شكرًا لتلك الوجوه
التي يكمن في ابتسامتها
موطن قوتي ويشرق منها فجر صمودي،
شكرًا لتلك الأيدي
التي علمتني كيف أقف
دون أن أخشى التعثر،
شكرًا لتلك الأكتاف
التي حملت عبء تنهيداتي دون كلل
شكرًا لتلك القلوب
التي صفعتني بنُصحها قبل أن تواسيني
باحتواء كاذب ..
شكرًا لتلك الأرواح
التي احتضنت إحساسي
ورافقت سطوري ووقفت دومًا مُصفقة
داعمة خلف مسرح بوحي،
شكرًا لتلك المشاعر
التي أينعت في صدري وجعلتني أثمر بالنجاح
شكرًا لتلك الخناجر
التي أوجعتني كثيرًا
ولكنها لمْ تسقطني في هوة الانكسار
شكرًا لتلك الأعين
التي غضت بصيرتها عمدًا عن أحزاني الدامية
شكرًا لتلك المسامع
التي أصابها الصمم المفاجئ عن نداءات احتياجي
شكرًا لكل من ضخمت ظنوني الحسنة بهم
وأفسدوا ثقتي بوصمة خيبة أبدية،
شكرًا لكل المواعيد
التي انتظرتها عبثًا ولمْ يحِن ميقات هطولها
على أرض أحلامي
شكرًا لكل من لمْ يكن أهلاً للعطاء
للوفاء، لمشاعري الجارفة
لكل من جعلني أتعطش لارتوائه وتوارى
خلف طوفان الجُبن والسكوت
شكرًا لكل من ظن بأن فراقه سيُدميني
وأزهرتُ من بعده
شكرًا لكل من ظن بأن خذلانه سيقتلني
وتذوقت سكينة الحياة حين حلقت
في سماء جديدة
لا يشوبها رماد ذكرياته ..
شكرًا لكل من أسكنته قمة قلبي
بينما تبوّء له مقعدًا في أقصى القاع
من هؤلاء تعلمت، نضجت، كتبت
وقد كانوا لي الوقود الذي أستمد منه إلهامي.
بقلم: نجلاء حسن
This site is protected by wp-copyrightpro.com