في مثل هذا اليوم ال ٢٣ من يناير ٢٠١٥، رحل ملك القلوب.
لم أبك مليكاً قط سواه و لم أعشق قائداً دونه.
رحل ملكاً توالت له المراثي من شعب كان لسانه يلهج له بالدعاء. ال ٢٣ من يناير ٢٠١٥، يوم لم يكن كسائر الأيام.. يوم واجم ساعاته طويلة، دقائقه بطيئة، ليله أدهم، نهاره حُرِم من الضياء، سماء بلادي فيه حزينة و أيامنا بعده سواء..خريفها كصيفها، لا شمس فيها و لا شتاء..و مر عيد المملكة في ال ٢٣ من سبتمر ٢٠١٦ فسألناه..بأي حال عدت علينا يا عيد؟؟ تذكرنا بأخ و صديق فقدناه!! خالدة في أعماقنا ذكراه!!
إختلفت قلوب محبيه ماذا تسميه!! قالوا عنه ملك الملوك..ولم يكتفوا، فسموه ملك الحوار، صوب فأصاب و حكم فعدل.. من هنا جاء الملك العادل لقباً!! تكرم و أجزل العطاء، فلقب بالملك الذهبي ذو الأيآدي البيضاء..و لأنه الملك الأسطوري في تاريخ البشرية، كان من اللآئق أن نراه ملك الإنسانية!!
قلمي اليوم يخذلني معلناً استسلامه و أجد حروفي خرساء و لا أعرف من أين أبدأ..؟؟
هل أبدا من كل قصيدة رثاء، أم من دموع من بكاك..؟؟
من سهول تهامة سيراً للنفود، حاملةً وجعي لطيبة و سفوح عسير.. وجعي الذي همت به على وجهي حتى وصلت شاطئ العروس لأشكو له فراق سيد الرجال.. هل أبكي رحيل ملك أم غياب الأب.
سيدي و مازلت سيدي، لك شوق بروحي يتوق لأقبل ثرى تراب نعشك، غادرت ولا زلت في قلبي شموخ و كبرياء يسري في سطوري ولا يصمت، سأرويك ملحمةً تتعلم منها الأجيال، و لتكن وساماً يتقلده الأبطال..
في مثل هذا اليوم رحل ملك، خلد ذكره ملك و ابن ملك، و أشرقت شمس السعودية بكما يا سلمان، و يا ابن سلمان.
إلهي، رضينا بقدرك و حمدناك على البلاء، فأغفر له و ارحمه، تجاوز عن ما أساء و أسكنه الفردوس الأعلى مع حبيبك المصطفى و صحابته الأتقياء.. بطلي اليوم هو ملكي، قائدي، أبي و حبيبي.. الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله عليه.
بقلم: غادة ناجي طنطاوي
This site is protected by wp-copyrightpro.com