Latest News
عندما يتجسد الإخلاص في الإنجاز يتحول الحلم إلى حقيقة … (رسالة شكر لرجل أدهش العالم )
23 أكتوبر 2025
0
3465

حوار /  د. وفاء ابوهادي 

 

في العادة، لا يتردد الناس في تكريم الشخصيات البارزة حينما تستوقفهم إنجازاتهم، وهذا أمر مألوف ومفهوم. لكن أن ينبع التقدير العميق من إنسانة بسيطة لا تربطها بالمملكة سوى زيارة الحج أو العمرة في البداية تجاه شخصية قيادية صنعت الفارق، فذلك تكريم من نوع مختلف.
إنه تكريم نابع من القلب، يحمل مشاعر الامتنان والإعجاب لما أحدثه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد الأمين، من نهضة شاملة وتحول تاريخي ملموس جعل من المملكة وجهة يفخر بها كل عربي ومسلم. لقد أعاد رسم صورة الوطن في عيون زواره، وجعل من زيارتهم تجربة استثنائية تعكس عهداً جديداً من التقدم والإنجازات.
حين تتجاوز الإنجازات حدود الجغرافيا، وتصبح البصمات شاهدة على تحولات تاريخية غير مسبوقة، فإن الحديث لا بد أن يتجه إلى شخصية رسمت ملامح المستقبل برؤية سبقت زمانها. رؤيةٌ غيّرت المفاهيم، وأعادت صياغة الواقع، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية اليوم أيقونة للتقدم، ونموذجاً للتحديث الشامل، في وقتٍ كانت فيه الصورة النمطية عن المملكة ترسخ في عقول الكثيرين.
نتحدث هنا عن مهندس التحول، وصاحب الرؤية 2030،صاحب  السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي أعاد تشكيل الحلم السعودي، وحوّله إلى واقع ملموس يشهده القريب والبعيد. شخصية فرضت حضورها على الساحة العالمية، وأبهرت الجميع بحجم الإنجازات، وسرعة التنفيذ، وعمق التأثير.

بين تلك التحولات، تبرز القصص الإنسانية التي تعكس صدى التغيير خارج حدود المملكة. قصص تحمل الامتنان، وتحاكي النبل  الأصيل، تماماً كما فعلت الدكتورة إيمان حسن المواطنة السودانية، التي عاشت التحول، ودهشت بالتغيير ، فعادت إلى وطنها تحمل في قلبها تقديراً عميقاً، وولاءً صادقاً، لترفع من هناك صوت الشكر، وتُكرّم من يستحق التكريم.

لقاؤنا اليوم مع هذه السيدة التي جمعت بين الامتنان والوفاء، لنقف عند تفاصيل تجربتها، وما لمسته في أرض الحرمين الشريفين من تطور، وكرم، وأمان، ولماذا اختارت أن تقول شكرا لصاحب الرؤية.
ومن رحم التجربة، ومن وقع الحرب، إلى لحظة النجاة على متن طائرة سعودية حربية، كانت الحلقة الأولى… لكنها لم تكن الأخيرة.

إنها الدكتورة إيمان حسن صاحبة السيرة الذاتية مليئة بالإنجازات والمبادرات المجتمعية الناجحة والتي نتشرف بلقائنا معها وأول اسئلتنا كانت حول اللحظة الأولى التي وطئتِ فيها أرض المملكة كيف كانت تلك اللحظة؟ وما أول ما لفت انتباهك؟
في البداية أحمد الله وأشكره كثيرا وأشكر اهتمامك على إجراء حوار معي وأسال الله العلي القدير أن يسلم السودان من كيد الكائدين ويحفظ أرضه من كل دنس وينصر الحق بالحق وهو على ذلك قدير.
أود أن أشير إلى أن العلاقات بين السودان والمملكة عريقة ولها عمق تاريخي يجمع بين البلدين هذه العلاقات تقوم على روابط ثقافية واجتماعية واقتصادية ممتدة، وتشهد عليها صفحات التاريخ من تبادل القوافل التجارية، والرحلات العلمية، والصلات الروحية والدينية، إن عمق هذه العلاقات يمنحها صفة الاستمرارية والقدرة على الصمود أمام التحديات، حيث تتجدد أشكال التعاون بتغير الظروف دون أن تفقد روحها الأصيلة.
اما في ما يخص سؤالك كيف كانت تلك اللحظة؟ وما أول ما لفت انتباهي ؟

لحظة مغادرتي للسودان لا أجد كلمات تصفها فالسودان بالنسبة لي لم يكن مجرد بلد و لم تكن الخرطوم مجرد المدينة، ولا الشارع مجرد مكان ولم يكن البيت والمكتب مجرد جدران وسقف، بل ذاكرة وحياة وأصوات اعتدت أن توقظني كل صباح. لحظة الرحيل كانت ثقيلة، تحمل بين طياتها خوفاً من المجهول ووجع الفقد. نظرات الأطفال المذعورة، ودموع نساء صامتة.
صوت الانفجارات  يلاحقنى حتى في صمت الليل، يؤكد لي بأننا أصبحنا غرباء في لحظة لم نخترها.
نزلت في المطار الحربي كان الأمر أشبه بخروج من ليلٍ طويل إلى صباحٍ جديد. وجوه الناس المبتسمة أزاحت الذعر عن قلبي، والكلمات الدافئة جعلتني أشعر أنني بخير .
هنا تغيّر خوفي إلى طمأنينة، وحزني إلى رجاء، وغربتي إلى بداية جديدة تحمل بين طياتها معنى الحياة بعد الخراب.

كيف تصفين التغيرات التي رأيتِها في المملكة مقارنةً مع الصورة النمطية التي ربما كانت في ذهنك من قبل ؟

بالمناسبة في زيارتي الأولى بداية 2023  قبل الحرب وقد كانت لمدة أسبوع واحد لا غير ، قد شاهدت ما ادهشني وأثار إعجابي ، تغير جوهري في الحياة ومنذ تلك اللحظة تحول حبي إلى عشق لهذه البلد أسال الله أن يحفظها ويرعاها بعينه التي لا تنام.

ما أكثر ما أثار إعجابك على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي في المملكة؟

أعجبتني التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي لمستها في المملكة العربية السعودية ، فقد وجدت اقتصاداً أكثر استقراراً  يفتح فرصاً للجميع كما لاحظت تقديراً أكبر لقيمة الإنتاج والابداع والمعرفة، مما منحني دافعاً للاندماج والمشاركة.
أما على الصعيد الاجتماعي، فقد أثّر فيَّ الترابط الإنساني وروح التعاون بين الناس، حيث تسود قيم التضامن والاحترام المتبادل، وهو ما ساعدني على الشعور بالأمان والانتماء.

تحدثتِ كثيراً عن انبهارك بتجربة المرأة السعودية… ما الذي فاجأك تحديدًا في هذا الجانب؟

حين وطأة قدمي المملكة العربية السعودية لم يكن أكثر ما أدهشني عمرانها ولا اقتصادها المزدهر فقط ، بل نساؤها أيضاً. رأيت في عيونهن قوة ناعمة وإصراراً صلباً، يوازنان بين أصالة الهوية وروح الانفتاح الإيجابي. في ميادين العمل، وفي مواقع القرار، يخططن ويُبدعن ويقدن بخطوات واثقة نحو المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك أعجبني كيف صنعن من التحديات فرصاً، وكيف جسّدن صورة المرأة التي لا تكتفي بدور المتفرج بل تصنع الفعل وتترك الأثر، لقد جعلني حضورهن أؤمن أن تقدم المجتمع يبدأ من تمكين نصفه الآخر، وأن نهضة الأوطان لا تكتمل إلا بجهد المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل.

كيف تقارنين بين واقع المرأة في المملكة اليوم وما كانت عليه سابقاً ؟ 

لاحظت تحول جوهري في مكانتها الإجتماعية ودورها في التنمية. ففي الماضي، كانت المرأة محدودة الحضور في المجال العام، بعيدة عن دوائر التأثير وصنع القرار، حيث اقتصر دورها في الغالب على الإطار الأسري والتقليدي ، أما في الوقت الحاضر شهدت مكانتها نقلة نوعية تمثلت في انخراطها الواسع في ميادين التعليم والعمل والمشاركة السياسية والاقتصادية. ويُعد هذا التحول انعكاساً مباشراً لسياسات الانفتاح والتمكين التي تبنتها الدولة، مما جعل المرأة فاعلاً أساسياً في دفع عجلة التنمية وتعزيز قيم الانفتاح داخل المجتمع.

هل وجدتِ أن رؤية 2030 قد ساهمت فعلياً في إعادة تعريف دور المرأة داخل المجتمع السعودي؟

نعم يمكن القول إن رؤية السعودية 2030 أعادت بالفعل تعريف دور المرأة داخل المجتمع السعودي، ليس فقط من حيث مشاركتها، بل أيضًا من حيث مكانتها ومساهمتها في التنمية. بحيث أصبحت المرأة جزءًا لا يتجزأ من مستقبل السعودية.
فقد كان دور المرأة في المجتمع السعودي محدودًا نسبيًا في مجالات معينة كالأسرة والتعليم وبعض الوظائف التقليدية، مع وجود قيود إجتماعية تحد من مشاركتها في المجال العام .
وتغيّر هذا المفهوم بشكل ملحوظ، حيث اعتُبرت المرأة شريكًا أساسيًا في التنمية المستدامة. ومن أبرز ملامح التغير فتح مجالات عمل جديدة للمرأة في قطاعات متنوعة كالسياحة، الأمن، الطيران، ريادة الأعمال، والتقنية.

من الواضح أن مشاعر الامتنان التي تحملينها لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لم تكن عابرة… متى قررتِ أن تُترجمي هذه المشاعر إلى فعل تكريمي؟

أصدقك القول بأن زيارتي القصيرة في 2023 للمملكة غيرت رأيي تماما في ما اعتقدته من قبل ، وما شاهدته في هذه الزيارة القصيرة، حوارات قصيرة ولكنها عميقة بحث سريع ولكنه صادق رسخ لي بأن هذا التغير يستحق الإحترام والتكريم، لا من نساء السعوديات فقط بل حتى ممن هن غير سعوديات إن كن يعشن بداخل المملكة أو خارجها وأبسط مثال كانت النساء يتحرقن شوقا لزيارة الحرمين الشريفين أو لزيارة أسرهن بالمملكة وكانت الشروط والمتطلبان مكلفة ( تكلفة سفر المحرم ) ، الآن المرأة لا يقيدها عمراً لأداء العمرة ولا يشترط وجود محرم لان ذلك مكلف للبعض كما ذكرت سابقا وبكل يسر ممكن أن تأتي وتؤدي مناسكها آمنة مطمئنة وتعود إلى وطنها كما عدت أنا تحمل الدهشة والامتنان.
وقد يبدوا للبعض أن هذه أشياء بسيطة ولكني أيقن بأن الأشياء البسيطة تحدث الفرق وهي التي يتبني عليها الأعمال العظيمة، وعليه خصصت هذا التكريم لصاحب السمو لأني أقدر كل جهد قام به وأؤمن بأنه وُهب من الحكمة ما جعله يغير مجتمع كامل للأفضل .

حدثينا عن لحظة تكريمك لسموه، كيف تم الإعداد لها؟

الإعداد لهذا التكريم كان طبيعيا صادقا ، بدأت بفكرة  تحولت إلى خطة متكاملة. حرصت على أن يكون التكريم معبرًا عن حجم الامتنان والتقدير لسمو ولى العهد فبدأنا بالتشاور حول الشكل الأمثل، ثم اختيار الرموز والمعاني التي تجسد هذا العرفان. كان الهدف أن يكون التكريم ليس مجرد احتفال، بل رسالة وفاء واعتراف بجميل يستحق أن يُخلّد. وكتبت عبارات صادقة من عمق ما أحسست به مع صورة شخصية في إطارا مذهب معبر عن التقدير والاعتزاز بما نالته المرأة  العربية بعونه.

وما الرسالة التي أردتِ إيصالها من خلال هذا التكريم؟

رسالتي بكل صدق كانت تعبير عن كلمة شكر، انحناءة احترام لقيادة ترى لا مستحيل تحت الشمس ، إيصال صوت تقدير للذي قال لا في وجه من قالوا نعم ، هناك الكثير من يرغبون في تغير مجتمعاتهم ولكن تقف أمامهم تحديات فيكون الانسحاب ولكن عندما تتقدم القيادة وتخطو خطوات واسعة للأمام نحو أحداث تغير جوهري نحو بناء بمعاير راسخة تضمن الحياة الكريمة والمشاركة والرفاهية لمواطنيها عندما تصر وتتخذ الإرادة سلاحا للتغير ولا يؤثر فيها رأي من يري ذلك مستحيلا ولا تستمع لصوت من يقول لا يمكن.

كيف كانت ردود الفعل في السودان بعد قيامك بتكريم شخصية سعودية قيادية بهذا الشكل اللافت؟

ردود الفعل كانت طبيعية مفعمة بالمشاعر الإيجابية فقد لمس الجميع صدق النية وراء هذا التكريم، فكان التفاعل عفويًا وحارًا. كثيرون اعتبروا المبادرة لفته وفاء نادرة تعبّر عن قيم أصيلة في مجتمعنا، بينما رأى آخرون تملق وكما تعلمين إنه لمن الصعب ان يجمع الناس ويتفق حول موضوع معين فإن إرضاء الناس جميعا مستحيل . ورغم ذلك لم أهتم فأنا حينما كتبت عن تجربتي وعن إعجابي ودهشتي لم يكن في حسباني أبدا أن ما حدث سوف يحدث ، كنت في وطني مستقرة آمنة أعيش حياتي وامتلك خريطتها أجتهد وأحلم أسعي وأبادر أشارك وأنجز لم يكن في حسباني أن يحدث في وطني ما حدث لم أعلم أن ويلات الحرب سوف تطول وطني ويلات الحرب سوف تطول مدينتي وشارعي ومكتبي وبيتي حينما كتبت عن تجربتي وعن إعجابي ودهشتي لم يكن في حسباني إن نجاتي من ويلات الحرب سوف تكون بقيادة القوات السعودية ولم يدور في خاطري أن أُنقل بطائرة سعودية حربية وكان كل شيء يقول لي الدهشة لم تنتهي بعد !!

عشتِ تجربة مريرة في ظل الحرب، وانطلقتِ من وطنك على متن طائرة سعودية حربية إلى بر الأمان… حدثينا عن ما شعرتي به فيما بعد؟

نعم جئتُ على متن طائرة حربية سعودية وعشت لحظات كأني فعلاً في مشهد فليم خوف ورعب يتجسد كل تفاصيل اللحظة ولكن أمامك وجوه تبتسم تتعامل معك بلطف تمنحك كلمة لتهون عليك وقع الحدث
كان الاستقبال الذي وجدته بالمطار بمثابة علاج صامت لجروحي، دفء الترحيب الشعبي والمؤسساتي فقد منحني شعوراً بالانتماء .وجدت أن الحياة يمكن أن تُزهر من جديد رغم آثار الحرب التي طبعت قلبي بالحزن.
لم يكن التغيير مجرد انتقال جغرافي، بل تحوّل إنساني عميق، إذ تبددت مشاعر الخوف والعزلة لتحل محلها الطمأنينة . هكذا تحوّل الألم إلى قوة، والغربة إلى فرصة، واليأس إلى أمل متجدد في غدٍ أفضل.
( وبالمناسبة أعمل على تسجيل ذلك كسيناريو من أجل أن أنتج منه فيلم في يوماً من الأيام).

هل ترين أن ما فعلته السعودية تجاهك وتجاه  آخرين كان مجرد واجب إنساني، أم تجاوز ذلك إلى ما هو أعمق؟

لم يكن ما فعلته المملكة العربية السعودية تجاهي وتجاه غيري مجرد واجب تمليه الإنسانية، بل كان فعلًا أعمق بكثير. لقد شعرنا كسودانيين أن الجار  يمد لنا يده يقول أنتم لست وحدكم. فكل منا لم يكن مجرد فرد ضمن رحلة إجلاء، بل كان إنسانًا محاطًا بعناية واهتمام صادقين. كان المشهد بالنسبة لي رسالة قوية بأن المملكة لا تؤدي واجبًا وحسب، بل تجسد معنى الانتماء للإنسانية، وتؤكد أن الانسان يظل في قلبها أينما كان، وفي أي ظرفٍ وجد. تلك اللحظة لم تُنقذ حياتي فقط، بل أعادت ترسيخ يقيني أن المملكة قادرة بان تمثل رمز الشموخ كيفما كانت الظرف.

كيف انعكس هذا الموقف الإنساني على نظرتك للعلاقات بين الشعوب وخصوصاً بين السعودية والسودان؟

يمكن ملاحظة أن الموقف الإنساني الذي اتخذته المملكة العربية السعودية تجاه المتضررين لم يقتصر على كونه استجابة عاجلة لواجب إنساني بحت كما ذكرت سابقا بل يعكس آليات أعمق لتعزيز العلاقات بين الشعوب على أساس قيم التضامن والوفاء. هذه التجربة توضح أن العلاقات الدولية لا تقوم فقط على المصالح الاقتصادية والسياسية، وإنما تتأثر بشكل كبير بالممارسات الإنسانية التي تترك أثرًا نفسيا واجتماعيا طويل الأمد على الأفراد والمجتمعات.
فيما يتعلق بالعلاقة بين السودان و المملكة العربية السعودية،يمكن القول إن التجربة أعادت صياغة التعاون فحقيقة العلاقة بينهما قوية لم تكن مجرد تبادل مصالح رسمية، بل علاقة ثقة متجذرة على مر التاريخ .
الان هذه التجربة أكدت أن السياسات الإنسانية الفاعلة يمكن أن تكون عاملًا استراتيجيًا في تعزيز الروابط الثنائية بين الدول، كما عكست أهمية النظر إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية في فهم العلاقات الدولية.

من خلال تجربتك، ما الرسالة التي تودين إيصالها لكل من لم يرى بعد حقيقة التغير والتحول في المملكة؟

من خلال تجربتي الشخصية، ترسخ لى أن الحديث عن التطور والتغير ليس مجرد شعارات أو خطط مستقبلية، بل واقع ملموس ينعكس على الحياة اليومية لكل فرد في المجتمع. التغير هنا يمتد من البنية التحتية والاقتصاد إلى المجتمع والثقافة، حيث يصبح الانفتاح والتمكين لكل فئات المجتمع، وخاصة المرأة والشباب.
التجربة أثبتت أن المملكة العربية السعودية قادرة على الجمع بين الحفاظ على الهوية الثقافية والتقدم في الوقت ذاته ( وهنا يكمن الفرق ) أن الأمان، الرعاية، والفرص الجديدة متاحة لكل من يسعى للمساهمة والاستفادة.
الرسالة الأساسية هي أن رؤية 2030 ليست مجرد برنامج حكومي، بل رحلة تحول حقيقية تعكس قدرة الدولة على التجديد والإلهام وقدرة الشعب على التطلع والإصرار والعمل الجاد للوصول للثريا. وقد لحظت ذلك واضحا في شعارات المملكة فمثلا تأملت شعار اليوم الوطني لعامين 23/24 نحلم ونحقق فتجد الإصرار بين السطور … الشعب السعودي لم يحلم فقط بالرفاهية ولا بالتغير بل عمل لذلك وسلك سلوكا يوصله لذلك وهذا ما يجعل الامر في غاية الترتيب والالتزام من جميع الأطراف فالأحلام وحدها لاتبني الدول فلابد من ربط بين نقطتين الانطلاق وهدف الوصول. وانظري إلى شعار هذا العام ( عزنا بطبعنا ) كانه يقول افتخارنا بأصلنا يتطلب الاستمرار في ما يرسخ هذا العز وهذا الفخر وكله مرتبط بالسلوك الذي يمارس من الأطراف جميعها.

هل ترين أنك اليوم تحملين رسالة إعلامية أو إنسانية تجاه ما رأيتِه وعايشته بالمملكة ؟

حقيقة ماعشته وعايشته جعلني أيقن بأن المملكة العربية السعودية بوتقة ينصهر فيها الجميع ، فيعاد تشكيل الفرد بقيم إنسانية عالمية راقية تجعل المجتمع يتجه فكره للإنتاج والابداع وتحقيق ذاته بشكل قد لا يتوفر  له في أي مكان آخر، رسالتي أتمنى ان تكون شعار كل يوم وكل لحظة  (في عيوننا أنتِ يا أرض الحرمين الشريفين ).

كلمة أخيرة توجهينها إلى سمو ولي العهد، وإلى الشعب السعودي، من قلبك وبصراحتك المعتادة؟

من قلبي، أود أن أوجّه أسمى كلمات الشكر والتقدير لسمو ولى العهد، على رعايته واهتمامه الذي يوليه للسودان وشعبه فقد قدم نموذجا للإنسانية وقد جعلها ممارسة  على أرض الواقع، وتحولت من مجرد فكرة إلى تجربة حية تلمس القلوب. ونسأل الله ان يوفقه في كل جهد يبذله خالصا لوقف الحرب .
أما كلمتي للشعب السعودي العظيم، شكرا جزيلا شكرا جميلا فقلبي ممتن لكل ابتسامة، ولكل كلمة كانت رسالة أمل وحياة. لقد رأيت بنفسي كيف يمكن للجار أن  يكون حضناً دافئاً في أوقات الشدة، شكري للجميع ليس بالكلمات فقط، بل بالامتنان العميق الذي سيظل معي دائماً.

لو أُتيح لكِ لقاء مباشر مع سمو الأمير محمد بن سلمان… ماذا كنت ستقولين له؟

لا يمكن ان أتوقع كلمة محددة … عندما تلتقي بملهم لايمكن أن تقول كلام عابر أو تقليدي معلب … أعتقد أنني سوف استلهم من لحظة اللقاء ما يليق بها… فنتركها للظروف.

حدثينا نبذة عن من هي الدكتور إيمان ؟

أنا إنسانة عادية ، أؤمن أن الحياة تستحق منا ان نعيشها بحب لا بكراهية …

وجودك بالمملكة الآن هل كفل لكِ حياة كريمة مع أسرتك .. أم أن هناك ما تريدي مناشدة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ؟

بلا شك تواجهنى تحديات كثيرة … وان كانت لي مناشدة فأصيغها في عبارات مختصرة علها تعبر عني ( انتظر فرصة انطلاق)  أريد ان أقود مبادرة قوية يكون لها أثر عظيم في حياة الناس ولا أخفيك سراً أتشوق لأن تنطلق هذه المبادرة من المملكة العربية السعودية وتشمل السودان . لأكون أكثر فائدة لنفسي وأسرتي والمجتمع السعودي والسوداني .

 

وفي ختام هذا اللقاء، لا يسعنا إلا أن نقف احتراماً أمام هذا النموذج الإنساني النبيل الذي جسّدته الدكتورة إيمان  حسن … صوتٌ من السودان حمل في قلبه الوفاء، وكتب بحروف الامتنان رسالة انسانية خالصة ، عنوانها: الإنجاز لا وطن له… بل يُحترم حيثما وُجد.
لقد كانت شهادتها عن التحول الذي تشهده المملكة العربية السعودية، برؤية قائد استثنائي كصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شهادة من قلبٍ صادق، لا تبتغي إلا نقل الحقيقة كما رأتها، ولم تكن مجرّد كلمات، بل مواقف ومبادرات، وتكريم يعبّر عن ملايين ممن لمسوا الأثر وشاهدوا الواقع.
اليوم، نغادر هذا الحوار ونحن نحمل في ذاكرتنا درسًا آخر من دروس التقدير والولاء… درسٌ يعلّمنا أن الإنسان، حين يكون صادقاً مع مشاعره، يُصبح سفيراً لما يؤمن به.


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com