سفيرة ولكن! | منى الزايدي
18 سبتمبر 2020
0
56430

لم تكن سفيرة دولة ولاسفيرة لأيا من كان ولكن ! كانت الحروف هي صوت سفارتها والقلم هو المتحدث الرسمي لها والأحساس هي سفيرته.

سيدة سفارة الأحساس والحس ، كتبت وأستكبت كل معاني الأحساس ولغات الحس فكانت هي السفيرة الجديرة بصوت الأحساس .

سفيرة دائمة غير مرهونة ومرتهنة بعهود السفارة ولا مقيدة بقيود وشروط عقود السفارة ..
سفارتها حرة ومحلقة كعصفور حر في سماء الأحساس ، تكلمت بصدق ونطقت بواقع ونثرت ورد الأحساس وأشادت وشيدت صروح الهمس المعبر الذي كان متنفس لكل عابر ومسافر في مطار الحرف ومدينة الأحساس .

ربطت حزام الإقلاع وأقلعت من مطار الأحساس وجالت في مدن الحرف ومدائن الحس والأحساس ، تعلمت أن الإحساس أنفس من الألماس وأن البشر بأحاسيسهم لا بوجودهم فقط وتعلمت أن لا حياة بلا إحساس ولا إحساس بلا حياة وأن سفارة الإحساس لا يستحق شرف الأنضمام لها إلا من سكنته وأستكنت في داخله الإنسانية والرحمة ومن صافح الصباح بإبتسامة والمساء بهمسة تفاؤل ومن علم أن السماء لاتمطر أحاسيس إذا لم تمطر دواخلنا وقلوبنا بالإحساس..

فكانت هي سفيرة الحس ولم تكن سفيرة الحروف الزائلة ولا سفيرة المكاتب المغلقة بل سفيرة الأحاسيس المتحدثة .

نحتاج إلى سفارة الإحساس التي نحن سفرائها فهل من مزيد من سفراء الإحساس.

هنا أنتهى حرفي ولكن ! سفارتي لم ولن تنتهي أبدا مادمت أتنفس الإحساس وأشعر بالواقع وأرتشف من فنجان الإنسانية بكل سعادة .

منى الزايدي
كاتبة سعودية


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com