متى نفيق ؟! | منى الزايدي
09 أبريل 2021
0
48411

نتوسد ساعات النوم ونرتمي في حد لها حتى نهيأ تلك النفس ليوم آخر نفيق فيه على صوت ورقة يوم جديد هاهي قد فُتحت ونُزيل ماعلق بتلك النفس من رواسب تعب يوم مضى بكل ما فيه من الجمال وزوابع التعب وزلازل القدر ..

هكذا هي حياة تلك الإنسان على دائرة كونية عمرها وقتي عليها لكي يُعلن رحيله عنها في يوم ميعاده مجهول التاريخ والكيفية والمكان والزمن..

يفيق البشر ” بإذن الله ” بعد أن نعموا وتنعموا بمعاطف النوم المريحة لتلك النفس المنهكة والمتعبة من عجلة دوران الحياة وتسارعها وكل مافيها من أحداث..

ولكن ! مالم يفيق البشر منه ويحتاجون إلى زلزال يوقظه في داخلهم تلك الغفلةالتي وصلت لمرحلة التغافل ؟؟!!

في كل يوم بل في كل ساعة وثانية تترد أصداء الموت في حياتنا، هنا من رحل وهناك من يفارق الروح وفي ذلك القبر عزيز فقد وفي كل تلك المقابر أصوات من الحنين ومواجع من الفقد ..

مازال الموت هو الوتيرة الواحدة التي يتساوى فيها كل أولئك البشر فلا مناصب ولا مرافق ولا مال ولا ينفع في حضرته وتاريخه ولكن يبقى ماخلفته خلفك من أفخر أنواع عطور الذكرى والذكر الطيب الذي هو أغلى ما يبقى بعد رحيلك ..

ولكن ! يحدثني ذلك الواقع بحروف الأسى وسطور الألم من خلف أوراق الغفلة التى أستقرت في دفاتر تلك القلوب البشرية فما أن يُودع فلان من الناس ويُهل التراب على قبره وتخطو الخطوات لتبعد عن داره حتى يعود الوضع إلى ماهو عليه وتعود الغفلة والتغافل لتبني حروفها في تلك القلوب وتكون كصدأ لا يزول ولايُزال بأي وسيلة حتى الموت لم يعد يغسله ويُزيله ويُعبده إلى جادة الحق والصواب..
أيها البشر .. متى نفيق؟؟ وهل من أفاقة تُحيي ما بقي في تلك النفس من محاسبة لها وندم على ما أُعلن رحيله من الأمس من دفاتر الحياة ، إذا لم نتعظ ونفيق بما هو عظة ووعظ مدى العمر بماذا سوف نفيق ونتعظ ونوعظ ؟؟
يقف قلمي هنا ويُنهي سطوره وصوت حرفه ولكن ! يظل في غرفة الأفاقة يحاسب ويتعلم ويعبر ويصدر بيان العقل وهمس الأحساس ويبقى سؤالي لكل مسافر حرف وباحث همس
ترى متى نفيق ؟؟؟

منى الزايدي – كاتبة سعودية


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com