اللجنة النفسية بغرفة جدة تنظم فعالية ” الإسعافات الأولية” 2016م

22 أكتوبر 2016

227304

ش ا س – د. وفاء ابوهادي

تصوير – سلطان سعيد

الراحة النفسية والإعتناء بها من أهم ما يؤمن للإنسان حياة سوية وينتج من ذاك التوازن عطاء بلا حدود ، وكيوم عالمي للصحة النفسية ومناقشتها لقضايا عدة فقد نظمت اللجنة النفسية بغرفة جدة فعالية تحت عنوان “الإسعافات النفسية الأولية” لعام 2016م .

اشتملت على عدة محاضرات توعوية ألقاها نخبة من الأخصائيين في هذا المجال وعلى رأسهم سعادة الدكتور نواف الحارثي مدير مستشفى الصحة النفسية بجدة تحدث عن أهمية الإسعافات النفسية وتوعية أفراد المجتمع بها كما تطرق إلى الإهتمام بالشباب وتقويم نفسياتهم خاصة في مرحلة المراهقة .

وحرص الدكتور خالد العوفي استشاري الطب النفسي بمستشفى الأمل بجدة على التنوية عن دور المعالجين والأخصائيين النفسيين في تقدم الطرق الصحيحة والفعالة للمرضى و مراعاة التعامل مع الحالات بشكل طبي مهني أثناء معالجتهم .

وعرجت في محاضرتها الدكتورة مي الشريف أخصائية نفسية بالمستشفى السعودي الألماني حول الإضطرابات التي تعقب الصدمات النفسية وكيفية التعامل معها وتداركها .

الجدير بالذكر أن هذه الفعالية تأتي تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية وقد قامت اللجنة النفسية بغرفة جدة متمثلة في رئيس اللجنة الأستاذ جزاء المطيري ونائبه فهد الدليم الأخصائي النفسي بالتوعية وإيضاح الطرق التي من شأنها رفع الثقافة النفسية لدى المجتمع .

واختتمت الفعالية بتكريم نخبة من الأطباء النفسيين على مستوى جدة بجائزة الإبداع النفسي ، وشارك في الفعالية كلا من فريق نبض التطوعي بعرض توعوي متميز ، وفريق لحظات”لمسة أمل” بالإضافة إلى مشاركات عديدة من مراكز مختلفة كمركز الهمة نحو القمة ومعهد التميز للتدريب ومحلات متعة الورود .

وتقدمت اللجنة النفسية بالشكر للغرفة التجارية لحضورها ولكل القائمين على الفعالية حيث أصبح للغرفة بصمة واضحة في شتى الفعاليات .

وفي سياق تصريح خاص لصحيفة شبكة الاعلام السعودي تحدث استشاري الطب النفسي الدكتور نواف الحارثي مدير مستشفى الصحة النفسية بجدة بقوله : إن اليوم العالمي للصحة النفسية يعقد سنوياً على مستوى العالم ويحمل رسالة توعية وتثقيفية وتسليط الضوء كل عام عن أحد المواضيع وإبراز أهميته وجوانبه المختلفة وهي مواضيع مختلفة فهناك ما هو خاص بالرجال بالاضافة إلى النساء و الأطفال و اختيار بعض المواضيع الحساسة كالإنتحار و انفصام الشخصية و الإكتئاب و الهوس و القلق و العديد من المواضيع الأخرى .

و أوضح انه من خلال ذلك نهدف لأن تصل رسالتنا لكافة المجتمع مفهوم الخدمات النفسية والتي تعتبر في العالم أجمع ليست من الخدمات المشهورة أو المتداولة وذلك لحساسية الأغلب منها وتدخل في العار و الفضيحة والضعف و المس و الجن و غيرها من مصطلحات واعتقادات أنشاءها المجتمع بنفسه .

و أكد أنه خلال تواجده ٢٠ عام في مجال الطب النفسي فقد كان من المستحيل قبل هذه السنوات الطويلة ان نجد الناس يتوافدون للعلاج النفسي لخوفهم مما أسلفنا سابقاً ، وكذلك من كلمة (مجنون) مع العلم أن المرض العقلي و الذهاني لا يمثل سوى ١٪‏ الى ٥٪‏ من الاضطرابات النفسية و ٩٥٪‏ أشخاص طبيعيين يتعرضون لبعض الإضطرابات نفسية كالقلق و الخوف و النوم وكل ذلك طبيعي .

وعن كيفية حماية الناس من الضغوط النفسية و الاضطرابات أوضح أن جزء كبير من العلاج يكمن في معرفه الفرد بأنه مصاب باضطراب نفسي وكيفية التعامل معه وهناك سبب رئيسي يتحكم في إصابة الشخص بالإضطرابات و هو ما يعرف بالمرونه فكلما كانت مرونه الفرد أعلى ازدادت قدرته في التحمل وأصبحت سلوكياته إيجابية بالتالي تقل الإصابة بالمرض النفسي وتحدث حماية من هذه الاضطرابات .

ونوه لوجود اضطرابات عضوية تؤدي لإضطراب نفسي فعند تعرض البعض لصدمات عصبية وتلف الدماغ او أجزاء منه نتيجة إصابة أو حادث ما .
وببساطة كبيرة أوضح أن العلاج النفسي كغيره من الأمراض فمثلاً مريض السكري يأخذ أدويتها نتيجة نقص أو خلل في البنكرياس وكذلك هو حال الأمراض النفسية التي تحدث نتيجة خلل كيميائي في الدماغ بغض النظر عن أسبابه ، والعلاج الدوائي يشفي الناس بنسبة ٧٠% وأكثر .

و أشار الحارثي أنه مع كثرة انعقاد المؤتمرات العالمية المختصة أثبتت الداراسات أن الفرد الذي لا يتعالج نفسياً يصبح لديه عطب في خلايا الدماغ بسبب عدم إفراز الهرمونات ، وكلما تم العلاج مبكراً حوفظ عليه من هرمون الكرتزون و مشاكله المزمنة في الإفراز ، مؤكداً أن التشخيص و العلاج المبكر يوفر له حياة مستقره وبالتالي يكون إنتاجه أكبر .

و أوضح الدكتور خالد العوفي استشاري الطب النفسي و الإدمان و مدير العيادات و الطواريء ومدير خدمات الإدمان لمستشفى الأمل بجدة خلال حديثة معنا عن أكثر الإضطرابات النفسية التي توجد في مجتمعنا السعودي و العربي بشكل عام وهي اضطرابات القلق و الإكتئاب ، و يعد القلق من أبرزها والذي قد يتمثل في اضطراب الرهاب الإجتماعي فالمصاب به يتولد داخله خوف من مواجهة الجمهور الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة في حياته وتقدمها وكذلك في علاقاته الاجتماعية مع الآخرين .

وأضاف العوفي أن هناك أنواع أخرى للقلق وهو ما يعرف باضطرابات القلق العام والتوتر و العصبية .

ونوه إلى اضطراب الاكتئاب و الذي سيصل في عام ٢٠٣٠م إلى أكثر الإضطرابات المنتشرة عالمياً فهو يعيق الشخص عن قدرته في الوصول للعمل الوظيفي وقيامه بالدور الأسري و الإجتماعي .

وأشار إلى أن تكوين شخصية الفرد قد تؤثر على حالته النفسية و تزيد نسبة تعرضه لإضطرابات القلق و التوتر في حال كان غير قادر على التأقلم مع ظروف الحياة و لا يمتلك القوة لمواجهة المواقف الصعبه ، ونجد هذه الإضطرابات بكثرة عند من يعاني من أزمات اقتصادية أو مشاكل اجتماعية و خلافات أسرية .