كلما تقدم بنا العمر ومضت السنون تراكمت علينا الخبرات التي غالباً ماتفضي بنا إلى النضج العقلي والعاطفي
تراكمت أيضاً علينا الهموم والخوف والأسى والفقد
فهذه هي الحياة تجمع كل الأضداد ..
ولا تعلمك دون مقابل !
فتتكاثر في أنفسنا مشاعر قد نغفل أصلاً عن وجودها
كالشعور بالذنب والإستياء والرغبة في الإنتقام
ولا نكاد نكتشف وجودها إلا إذا ظهرت على السطح واستثارها موقف ما قد لا يستدعي الغضب أو التوتر
فنحاول الترميم والإصلاح من الخارج ونحن نغفل عن جذورها في الداخل ..
كم من مرة سمحنا لأنفسنا أن ننظر في دواخلنا؟
هذا البئر العميق المظلم بكل صدق وشجاعة دون أن نخاف من أن نكتشف عمق الجراح التي نتحاشاها
أو براكين الغضب التي نخشى أن نقترب منها
ماذا لو حاولنا إصلاح علاقتنا بأنفسنا قبل أن نستثمر في علاقاتنا مع الآخرين؟
أن نتصالح, نغفر, نعف ونصفح عن من نحن وعما اقترفنا ؟
أن نسمح لبعض المشاعر بالرحيل؟
نمنعها من أن تنهش دواخلنا كل يوم دون أن نشعر
وأن نسمح أيضا لبعض الأشخاص بالرحيل !
نتخلص من زوائد تثقل كاهلنا وترهقنا بالمشاعر المؤذية
لأن وجودهم لا يشكل فارقاً في حياتنا ..
ماذا لو تقبلنا ما لم نستطع تغييره على مر السنين؟
إذا كان واقعاً فرض علينا التعايش معه ..
ما يعرفه الكثير ويتناساه الأكثر أننا سنعيش مرة واحدة فقط !
وكلنا نتفق في رغبتنا بحياة هادئة سعيدة
ودائما ما نبحث عن حالة السلام الداخلي الذي نسعى جاهدين للحصول عليه من الخارج بشتى الوسائل ..
والحقيقة.. إن ما بالداخل يستحيل إصلاحه من الخارج !
د. ندا الزايدي
استشارية الطب النفسي
This site is protected by wp-copyrightpro.com