:
دعاء زيدان
مدرس مساعد الفقه بجامعة الأزهر

لاحظت في كتاب الله تعالى أن المرأة إذا كانت وحيدة وأوذيت أو ضاق بها الحال، فإن الله هو جابر كسرها، وسامع شكواها، ومخرجها من ضيقها إلى سعة رحمته.. لا أحد سواه.

فهذه أم موسى، التي خافت على وليدها من فرعون خوفًا كاد قلبها يتفطّر منه، هدّأ الله روعها بقوله سبحانه: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص: 7].

وهذه آسية امرأة فرعون، التي عاشت وحيدة في قصر الطغيان، فضرب الله بها المثل في الثبات والصبر: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ ٱبۡنِ لِی عِندَكَ بَیۡتࣰا فِی ٱلۡجَنَّةِ وَنَجِّنِی مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِی مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [التحريم: 11].

وهذه مريم ابنة عمران، حين جاءها المخاض وحيدة، فأنزل الله إليها الطمأنينة: ﴿فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ۝ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ۝ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا﴾ [مريم: 24-26].

وهذه هاجر أم إسماعيل، التي تُركت بلا ونيس في وادٍ غير ذي زرع، فقالت بثقة: “آالله أمرك بهذا؟” قال إبراهيم ﷺ: نعم. قالت: “إذن لا يضيعنا”، فجعل الله سعيها بين الصفا والمروة شعيرة إلى يوم القيامة.

وهذه عائشة -رضي الله عنها-، التي اتُهمت في عرضها ظلمًا في حادثة الإفك، ولا برهان على براءتها، فأنزل الله براءتها قرآنًا يُتلى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ [النور: 11]، وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: 58].

وهذه خولة بنت ثعلبة، التي جاءت إلى رسول الله ﷺ تشتكي زوجها الذي ظاهر منها، فسمع الله شكواها من فوق سبع سماوات وأنزل حكم الظهار: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [المجادلة: 1].

فيا كل امرأة مسّها الضر وهي وحيدة في دربها، تذكّري أن الله ربكِ لا يغفل عنكِ، لن يترككِ، ولن يضيعكِ، ولن يرضى لك الحزن… فالشكاية إليه، وإفراغ همّكِ بين يديه، فلا جابر لك إلا الله سبحانه وتعالى.
{ أَلَا یَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ } [سُورَةُ المُلۡكِ: ١٤]

• عندما يبكى التاريخ !!   الصحفي : جميل عوض سيكتب التاريخ بالدموع حبر أسود لن يطمس سيبكى على الجغرافيا التى تقطع ...
• آليات مكافحة الفساد الإداري باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي   بقلم الدكتور :احمد السنباطي بمحكمة النقض تحليل قانوني لمستقبل الإدارة في مصر يشكل الفساد الإداري أحد التحديات ...
• مسجد زاهر ايقونة قدح تحفة معمارية إسلامية ماليزيه   احمد علي الزهراني - ش ا س  في قلب مدينة ألور ستار ،. لاشي يعلو فوق صوت ...