“من شب على شيء شاب عليه”
31 أغسطس 2021
0
37620

 

عهود العيدان

يقول “أحمد شوقي” في أحدى أبياته الشعرية العميقة

ليس اليتيمُ من انتهى أبوَاهُ من
هَمِّ الحياةِ وَخَلَّفاهُ ذليلاً
فأصابَ بالدنيا الحَكيمةِ منهماً
وبحُسْنِ تربيةِ الزمان بَديلاً
إن اليتيمَ هو الذي تَلْقَى له
أماً تخلَتْ أو أباً مَشْغولاً
إِن المقِّصَر قد يَحُولُ ولن تَرى
لجَهالة الطَّبْعِ الغَبيِّ محيلاً

لا شك أنّ الأبناء نعمة عظيمة وأمانه أعظم ومن أعظم أنواع النِعم والأرزاق في هذهِ الدنيا هم الأبناء كما قال الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وبالمقابل هي مسؤولية ليست بسهلة والحفاظ عليها واجب لكن مع الأسف البعض لم يستشعر هذهِ النعمة ومدى أثرها وقيمتها في المجتمع فإستهان بها!

الأبناء هم الجيل الصاعد هم أعمدة الوطن وهم سبب في تطور وإزدهار الوطن فهم من يجمعون * العنفوان والقوة * للتقدّم ، لكن من المحزن إذا اجتمع الجهل وعدم المسؤولية في الأبوين! فهذا حتماً سيؤدي الى كارثة كبيرة!

البعض يقبل على الزواج وهو غير مؤهل إطلاقاً! وغير مدرك لقواعد التربية والأساسيات وهنا من سيكون الضحية يا ترى؟ بالتأكيد الأبناء! إمّـا أن تكون ثمارك عامل لإنحرافه وسوء مسلكه ، إمّـا ان تكون عامل لحسن المسلك وفي تطور ونمو جيل بالكامل! فالقيم والمبادئ والأخلاقيات والأسس التي ستزرعها وتبينها بأبنائك ستتوارث جيل بعد جيل وستكون ثمارك ثمار عطاء ومنفعة وعلم !

والجهل حتماً سبب لدمار الأسرة والأبناء فالمفترض أن يكون الوالدين على دراية شاملة بحقوق الابناء المتبادلة على سبيل المثال أن تكون حياتهم مهيئة وصالحة للعيش والتعلّم فأكبر عدو للإنسان هو”الجهل” وأيضاً الحرص على تقوية الوازع الديني فالوازع الديني هو أساس وهوية الفرد “إنسان بلا مبادئ كساعة بلا عقارب”

وصيتي لكل أم وأب كونوا قدوة حسنة لأبنائكم واتقوا الله فيهم فهم أمانه في أعناقكم..
(كلكم رَاعٍ، وكلكم مسؤول عن رَعِيَّتِهِ)

كونوا سبب في نجاح جيل كامل لا تكونوا سبب في هدم الجيل الصاعد ..
فجذور التربية مرة و لكن ثمارها حلوة.


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com