Latest News
همسة في إذن صحتك (هل اسلوب حياة ابنائنا فطري ام مكتسب؟) | د. رويدة ادريس
18 نوفمبر 2017
1
134442

 

ارى من خلال تعاملي مع كثير من الأسر و من خلال محيط الأسرة نماذج تحيرني و لكن جميعها تثبت ان جميع عاداتنا في حياتنا مكتسبة مقيدة في قيود العادات و التقاليد فنعلم ابنائنا ان يقومو بالعبادات خوفا من عقاب الله بدلاً من ان نعلمهم ان رسولنا الكريم صل الله عليه الصلاة و السلام غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و لكنه عبد الله من باب الشكر و المحبة لله.
نربي ابنائنا على ان الغذاء الصحي خوف من المرض بدلاً من ان يكون للحفاظ على نعمة الصحة.
و اصبحنا نكسبهم عادة تصوير عمل الخير ليراه الأخرين و لم يعد مبدأ ان لا تعلم يمينك عن ما تقدمه يسارك لله
حياتنا اصبحت محكومة باراء الأخرين، نعمل كل شيء من اجل ان ننال رضى من حولنا حتى لو كان على حساب راحتنا النفسية او اعلى من قدرتنا المادية.
الكل يشتكي من عبء القروض و لم يسأل نفسه لماذا اقترضت؟
هل انا بحاجة ما اقترضت لأجله. هل المبلغ الذي اقترضته لاسافر فيه يستاهل عناء هم الدين طوال سنين سد القرض؟ هل ابني او ابنتي سيحصلون على وظيفة افضل عندما ادفع لهم قسط مدرسة في اولى المراحل الدراسية مبلغ لا يقل عن ٢٠٠٠٠ ريال في الإبتدائية ليتقن احدى اللغات الأجنبية و أجرده من هويته و اتباهى ان ابني لا يتحدث اللغة العربية؟!
هل فكرت لو انني وضعت ما انفقته في تعليم باهظ على ابني في حساب له في البنك ليساعده في بداية مشروع ما عند تخرجه.
عندما اذهب لالقاء محاضرة في احدى المدارس العالمية اشعر بحزن و أسى عندما يطلب مني ان تكون المحاضرة باللغة الانجليزية في بلدي العربية و وسط طلاب عرب. و عندما اجد ان الطلاب ليس فقط تجردو من عروبتهم بل من اخلاقهم.
فلا احترام لمحاضر او معلم
و عندما اراهم مع والديهم و ارى كيف يتعامل الاطفال بدون ادنى احترام و تقدير للوالدين او اهتمام بما يتكبده الأب من عناء ليهيء لأسرته سبل العيش الكريم و يتعلم الابناء الصرف بلا حدود و دون ادنى شعور بالمسئولية. عندما ارى الأب يسخر من الأكل الصحي ينقل لابنائه ثقافة ان الأكل الصحي ليس الا علاج لمشكلة صحية وليس طريق الوقاية من المشاكل الصحية. عندما نرى اسرة كاملة تعاني من السمنة من نلوم على ذلك؟!
مجتمعنا يتجرد باختياره من كل القيم و يسعى فقط ليكون كما يريده الاخرين. اصبحت القيادة للأسرة مسيطر عليها من قبل من هم ليسو اهل لها فالطفل يتحكم بما يوضع على المائدة. الطفل ينظر لما في يد صديقه و يتفنن في اشعار اهله بالتقصير نحوه. لا اعرف لماذا اكتب او لمن اكتب. ولكن اخاف من القادم فنحن ننشيء جيل لا مسئول جيل مثله و قدوته شباب يتاجرون بمتابعينهم جيل لا يرى من نعم الله سوى المال و نسينا ان المال لا يشتري صحة او اخلاق او سعادة ولكن لا املك سوى حروف اعبر فيها علا و عسى ان تقرع ناقوس الخطر في حياة احدا ما.

بقلم : د. رويدة نهاد ادريس


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2025 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com