إن أبناءنا وإخواننا وأولادنا ذوي الاحتياجات الخاصة قد يتعرضون لأخطار مختلفة نتيجة قيامهم بإنجاز ومباشرة حاجاتهم بأنفسهم، وهذه الأخطار قد تكون داخل المنزل أو خارجه على السواء، لذلك يتوجب علينا جميعاً أن نُعرِف هذه الفئة الغالية على تلك الأخطار إما عن طريق التدريب أو عن طريق الإرشاد والتوجيه من قبله هو شخصياً، أو ممن يساعده في مكان تواجده، وهذا يدعونا إلى حث الأسرة والمؤسسات الحكومية الخيرية والأهلية وغيرها ممن يعني بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تتبنى هذا الموضوع والعمل على إظهاره إلى الواقع والتعامل معه بجدية، فذلك حتماً سيخفف من المشكلات والمخاطر التي يتعرضون لها ، فالإهمال سيؤدي إلى فقد أعداد كبيرة من المعوقين وإلحاق الأضرار بهم زيادة على ما لديهم من إعاقات سابقة.
ولو نظرنا إلى الإحصاءات الرقمية التي ترصد نسبة العوق في العالم لوجدناها تصل إلى 600 مليون شخص أكثر من 80 في المائة منهم في الدول النامية. ومن المؤكد أن حوالي (30%) من أسباب الإصابة بالعوق ترجع إلى الحوادث والأخطار التي يتعرض لها بعض الأشخاص الذين لا يلقون لتعليمات واشتراطات الأمن والسلامة بالاً أو اهتماماً، وهنا المسؤولية تقع مشتركة بين الدفاع المدني والمجتمع في خدمة الفئة المعينة.
علماً أن الأخطار التي تهدد أمن وسلامة ذوي الاحتياجات الخاصة هي تقريباً نفس الأخطار التي تهدد الإنسان العادي، أضف عليها أخطار التعثر بالأدوات والمعدات وألعاب الأطفال، والسقوط من السلالم، والانزلاق، وانسكاب المياه الحارة، أو سائل الأسيد وحوادث الأدوات الساخنة، وأخطار التسمم، والاختناق، والأدوات الحادة، وللوقاية والسلامة من الأخطار لذوي الاحتياجات الخاصة لابد من استخدام العصا للكفيف في حالة السير بالبيت والشارع. وإعلام الكفيف بمخطط المكان الذي يسكن فيه وما بداخله من أثاث وأبواب طوارئ وخلافه. والتدريب على أساليب الهروب عند مشاهدة أو سماع عن خطرٍ ما. وتخزين أرقام الطوارئ ليسهل عليهم طلبها عند الحاجة. وعدم ترك شديدي الإعاقة وحدهم.
إيجاد وسيلة تنبيه يستخدمها الأبكم بينه وبين ذويه أو الجهات ذات العلاقة عند حدوث أي خطر ولابد أن أشير إلى جهود الدفاع المدني في أي بلد العمل على سلامة المعوقين.
حيث وضع لائحة شروط السلامة وسبل الحماية الواجب توافرها في مراكز المعاقين الصادرة عن الأمانة العامة لمجلس الدفاع المدني والتي تنص على (ألا يجوز إنشاء مراكز المعوقين أو الترخيص بإنشائها أو توسيعها أو ترميمها أو تحديثها قبل أن يتم تقديم دراسة فنية معدة من قبل أحد المكاتب أو الجهات الفنية المختصة بأعمال السلامة والانذار ومكافحة الحريق المعتمدة من قبل المديرية العامة للدفاع المدني توضح مدى الالتزام بالمواصفات والتعليمات الواردة بهذه اللائحة.
ولا ننسى دور الأسرة فهو كبير وعظيم من ناحية التربية والتنشئة الاجتماعية والتعليم والتدريب والمساعدة والحماية من الأخطار لأبنائها المعوقين، مثل كيفية التعرف في حالة الضياع أو الفقدان في الأماكن المزدحمة، وأخطار ومشاكل الطريق مثل الانطلاق بسرعة من أيدي الأهل، وأخطار المواد الكيماوية السامة مثل شربها أو استنشاقها أو اللعب بها، وضرورة توفير كافة وسائل الأمن والسلامة في المنزل والسيارة من أجهزة كشف الدخان وأجهزة الإنذار المبكر (السمعية والبصرية) وأجهزة الإطفاء العادي والآلي بالإضافة إلى أخذ الحيطة والحذر ومتابعة كافة تحركات هذه الفئة بشكل مستمر.
وبالنسبة للسلامة المنزلية لذوي الاحتياجات الخاصة لابد من تجنبهم الحركة داخل المنزل دون رقابة، ووضع حواجز على جانبي السلم، وتجنب الزوايا الحادة بالجدران ووضع دعامات لجميع الأبواب لتكون مغلقة دائماً وعدم إحداث أي تجديدات داخل المنزل دون علم المعاقين بها، وعدم ترك النوافذ والأبواب مفتوحة وضرورة تصميم دورات مياه خاصة بالمعوقين في المنزل بحيث تصبح الحركة سهلة منها ولها على أن تزود بالأجهزة الخاصة المساعدة التي تسهل عملية استخدامها بأمان، وتعريف المعاقين بالأخطار التي يمكن أن يتعرضوا لها بالمنزل خاصة ما يتعلق بالحرائق وأخطار الكهرباء والمنظفات والسقوط والمسابح.
وفي النهاية أتمنى للجميع السلامة والحماية. عن كتابي (رسائل لم يحملها البريد)
بقلم : وسيلة الحلبي
عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
This site is protected by wp-copyrightpro.com