عمى البصيرة … !! د. وفاء ابوهادي
02 مايو 2023
5
75834

 

 

كثير منا يمتلك شيء ثمين ولا يعرف قدره بسبب ثقتنا بملكيتنا له ووجوده في يدنا ..!
ولم نفكر لحظة واحدة أننا ربما نفقده فالتعود على النعم يُنسي فضلها وقدرها .

ومثال على ذلك أن الله قد يرزق شخص ما من يكون له غطاءاً وستراً،
تعامله كله وفاء وعطائه لا حدود له ..
يجعل من هذا الشخص عالم بذاته ويختلق السعادة في كل تفاصيل حياته
ويكتفي فيه عن كل هذا العالم
ولكن رغم هذا الرزق الذي رزقه الله لهذا الشخص بمن يسعد قلبه ويكون عوناً له في رحلة الحياة مسانداً لظهره حتى لا ينحني وممسكاً بيده حتى لا تفلت منه
لا يعرف قدره ولا يُثمن كل هذا الخير في وجوده
فيخسره بعمى بصيرته
وعدم استحقاقه لهذا الشخص النادر والنعمة الجليلة
إن عمى البصيرة هذه اشبه بحال ذاك  الرجل  الذي جلس على شاطيء البحر ليلاً قبل طلوع الشمس
ﻓﻮﺟﺪ كيساً مملوءً ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭة
ﻓﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻭأﺧﺬ ﺣﺠراً ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻭأﻟﻘﺎه ﻓﻰ اﻟﺒﺤﺮ
فأعجبه ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭة ﻭﻫﻰ ﺗُقذف ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ فعاود ﺍﻟﻜﺮة ﻣﺮة أﺧﺮﻯ
وظل يقذف الحجارة ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ
ﻷﻥ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ كان ﻳُسعد ﻫﺬﺍ ﺍﻟرجل
ﻭﻛﺎن ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻭﺑﺪأ ﻳﺘﻀﺢ ما في ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺠﻮﺍﺭه الذي لم يتبقى فيه إﻻﺣﺠراً واحداً ﻭأﺷﺮﻗﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ إﻟﻰ ﻫﺬا ﺍﻟﺤﺠر ﻓﻮﺟﺪه “ﺟﻮﻫﺮة !!
ﻭﺍﻛﺘﺸﻒ أن ﻛﻞ ﻣﺎ أﻟﻘﺎﻩ فى البحر ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎﻧﺖ “ﺟﻮﺍﻫﺮ” ﻭﻟﻴست ﺣﺠﺎﺭة ..!!!
ﻭﻇﻞ الرجل ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻨﺒﺮة ﻧﺪﻡ :
ﻳﺎﻟﻐﺒائي ﻛﻨﺖ أﻗﺬﻑ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻋﻠﻰ
أﻧﻬﺎ ﺣﺠﺎﺭة ﻷﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﻓﻘﻂ !!!
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ أﻋﻠﻢ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻣﺎ فرطت فيها هكذا !!!

وهذا هو حال من لا يفكر ألف مرة قبل خسارة ما عنده من جواهر ثمينة مقابل أهواء نفسه وعدم شكر الله على ما أنعم عليه

وقد صدق المثل العامي الذي مفاده ( يستاهل البرد من ضيع دفاه)
فإذن يستحق الخسارة كل من ضيع ما كان معه ثمين واستبدله بالرخيص فهذا ما يناسبه وماهو يشبهه وبقدره تماماً

 

د. وفاء ابوهادي

مستشارة اعلامية وكاتبة
مدرب معتمد ..

..


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com