بقلم : زامل عبدالله شعراوي.

في الفترة الاخيرة بدأت أرى مفهوم حب الذات بطريقة مختلفة فلم يعد مجرد عبارة تتكرر في الاحاديث بل تحول الى معنى واضح أشعر به في تفاصيل يومي وكيف أتعامل مع نفسي ومع ما يدور حولي ، اصبحت أدرك انها خطوة هادئة تبدأ من الداخل وتكبر كلما فهم الانسان قيمته أكثر.
كنت دائما اشعر ان حب الذات مجرد شعار نسمعه في كل مكان لكنه مع الوقت صار يشبه نافذة صغيرة تفتح داخلي وتدعوني ان اقترب مني اكثر وان اسمع صوتي الذي اخفيته طويلا تحت اصوات كثيرة تحيط بي.
في سنوات كثيرة كنت اسعى لارضاء الجميع وكنت اظن ان ذلك واجب علي وان نجاحي يقاس بما يتوقعه الاخرون مني لا بما احتاجه انا لنفسي كنت ابتسم في لحظات اتعب فيها واصمت حين اشعر ان رايي لا يجد مكانا ، وبين كل تلك المواقف لاحظت ان المسافة بيني وبين ذاتي تكبر وانني اسير في طريق لا يشبهني تماما ، وفي لحظة وضوح جاءت دون ترتيب ادركت ان الوقت قد حان لاختار نفسي وان اقف وقفة صادقة مع ذاتي واسالها ماذا تريد وماذا تتمنى ، هذه اللحظة كانت بداية حقيقية لشيء مختلف بداية حب الذات كما يفترض ان يكون لا كفكرة نظرية بل كحياة اعيشها في كل يوم.
تعلمت ان حب الذات لا يعني الانانية ولا الانفصال عن الناس بل يعني ان امنح روحي حقها وان اعطي نفسي المساحة التي تستحقها وان لا ابقى في اماكن تستنزفني لمجرد انني اعتدت الوجود فيها وادركت ايضا ان كلمة لا يمكن ان تكون حماية جميلة لي وان كلمة نعم يمكن ان تكون وعدا لنفسي حين التقي ما يضيف الى قلبي نورا ، ومع الوقت بدات افهم ان القوة ليست في القسوة ولا في المواجهات الصاخبة بل في لطف بسيط امنحه لنفسي وفي الاعتراف بان الخطا جزء من الطريق وليس نهاية الرحلة وان السقوط ليس ضعفا بل اشارة الى ان الوقوف من جديد جزء من تكوين الانسان.
ما احبه في حب الذات انه لا يغير حياتك فجاة لكنه يعيد ترتيب الاشياء بصمت تجد انك لم تعد تركض لارضاء احد وانك لا تمنح وقتك لمن لا يدرك قيمته وانك لا تسمح لاحد ان يطفئ نورك لكي يضيء مكانه كل شيء يصبح اوضح حين ترتفع قيمتك في عين نفسك ، وحب الذات في جوهره تفاصيل صغيرة تمنحك هدوءا” داخليا ان ترتاح دون شعور بالذنب ان تختار طريقك ولو مشيت فيه وحدك ان تبدأ من جديد مهما تاخرت وان تبتسم لقلبك رغم كل ما مر به ، ومع الايام ستعرف ان الاكتفاء الداخلي هو الحرية الحقيقية وان حب الذات ليس نهاية بل بداية لحياة تشبهك فعلا.

وقفه :
ابدأ اليوم وكن رفيقا لنفسك فهي الوحيدة التي ستظل معك في كل اللحظات ولابد ان تمنحها ما تستحقه منك دائماً.

• *دروس الحياة لا تنتهي.. فمن يتعظ بها*؟   *طارق مبروك السعيد* تمضي الحياة أمام أعيننا كشريط سينمائي طويل تتوالى فيه المشاهد بلا توقف..! لحظات من الفرح ...
• لحظة الحقيقة في واشنطن حين كشفت السعودية وزن الكلمة وثقل الموقف سلطان سعيد احترام الكلمة والمصداقية في السياسة السعودية تحول خلال السنوات الأخيرة الى نهج استراتيجي يعكس نضج ...
• ‘*بساطة زمان في كنف الوالدين*”   طارق مبروك السعيد يا سلام على تلك الأيام الجميلة والبسيطة.. أيّام يشبه صفاؤها صفاء أهلها، وتُشبه طيبتها ...