لما العجلة ؟
16 يناير 2017
0
86427

الزواج سنة الله في الكون لإعفاف النفس وإشباع الغريزة ومن هنا كانت حكمة تشريع الزواج فهو الطريق الطبيعي والسليم لإشباع الغريزة الجنسية فجعل الله الزوجة سكنا لزوجها وهو كذلك لها، فيسكن كل منهما لصاحبه في جو يسودة الحب والمودة ورضا الله فالزواج يعين على حفظ البصر والفرج .
دائماً نسمع هذه المقولة عندما يتعلق الامر بالزواج الا وهي “خير البر عاجلة ” وقد ذكر الله سبحانة ان من صفات البشر الإستعجال “وخلق الإنسان عجولا” وسبب ضياع الأٌسر هو الإستعجال في كل شي . في زواج البنت عجولين حتي لا يفوتها القطار ، وفي زواج الولد عجولين حتي ينصلح حالة ، قرارات مصيرية يتم أخذها بهذه السرعة للأسف نهايتها كارثية .

تمهلو لما .. العجلة !
عندما يريد الإنسان أن يقدم على خطوة الزواج فلا بد أن يسبق هذا القرار تفكيراً طويلاً فمثل هذه القرارات لا تأتي بين ليلة وضحاها . ولا يمكنني المبالغة إن قلت أن معظم (الزيجات ) في وقتنا الحالي هي فقط (شكلية ) وصار مفهوم الزواج الإهتمام بالمظاهر اكثر من الأهتمام بالداخل حتى صارت تقام الحفلات والأعراس بشكل سريع يواكب السرعة في عصرنا حتى صارت نهايتها كالسرعة التي بدأت بها .
فبعض الزيجات تنتهي في مدة قصيرة كيومين او حتى شهر او شهرين وبالطبع لابدان تكون لإسباب يرى الشريكين أنها مقنعة ،
لابد من الوقوف على هذه المشكلة المتزايدة بشكل مستمر فالطلاق بلا شك في بعض الأحيان يعتبر محموداً واللجوء إليه كحل بعد أن يتم استخدام حلولاً كثيره لإنقاذ مايمكن إنقاذة .
الطلاق بلا شك مؤذي للطرفين فنظرة المجتمع لن ترحمهما ولتجنبها لابد من أن يٌبني الزواج على اساس متين وقوي حتى اذا عصفت به رياح المشاكل لن ينهار بسهولة وعلى النقيض تماماً اذا كان هذا البناء هشاً فأحتماليتة انهياره أكيده .
لذلك يجب أن يكون هناك وعي وإدراك أن الزواج ليس فقط يقتصر على لباس او حفلة او زينه بل هو أعمق من ذلك هو حياة انتقالية بين شركتين تطرح أسهمها في سوق الحياة هدفاً للربح والإستثمار الحقيقي عندما ينشأ من هاتين الشركتين الأطفال في ظل الحب والألفة داخل اروقة بيت الزوجية .

فالزواج مما لا شك فيه مؤسسة وجب التخطيط لها جيداً حتى لا تخسر وتنتهي بالفشل فالسبب الرئيسي هو غياب الخطط والعشوائية التي نعيشها في مجتمعنا تجعل نسب حالات الطلاق تزيد بشكل مهول .

وأن مثل هذه الزيجات القصيرة غير كافية حتي يتم الحكم على عدم التناسب والتفاهم بين الشريكين . فالأمر يحتاج الي صبر وطولة بال وأخذ الوقت الكافي حتى يستطيع الطرفان فهم بعضهما .
والسلاح الذي يجب أن يتسلح به كل شريك هو القدرة والتحمل والتحلى بالجلد ، فالحياة مليئة بالتحديات والعقبات والحاجة الى قوة الصبر حتي يتم اجتيازها بنجاح .

وللوصول الى النجاح لابد من الخضوع لدورات تأهيلية وتدريبية قبل الزواج سوف تساعد في قيادة دفة الحياة الزوجيه الي بر الأمان وبالتالي سوف تسهم بحول الله في تقليل حالات الطلاق التي تشهدها المحاكم بإستمرار .

 

ريما الرحماني


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com