ليتني كنت مثل امي | شفيا الوهاس
28 مايو 2020
0
82467

 

تبقى دعوات امي في ذاكرتي وصدى صوتها يتردد على مسامعي
ولاني اعرف انها كانت باب لكل خير وبركة ورزق في حياتنا بفضل الله ثم بفضل دعواتها لنا .
كنت لا اراها الا تدعي لي ولاخوتي وللناس جميعاً ولوطننا لسانها دائماً يلهج بالدعاء
وكنت حينها اطلب منها تخصني بدعوة لي وحدي
لكنها كانت تدعي لي وتكمل دعاءها لاخوتي وللمسلمين ولوطننا بالامن والامان
واعود اكرر عليها ان تخصني انا وحدي لان دعاءها الذي يشمل اخوتي والوطن بأكمله والامة كلها لم يكن يرضيني
شعرت بأنني كنت انانيه لاني كنت الح عليها ان تخصني بدعوة لي انا فقط ولاتستدرك بعدها
لإحد ، وهي لم تعتاد على ان تكون انانية حتى في عبادتها ودعاءها الذي يحتضن كل مسلم ومسلمة ، ولكن كنت ميقنه أن دعواتها مستجابه لقربها من الله لانها لاتعرف الا طريق الحق والهدايه ، فعندما كانت تسمع قصة فيها اعتداء على نفس او مخلوق كنت اراها تصاب بالهلع والخوف وتدعي وتتضرع الى الله بأن لايأخذنا بما فعل السفهاء منا. وتدعي لصاحب المعصيه كأنها تعرفه بخوف عليه من عقاب الله ،وكنت عندما اراها مندهشه من ظهور هذه المعاصي التي نراها صغيره وهي تراها من المعاصي التي يجب ان نتوب الى الله منها. كنت اقول في نفسي اين عاشت امي ؟ من اين لها كل هذا الخوف من الله والايمان به ، ومن اين لها كل هذا الخوف والوجل من ارتكاب اي مخالفه وكيف ترى المدخنين مذنبين وتدعوا لهم وتخاف عليهم وترجوا الله لهم بالهدايه. وترى ان الدخان اكبر معصية يفعلونها ،
امي كانت نقية جداً لاتعرف الكذب ولا النفاق ولاتعرف الغش والخداع واضحة للجميع طريقها مستقيم وتعرف حق الله وحقوق البشر ، وكل حياتها صلاة ودعاء وعبادة وخشوع وتذلل لله ، لذلك كنت اثق ان دعاءها مستجاب باذن الله وان الله لايرد دعاءها ، لنقاء قلبها ، وصفاء نيتها، ولكن امي رحلت بدعواتها وصدقها وخوفها علينا من اي مكروه يصيبنا او يلوث سمعتنا ، لذلك اقول : ليتني كنت مثل امي ، رحمك الله يا امي .
ورحم الله امهاتكم المتوفيات وحفظ الله الباقين على قيد الحياة ورزقكم برهم واسعدكم بدعاءهم ووجودهم .

الكاتبة : شفيا الوهاس


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com