منعطفات | نجلاء حسن
29 سبتمبر 2018
0
244035

‏( منعطف الطريق )
‏تعال معي أو خذني إليك ياصديقي نستلقي قليلاً في الشوارع الباكية، نُنصت لصمت الأرصفة التي احتضنت أدمع حنين فاضت من هؤلاء العابرين، التي اختزلت أحاديث مُخبئة عن أعين الناظرين، ضحكات أطفال بيضاء وجنون رفاق السنين، أسرار دفينة لا صدى لها، صرخات إحتياج عاتية، ورائحة عناق لمْ يجف عطره بعد، تعال معي نبكي معًا أو نضحك معًا ونغني أنشودة الحياة بهزل أو بصوت حزين.

‏( منعطف الحنين )
‏بالرغم من هذا الإحتلال الذي يستوطن قلبك، بالرغم من جيوش التوق التي استعمرت أضلعك وأردتك منفياً حتى عن نفسك إلا أن الغياب يصنع تلك الفجوات التي تُرغمك أن تصمت رغماً عن أنف إشتياقك، أن تتراجع للوراء في كل مرة أردت أن تتجه خطوة للقاء فيذبُل من على ثغرك الكلام ويجف بقلبك شغف الرجوع .. لذلك كان يُرعبني دومًا قدوم موسم الغياب المُباغت لأنني أدرك بأنه بوابة عبور الجفاء لحكاياتنا التي نحفظها في أعماقنا ونخشى إطلاق سراحها لغياهب المجهول.

‏( منعطف الذكرى )
‏ثمة ذكريات أقوى من النسيان، أكبر من الفراق، لا تُطفئ المسافات حدة الشوق إليها تظل مُشتعلة بجوفك وإن انطفأت، تظل تصرخ بين جوارحك وإن فضلت الصوم عن البوح، ثمة ذكريات قُدّر لها الأبدية موطنها الأصلي الذاكرة.

‏( منعطف الحكايات )
‏الحكايا التي تبقى في مُنتصف الرحيل والبقاء، في مُنتصف الصمت والكلام، في مُنتصف الشعور والذبول في منتصف القلب والعقل مؤذية تمامًا فالمشاعر لا تقبل الوسطية وإن أصررت على التمسك بها .. وإن ظللت تُقاوم نهايتها وتُغلق عين أحلامك عن الواقع لابد أن يكسوها يومًا اللون الأبيض أو الأسود أما رماديتها تجعل كل جمالياتها تتلاشى وتندثر شئنا ذلك أم أبينا.

‏( منعطف التقاليد )
‏لا تؤمني يا صديقتي بأعذاره الواهية فالأعراف شماعة يُبرر بها كل شرقي هشاشة موقفه، وانعدام مسؤوليته تجاه العلاقة، هذا السيناريو الممل بات يتكرر في كل حكاية ! لا تُصدقي دائمًا حُجة التقاليد بأنها منعته من الارتباط بكِ ! ولكنه ببساطة لمْ يكن رجلاً بما يكفي.
بقلم : ‏نجلاء حسن


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com