لطالما كانت المعاناة سبب نضجي في كل مرة؛ فنحن لا نكبر بمرور الأيام و السنوات.. نحن نكبر بمرور الآلام المعاناة والصفعات، واليوم كبرت.. نضجت.. تعلّمت أنّ الحياة لا تعطي دروسا مجانية لأحد؛ فحين أقول لك تعلمت تأكّد أنني دفعت الثمن غاليا.
تعلمت أنّنا فترات في حياة من نعتبره العمر مهما طالت ستمضي وتنتهي لأنهم كانوا مجرّد سحب عابرة، وأنّ العتاب بالكلام ليس حلا أمثل، بعض الناس عتابهم الاجتناب والتجاهل والتّخلّي والنسيان الأبدي.. محوا من الذاكرة .
تعلمت أن جملة “يا ليتني لم…” أكثر جملة تهدم القلب، وأن طيبتك ونية قلبك ستكون السبب الأكبر في معاناتك.
تعلّمت أن كل ما هو طيّب يسعى الناس لأكله، وليس الجميع يتمنى لك الخير؛ فالكثير سيحسدونك حتى لابتسامتك.. سيكرهك البعض لكثرة حب الناس لك.
من أعظم أخطائك أن تكون كتابا مفتوحا للجميع، إنّ القوّة تكمن في السير وحيدا.. طريقك ستكملها لوحدك مهما صادفت.
تعلمت أن البكاء لم يكن يوما سببا للضعف؛ لطالما كان البكاء مصدر وقوفي بقوة دوما وأبدا، وأنّ الله وحده من سيقف جانبك ويبث القوة داخلك سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها، وحين تظن أنها النهاية سيجعل الله لك مخرجا لتبدأ من جديد.
كبرت و تعلمت أنك وحدك القادر على انتشال نفسك من أوجاعك، وأنّ نقطة النّهاية هي بداية في حد ذاتها، وإن طال الليل سيبزغ فجر جديد، ونهاية كل عتمة نور لأفق المستقبل، نضجت وتعلمت أنه لا يوجد طريق للسعادة؛ فالسعادة هي الطريق، إننا بحاجة إلى الحب لنشفى ونمضي ونحيا ونسعد ونعيش.. الكره دليل على الضعف، والحب بحاجة لروح وقلب قويين، علينا أن نسامح وننسى فالعمر قصير والدنيا فانية وكلّنا مغادرون.
تعلمت أن السعادة منا وفينا وبداخلنا، وأن الحياة مدرسة.. ومن المعاناة دروس، وبعض الدروس لن نتعلمها دون صفعات وألم.. ممتنة لكل المعاناة ولكل من أحبه قلبي بصدق جرحني وتخلى عني “ألف شكر” فلولاكم لما نضجت وتعلّمت.
بقلم: نهلة تركي
This site is protected by wp-copyrightpro.com