “فتح الديانة” في الفقه الإسلامي وقد ترجم إلى الإنجليزية وشرح فيه أصول الفقه الإسلامي بأسلوب شـائق بعيـدا عن تعقيـد المصطلحات الفقهية. ومع استقلال سيلان عام 1948 أصبح المسلمون يلعبون دورا مميزا في الحياة العامة ولهم دور في المجالات الاقتصاديـة والسياسية والإدارية برغم أن نسبتهم لا تتجاوز 10% من جملة السكان. وقد خطوا خطوات واسعـة في التعليم، ودخلت أعداد كبيرة منهم الجامعات، وهم الآن يشغلون جانبا. مني الوظائف الإدارية في الدولة.
كما يعملون بالتجارة وبخاصة تجارة الأقمشة والأحجار الكريمة،
This site is protected by wp-copyrightpro.com