صراع السلطة و (الأدب والثقافة والفن) من سينتصر؟ | الاعلامية نهى مندورة
08 يناير 2017
0
143253
لأول مرة أزور فيها مقر جمعية الثقافة و الفنون العام الماضي في إحدى الاحتفالات الخاصة بتكريم الإعلاميين. حقيقة، بهرني مارأيت وقتها من تصميم وكيف تم ليظهر و كأن النادي الأدبي صمم خصيصا بهذه الطريقة ليحتضن الثقافة و الفنون حيث يجمعهما سور واحد . صُوِّر لي وقتها بأنني و بداخل هذا السور سأتعرف على كل من هضم حقهم التاريخ وكتب الأدب ونسيهم الإعلام بعد وفاتهم.
في كل مرة أدخل مبنى الجمعية أسجل في ذاكرتي أسماءاً خلدت ذكراها ولم نعطها حقها، ووجدت في أول تفاعل لي مبادرة لتخليد من هم على قيد الحياة حيث كان حفل تكريم الشاعر مصطفى زقزوق. سرني فعلاً ماحصل وكنت أظن بأن النشاط مشترك بين الجمعية و النادي لأفاجأ بأن كل منهما يعمل على حدى وفي اتجاه متقاطع بحيث لا يلتقيان إلا في السور الذي يجمعهما ومواقف السيارات.
ظننت بداية حصولي على العضوية بأن الجمعية بعيدة عن المواطن والمجتمع وأسأت الظن أكثر عندما جال ببالي بأنها تقتصر على فئة معينة، لأجد بابها مفتوحاً ليس فقط لكل من يمتلك الموهبة بل لكل من يحمل فكرة أو مقترح. أيقنت بعد ذلك بأن المجتمع هو البعيد عن الجمعية أو أن هناك تقصيراً في إيصال صوت الجمعية ولكن كيف؟ و الجمعية قد حققت نجاحاً عربياً العام السابق على مستوى جمعيات الثقافة و الفنون في الوطن العربي وقد فاق عدد أنشطتها المائتان!
واليوم أجد أن الصراع بين الأدب والثقافة و الفن إحتد حتى وصل أوجه. بالرغم من أن المبنى الحالي للنادي الأدبي أنشيء أثناء رئاسة د.عبدالمحسن القحطاني، لتحتضن جمعية الثقافة و الفنون فعالية جائزة الدكتور عبدالمحسن القحطاني بين جدرانها ولاءاً لما قدمه وهو مايراه المراقب تصرفاً بديهيا بين رواد العلم والثقافة والأدب والفن، بدلاً من أن يظل المبنى مهملاً ومستودعاً للأوراق و الكتب القديمة.
سؤال أطرحه هنا .. هل يحق لنا فصل الأدب عن الثقافة و الفنون؟
وهل سيتحول هدفنا لامتلاك مبانٍ والسيطرة بدلا من التركيز على نشر الأدب و الثقافة و الفن السعودي؟!
الاعلامية نهى مندورة