وقف في أخر السوق مختالا بعنفوانه وقد كشفت حرملته عن كتفه الأيمن ليبرز ساعد قوي البنية استدار رسمه من فعل تدريبه علي المعارك. كان ازاره طويلا وقد التف حول خصره، لا تستطيع ان تفرقه عن ابناء القصور
يزيد من حيرتك حوله وحول اصله ونسبه نظرة الشموخ في عينيه ذات حداقة معسولة تكاد تملأ محجرته في انذار عن ذكاء غير مألوف بين أبناء العموم
لم يكن ليغض الطرف كما يفعل الجميع حين تطل عليهم مليكتهم علي هودجها مكتسية بذهب بلاد بنت وروعة اصلها الملكي و فخر كونها الزوجه الملكة للاله رع
كانت جميلة جمالها يخطف الأبصار غير ان الأبصار كان عليها الانكسار في حضرتها … خسفت الرؤوس لها حين وقفت ركوبتها لتترجل الي السوق في حماية حراسها انخفضت كل الرؤوس الا رأسه وحده وقد وقف مشدوها مخطوف النفس امام جمالها
كان ليقف مكانه قرنا وقد جافاه النفس لولا سوطا جلديا هوي علي كتفه العاري منذرا “اركع لزوجة الاله!!!” فركع جسده وصدره خاوي من قلب تعلق بأطراف ثوبها المنسدل علي انوثة اجتهدت لتخبئها بالوقار
وقفت الملكة حتشبسوت في شموخ لطالما رسمته ليليق بعرش تقلدته بعد وفاة تحتمس الثاني … الزوج الذي برغم كثرة أمراضه كان له الفضل في وصولها الي الحلم… عرش مصر وليس هذا بالأمر اليسير ولا بالأمر الذي يحتمل المخاطرة ولا مجال فيه لفضول اخترقها مع نظرة عين ذلك العامي في السوق حتي وان شعرت بسهم اخترقها حين احتبست انفاسه.
#سننموت_حتشيبسوت
بقلم :الدكتورة سمر عبد العظيم
This site is protected by wp-copyrightpro.com