ما يرتكبه عديمو الإنسانية الطغاة الغزاة الغاشمين على ارض حلب يعد من أبشع المجازر التي ينتهجها أعداء الإنسانية، وكل من شاهد وسمع وقرأ عن هذه الجرائم والإبادة التي اكتوت بلهيب الصمت من العالم على مدينة حلب المكلوم أهلها بفعل الصواريخ التي تدك أحيائها ليل نهار وبلا هوادة !!

كل من شاهد عبر أجهزة التلفاز هول المجازر التي تروى بدماء الصغار قبل الكبار واضحة جلية كوضوح الشمس, ضاعت بها القيم الإنسانية وانقلبت المعايير رأساً على عقب !

في عيون أطفال حلب هناك سؤال بديهي تحتمه براءة الطفولة وضعف النساء وقلة حيلة كبار السن, حيث لا منازل تؤويهم في البرد القارص .  

أرخيصة هي دمائهم لأن لا ينصرهم أحد ويقف معهم ؟!

ولعل كل من شاهد المنظر المبكي لطفلة حلب الصغيرة التي شُجّ رأسها, مما جعلها ترضخ لخياطة رأسها وهي تقوم بتلاوة جميع ما حفظت من سور القرآن الكريم , لتنسي أوجاعها وتتلذذ بتلاوته وتناجي الخالق الرحيم لتخفيف الآم القوية والتي لا يقوى على تحملها الكبار  .. الله أكبر .

يذكرنا هذا المقطع المحزن بقصة ابتلاء وصبر التابعي الجليل “عروة بن الزبير” ابن الصحابي الجليل “الزبير بن العوام” حيث أصاب رجله خبث, فقرر الأطباء بتر وقطع رجله، فقال اقطعوها وأنا في الصلاة فقطعوها وهو يصلي، وصبر على قطعها، وما تغيّر وجهه. ثم جاؤوا  برجله المقطوعة في طست، فقال: «إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط، وأنا أعلم»

ومنظر آخر يتقطع له القلب وتدمع له العين لطفل استشهد والده جرّاء غارات شنتها مقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي على حلب , وكان يردد “بابا لا تتركني.. الله يحن عليك لا تتركني” ..

قال الله تعالي (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚإِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ )..

إن الله سبحانه وتعالى ينظرهم ويؤجلهم لينتقم منهم ويعاقبهم وهو سبحانه عليم بأفعالهم يحصي إعمالهم ويعدهم عدا , وردة الفعل قد تكون أضعف الإيمان أدق توصيفا للصمت المريب والذي تنتهجه دول العالم تجاه إخواننا المستضعفين في سوريا .    

عن أبي موسى – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله ليملي للظالم فإذا أخذهُ لم يفلتهُ .

أين المعونات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ؟

ولماذا يصمت المجتمع الدولي تجاه ما يحدث ؟

قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} .

اللهم انصر شعب سوريا السني وأجرهم في مصيبتهم وعجل بنصرهم, وارفع اللهم عنهم الظلم والطغيان, وأرحم موتاهم , واشف جرحاهم .اللهم إن البلاء قد بلغ بإخواننا مبلغه  .. اللهم ابعد عنهم شر الطاغية بشار الأسد وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, وجميع القوات المرتزقة من المجوس وأعوانهم ومن ناصرهم . اللهم أرنا في الظالمين عجائب قدرتك, وأرفع اللهم الكرب والشدة والظلم عن سائر بلاد المسلمين.

طارق مبروك السعيد – جدة

• أسوء فترات حياة فرجينيا وولف فرات البسام عاشت فرجينيا وولف أسوء فترات حياتها حين اركع هتلر بريطانيا بالحملات العسكرية والقصف المرعب ولكن ...
• رمضان والاعلام العربي حنان بنت حسن الخناني - أديبة وكاتبة لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي بدلاً من شهر روحاني؟ ...
• ”لغتي العربية” لغة ذات قوّة راسخة ”  د. وسيلة محمود الحلبي*يحتفل العالم العربي اليوم الاثنين 18 من ديسمبر 2023باليوم العالمي للغة العربية تحت ...