ولنا في الحياة حقا.
02 ديسمبر 2017
2
124839

ش ا س _فاطمة عيسى_جدة

لقد نجوت ! تلك هي كلماتي التي أرددها أربع مرات يوميا ، أثناء عبوري لأربع شوارع ، عند إحدى الميادين و الشهيرة بتمركز دورية أمنية واحدة على الأقل بالإضافة الى رجل مرور على دراجته النارية بجوارها
وفوق ذلك ، أكررُ متعجبة حامدةً وشاكرة كم كنت حقاً محظوظةً اليوم!

رغم حذري وانتباهي للطريق وسيري على خطوط المشاة ، وإن بهُت طِلائُها وأُهمل ، كما أُهملنا نحن المشاة.
ولكن هل ياترى سأكون بنفس حظِ اليومِ ، غداً ؟ هذا التساؤل الذي يتردد في ذهني يومياً عندما أتذكر هذه المعاناة.
وللمُشاةِ عليكم حقاً أيها السائقين ، فلا داعي لأن يتحول الماشي الى مهرجٍ بهلواني ولا الى رجل عنكبوت حين يعبر الشارع للطرف الآخر ، محركاً جميع أطرافه ، ليلفت بها إنتباه حضراتِكم ، بأن هناك كائنٌ حي ينتظر أكثر من ربع الساعة ، ليتكرم أحدكم بالوقوف ، حتى يعبر بأمان ، متفادياً بها تهور أغلبية قائدي المركبات.
خاصةً ، في ظل افتقارنا لجسور مشاه ، ولقوانين صارمة واضحة ، توضح أن للمترجل على قدميه أيضاً حق في هذه الشوارع، فهي ليست حِكراً على السائقين ، وليس لمركباتهم الأفضلية على أقدامنا.

وكم أحمد الله وأشكر فضله ، عندما تتفضل إحدى المركبات مشكورة بالتوقف لأعبر الطريق ، ثم أُفاجأ بأصوات أبواق السيارات الغاضبة لتوقفها “هذا على أحسن الأحوال” أما أسوأه ، فإن مركبةً أخرى تحاول تجاوز وقوفها ، و إن كان هذا التجاوز سيؤدي لحتفي فلا ضير ، فديّتي ستكون مكتملة في غضون سويعات ! حتى قبل أن أوارى الثرى!

ومايزيد حنقي عندما يلمحني قائد مراهق وأنا أحاول قطع الشارع ويشد همته مسرعا نحوي ، وكأنه على وشك أن يدهسني مع إبتسامة ساخرة عريضة ، هنا لا أعلم من الملام حقيقة بهذا التصرف الطائش !ومن الذي أباح له الإستهتار بأرواح البشر والإستخفاف بالنساء !

أما وإن تحدثنا عن الأرصفة ، فالحديث ذو شجون، فلاتكاد تفرق الأرصفة والتي تغزوها أشجار فوضوية غير مقلمة عن الشوارع المعبدة سوى بالألوان ، كونها بذات المستوى ، هذا ومع مجاملتنا للرصيف بأن جعلنا له شأناً وإرتفاع!

وقد حدث في إحدى الليالي أن ترجل أحدهم من مركبته قائلاً:كدتُ أصدمك ، فلم أراكي في الظلام! فقلت له ألم ترى كائنٌ حي يتحرك أمامك على الرصيف أم خيل إليك بأني شجرة متحركة!  ولا ألومه حقيقة فالشارع يخلو من أي إنارة
لا أدري مالمطلوب من المشاة ومن النساء تحديداً ؟ هل نرتدي سترات عاكسة فسفورية ليرانا السائقين ! وإن رأونا هل سيحترمون وجودنا ويقفون لنا دون تضجر   !
نريد حلاً نحن العابرين المترجلين على أقدامنا ، و بطبيعة الحال ، حتى الدرًاجين ليسوا بأفضل حالٍ منا  !
أليس هناك توعية بحقوقنا في هذه الشوارع أسوةً بأسبوع مرور قائدي المركبات ، أم لهم الأحقية بالحياة  ونحن مجرد تحصيل حاصل ! هذا مع أنه شرعاً المشاة هم أولى بالطريق ،  وذلك إستناداً الى حديث يُسلّم الراكب على الماشي .
أما و الحل اليتيم المتوافر حالياً ، جبراً لخواطرنا والمتمثل في وجود مطبات سرعة ، فيؤسفني قولي هذا بأنها لا تغطي كل شوارعنا ، علماً بأن تمهل السائق عندها ، ليس خوفاً على حياتنا من الدهس ! وإنما خوفاً على مركبته من العطل !
لذا ومن خلال هذا المقال فإني أبلغ قارئيّ السلام مقدماً ، فإن أنقطعت أحرفي فاعفوا عني واصفحوا فربما أكون قد لقيت حتفي دهساً وفاضت روحي والتصق جسدي وسويَّ بالشارع كقطةٍ تمزقت أشلائها ،  وهي تحاول عبثاً العبور بأمان !
أخيراً ..أبعث بإمتناني  لأحد رجال الأمن و “الشهم الوحيد” منذ شهور ، وبلا مبالغة و الذي هبَّ وهرع لنجدتي ، وأوقف تقدم سيل العربات المسرعة ، لكي أعبر الشارع وأصل للطرف الآخر وبسلام  .


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com