لأجل الشغف
13 سبتمبر 2018
1
156915

تعلمت في هذه الحياة أن الذي يمتلك شغف بشيء سيصل اليه ولو بعد حين قد لا يؤمن الكثير بهذا الكلام الذي تردد كثيراً على الالسنة الناجحين أولئك الذين وصلوا لما كانوا يطمحون اليه، أولئك الذين نرى وصولهم كان بلمح البصر بينما هم يتذكرون كل تلك التفاصيل الصغيرة الفكرة، القرار، الإصرار والانكسارات والعقبات والهجوم الذي قد كسر بداخلهم الكثير وحطم بأرواحهم مالم يتوقعوا بيوم ان يتحطم خسائر لم تكن بالحسبان وصدمات بأشخاص كانوا يرتدون اقنعة المحبة والولاء والإخلاص.

نعم وصلوا الى ما كان بيوم ما شغفهم وطموحهم الذي كان يقظ حتى بأحلامهم وكوابيسهم وصلوا لمكانة رفيعة وأصبحوا محط الاهتمام والتقدير والسبب في هذا كان الإصرار والرغبة القاتلة التي لم تفارقهم وكانت دافعهم الأول والأخير.

 ولكن بعد هذا كله يكون السؤال دائما ما هو شعورهم بعد الوصول؟ وما هو القادم؟ وما هو شغفهم الجديد؟ بينما هناك اسئلة لن يتجرأ أحد على طرحه فعل سبيل المثال:

ماذا كانت خساراتكم لكي تصلوا؟ ماذا فقدت ارواحكم لتصلوا؟ ماذا انكسر بداخلكم؟ وما هي أكبر صدماتكم؟ انها أكثر الأسئلة التي قد تقتل وأكثر الأسئلة واقعية.

انها الحقيقة التي لن تستطيع ان تتجاهلها مهما رغبت بتجاهلها فعلى قدر النجاح تكون الخسائر والانكسارات والصدمات والحقيقة انه لا يجعلنا نستمر في شغفنا وطموحاتنا غير رغبتنا واصرارانا لكي نصل الى خط النهاية ولا يجعلنا نستمر غير تلك الانكسارات وتلك التفاصيل الصغير التي فقدناها في ارواحنا وفي ملامحنا.

قد يرى البعض ان الشغف لا يستحق هذا الكم العظيم من الخسائر ولكن الحقيقة ان ما تراه لا قيمة له لدى الاخرين له قيمة عظيمة وما نراه جميل لدى الاخرين لا جمال به اختلاف الاذواق وقيمة الأشياء من فرد لأخر لا تقلل من أهمية الشيء مهما كان وكيفما كان طالما انه في حدود المبادئ والأخلاق واحترام الذوق العام.

والاحلام والطموحات والشغف لدى كل فرد تظل مكان الاحترام والتقدير طالما انه في ظل تلك الحدود دون تجاوز على أصحابها او المساس بشخصهم او التقليل من ذاتهم فلا تعلمون حجم العقبات التي تخطاها لكي يصل الى هذا الحد من شغفه وحلمه.

فرح اللحياني

@s_ro7i


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com