Latest News
كلمة سعادة الأستاذ / فكرت أوزر القنصل العام للجمهورية التركية بمناسبة العيد الوطني 93 للجمهورية
01 نوفمبر 2016
0
92367

 

يعتبر يوم 29/10/2016م هو يومنا الوطني للذكرى السنوية الثالثة والتسعين لإعلان دولة جمهورية تركيا ، واشكركم جزيل الشكر جميعا لحضوركم.

أود في بداية بياني الافادة بأنه كما تعلمون قد واجهت تركيا بشعبها و إرادتها امتحاناً كبيراً والذي هو عبارة عن محاولة انقلاب عسكرية فاشلة ومشؤومة من قبل مجموعة من مرتدي الزي العسكري في ليلة 15 تموز/يوليو 2016م.  وقد تم صدها بفضل حكمة رئيسنا و جسارة شعبنا والذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم.

وقد انتهت هذه الحادثة المشؤومة بفوز ونصر شعبنا عليهم. وستشاهد 251 شهيد و 2150 مواطن تعرضوا لاصابات مختلفة نتيجة هجمات الدبابات في تلك الليلة وقصف الطائرات لمناطق مدنية و اطلاق النيران من الطائرات المروحية. وإني هنا اتمنى الرحمة للشهداء و الشفاء العاجل للمصابين.

نحن مدينون بالشكر الجزيل لجميع مواطني المملكة العربية السعودية  وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أل سعود حفظه الله الذين قدمه دععمهم لدولتنا وحكومتنا مع التعازي الصادقة على ارواح شهدائنا ووعبروا عن امانيهم بالشفاء العاجل للمصابين.

 كما يعلم الجميع ان دولة جمهورية تركية كانت قد تأسست قبل 93 عاماً تحت قيادة الغازي مصطفى كمال أتاتورك الذي قاد حرب الخلاص الوطني  ومن بعدها أصبح الرئيس ووضع البلاد على نهج التقدم في كل النواحي. واليوم تُعتبر الجمهورية التركية دولة ماضية بازدياد في طريقها المزدهر كما أنها دولة ديموقراطية تتميز بميزات الدولة الحديثة بالاضافة الى كونها دولة علمانية شعبها مسلم بنسبة 99%  وهي تحترم جميع الأديان وذات سيادة وتحترم حقوق الانسان وحسن الجوار.  وتستهدف نشر السلام العام تطبيقاً لمبدئها الاساسي الذي أشار إليه الغازي مصطفى كمال أتاتورك والقائم على مبدأالسلام في الوطن والسلام في العالم” . و تركيا تُعتبر جسر بين أسيا و أوروبا لكونها تقع بين ملتقى القارتين كما أنها جسر ثقافي و حضاري  بين عالم الشرق والغرب.

تستند تركيا على الاقتصاد الحر و قد خطت  اقتصادياً بخطوات ملموسة خلال السنوات الاخيرة وحققت العديد من المنجزات الحضارية والعمرانية. كما أنها عضو في مجموعة جي 20 حيث تحتل المرتبة السادسة عشر بين البلدان الاقتصادية الأكثر نمواً وسادس أكبر دولة اقتصادية في أوروبا، ومازال اقتصادها أخذاً بالنمو بالرغم من الازمات الاقتصادية العالمية والأحداث التي فرضتها الحروب الدائرة حولها في سورية والعراق وبالرغم من محاولة الانقلاب الفاشلة والمشؤومة، كما وارتفع دخل الفرد فيها بشكل متنامي وقد قامت تركيا بدفع جميع ديونها للصندوق النقد الدولي في عام 2013م  بل وأقرضتها فوق ذلك.

وبما أن جمهورية تركيا شارفت على الذكرى المئوية لنشئتها ، فإنها  قد وضعت لنفسها عدة أهداف لعام2023 م  ومن أبرزها أن تصبح احدى الدول العشر الأولى في مجال الاقتصاد العالمي وأن ترفع دخلها  وأن ترفع حجم تجارتها وأن تستقبل 50 مليون سائحاً سنوياً.

ومع اقتصادها المتنامي ونظامها الديمقراطي الذي يعتمد على أعلى المعايير وهدفها الحاسم في الانضمام الى الاتحاد الاوربي وعضويتها في مجموعة جي 20 و سياستها الفاعلة على الساحة الدولية ، فإن تركيا لن تتردد في حشد خبراتها العريضة من اجل السلام الدولي أو الاقليمي فيما يصب في مصلحة الانسانية.   وضمن هذا المبدأ تحتضن تركيا 3 ملايين من اخواننا السوريين ونصف مليون من اخواننا العراقيين الذين هاجروا من البطش والظلم واعتبرت نفسها أنصاراً لهم. كما وصرفت لاجل احتياجاتهم الانسانية والمعيشية 25 بليار دولار حتى الأن.  بالاضاقة الى أن وضعنا الاقتصادي الحالي المستقر يعطينا الشعور بالثقة.  

وعلى الجانب الأخر، تولت تركيا رئاسة مجموعة جي 20 في السنة الماضية ايفائاً لالتزماتها نحو تحقيق أهداف للانتعاش الاقتصادي العالمي والنمو الاقتصادي الشامل.

ان تركيا والمملكة العربية السعودية دولتان شقيقتان تربطهما أواصر علاقات متينة وتاريخية لهما قواسم مشتركة كأنهما عينان في رأس واحدة. بالاضافة الى كونهما دولتان مستقرتان قويتان تقعان في شمال منطقتنا وجنوبها و بينهما علاقة حيوية ومهمة لأمن واستقرار المنطقة وهما بذلك في نفس الوقت يمكن أن يعتبرا صمام الأمن لاستقرار ومستقبل دول المنطقة.

 كما وأن المملكة العربية السعودية عضو فعال في عدة منظمات عالمية مثل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وهي أيضاً ذات اقوى واكبر اقتصاد بين الدول العربية.

 وبهذا الخصوص ، نحن مسرورون برؤية العلاقات الثنائية بين البلدين تتجه نحو التقدم والتطور والتنوع على مختلف الأصعدة ، وقد تجلت هذه العلاقة في عدد الزيارات على مستويات عالية بين البلدين الشقيقين مثل زيارة فخامة رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان للمملكة وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أل سعود حفظه الله لتركيا وزيارة ولي العهد و ولي ولي العهد  وعدة وزارء والعديد من الوفود المتبادلة

وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية فقد بلغ  حجم التجارة ما بين البلدين حدود 6.5 مليار دولار امريكي ، وهذا الرقم  يسير نحو الاتجاه المتنامي في التجارة التي تعتبر مزدهرة بعدة نواحي مختلفة بواسطة الشركات المنفذة للمشاريع في المملكة والمستثمرون السعوديون في تركيا.

بعد اصدار القانون الذي سمح للمواطنين السعوديين ومواطني دول الخليج العربي بحق الامتلاك الاراضي والعقارات  في تركيا ، بدأ الاهتمام يزيد لشراء العقارات في مناطق مختلف من تركيا و أدى الى فتح قناة تواصل جديدة ثقافية واقتصادية بين ابناء الشعبين التركي والسعودي .

وقد ازداد عدد المسافرين السعوديين الى تركيا خلال السنوات الأخيرة وبلغ عددهم الى نصف المليون في نهاية العام الماضي.  وقد قدمت تركيا تسهيلات عدة فيما يخص السفر اليها ، ومن هذه التسهيلات التأشيرة الالكترونية التي تسمح باستخراج التأشيرة خلال 3 دقائق، كما أن القنصلية العامة تمنح تأشيرات دخول متعددة لمدة خمس سنوات  للشخصيات التي تسافر الى تركيا مرارا و تكرارا.  وأود أن افيد أن القنصلية العامة التركية في خدمة الجالية التركية بجدة بالاضافة الى أنها في خدمة شعب البلد الذي يستضيفها على أراضيه.

ومن من جهة اخرى ، فان لمواسم الحج والعمرة مكانةً خاصة بين علاقاتنا مع المملكة التي تستضيف ضيوف الرحمن ، فالمملكة تستضيف سنوياً حوالي نصف مليون مواطن تركي لموسم الحج والعمرة. وبهذه المناسبة أود أن  اقدم جزيل الشكر واعمق التهاني نيابة عن الجالية التركية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أل سعود و ولي العهد الأمير محمد بن نايف و ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وحكومته الحكيمة  ووزارة الحج والسلطات المختصة وجميع الافراد في المملكة  على مساعيهم المخلصة و جهودهم المبذولة لانجاح الاعمال والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ولموسم الحج الناجح جداً.  

 

 

وفي الختام يسعدني أن أهنئك أبناء شعبنا التركية مرة أخرى بمناسبة ذكر العيد الوطني واتشرف بأن عن أعمق تحياتي وتقديري وشكري  لكم جميعا

 

     والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

 

                                                                                                فكرت أوزر

       القنصل العام

الجمهورية التركية بجدة


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com