لا تبك
05 سبتمبر 2020
0
92664

لا تضعف، لا تُهزم !

أنت قوي.. الكل يحتاجك !

الجميع يعوَل عليك !

إذا سقطت فسيسقط الكل !

أنت ربَان السفينة وإن أصابك كلل فسنغرق جميعاً !

من الذي يقرر مصير قوتنا؟ وهل نحن حقا أقوياء؟ 

أم أن القدر أراد لنا أن نكون كذلك؟

أم أن الضعفاء والجبناء اختاروا لنا هذه المهمة لينعموا هم بالراحة ويتحمل الأقوياء على حد زعمهم الشقاء..

نتصدر دائماً المشهد ونتحذ القرارات ونتحمل العقبات 

ماذا لو قررنا يوماً أن نقلب الأدوار ونجلس خلف الكواليس ونرى إن كان الضعفاء سيسمحون للسفينة بالغرق !

ولأن الإنسان أناني بطبعه وهم من اختاروا الراحة على حساب الآخرين ولأنهم أحبوا أنفسهم أكثر من أي شيء مضى فسيؤثرون حياتهم ويتعلمون الإمساك بالدفة والإبحار بالسفينة..

وقد نفاجأ بأنهم أفضل من (الأقوياء) ولكنهم اختاروا دوماً أن لا يفعلوا شيئا ..

يا من تصنعون الأقوياء.. ارفقوا بهم فإن بين القوة والقسوة حرف واحد !

ويامن تتظاهرون بالقوة ارفقوا بأنفسكم واسمحوا لها لحظة بالانهزام.. وساعة بالبكاء.. ويوماً بالضعف.. وبالرجوع إلى الخلف والمشاهدة من بعيد.. والسماح للآخرين بلعب أدوار البطولة..

وحتماً ستفاجؤون بأن الحياة تستمر.. وستستمر.. ولن تتوقف عند أحد..

فكم من أنُاس رحلوا وكانوا يظنون أن الدنيا لا تستقيم إلا بهم..

وانتبهوا.. فإن التظاهر بالقوة هو قمة الضعف !

وأن الجبناء هم الذين يلبسون ثوباً لا يليق بهم حتى يخفوا ما لا يريدون إظهاره أمام أنفسهم وأمام الآخرين وهم لا يعلمون أنهم سيدفعون ثمن هذه البطولة غالياً من أيامهم وأحلامهم! 

د. ندا الزايدي

استشارية الطب النفسي


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com