هل نحن نختار الحب أم الحب هو الذي يختارنا..؟؟ سؤال يدور بخاطري منذ فترة و لم أجد له جواب.
الحب، العالم الساحر الذي تحلم به كل فتاة و يتمناه أي رجل، هل هو قدرٌ أم اختيار؟؟ بالمفهوم العام نحن لا نختار من نحب، المواقف هي من تزرع فينا بعض الأشخاص و تقتلع آخرين.
نستيقظ ذات يوم من كابوس العلاقات المريرة، لنجد حالة من الهيام تستحوذ على نبض الوجدان فينا، تنهي جميع أوجاعنا و تشفي جميع الجروح، و تصيبنا بحالة من الخوف و القلق اللذيذ.. بعضنا يهرب منه و البعض الآخر يهابه لأسباب مبهمة.
يقول الكاتب الأمريكي ستيفن شبوسكي؛
“نحن نختار الحب الذي نعتقد أننا نستحقه”،
مفهوم مختلف للحب، حالة من المثالية نختلقها، من شأنها أن تُخرِج أسطورة الحب من حالة اللاوعي إلى الإدراك التام، من ميناء الصُدَف إلى بر الخيارات الشخصية.
عاش الكثير منا تجارب حب مؤلمة فأضحى الغرام شبحاً مخيفاً يسيطر على ذبذبات الأحاسيس الجميلة لدينا. شعور موجع يُشعِر المرء بأنه يحتاج لحمايةٍ مع الحفاظ على أصل بقائه كمتطلب أساسي يبحث عنه الجميع، و هذا في حد ذاته يولد صراعاً أزلياً بين مَد ما يريده القلب و جَزر ما يراه العقل مناسباً.
على صعيدٍ آخر.. لو كان الحب اختيار، و نحن نختار من نحب بمحض ارادتنا.. لماذا يختار بعضنا شركاء سيئين، يدمرون أحلامنا و تستحيل حياتنا معهم إلى دمية تحركها خيوط أهوائهم..؟؟ نأتي بهم تحت مظلة الشعور الأسمى في الحياة و الذي من المفترض أن يكون رديفاً للسعادة، ثم نعطيهم كامل الحق ليحفروا أخدوداً عميقاً في قلوبنا، فهل خياراتنا هي من توحي لنا بأننا نستحق الألم؟؟
و ان قلت بأنه قرار، فلماذا يقف العقل دائماً في وجه قراراتنا..؟؟ لماذا تتسلل الينا الأسئلة السريالية عند وصولنا لحالة الكمال في الحب؟؟ لماذا نسمح للشك بأن يحل ضيفاً علينا..؟؟ فنختلق مشاكل تستدعي الهروب حتى تقع ثم تعترينا حالة من الرضا مفادها أن بداية تلك المشاكل تثبت شكوكنا..!! كأننا نتنفس ثاني أكسيد الحب، و كأن أحلامنا خيطاً من الدخان يتلاشى عند إستيقاظنا منها.
حتى الآن لم أجد اجابة تسكت تساؤلاتي، و لم يقدم لي الفلاسفة تبريراً مقنعاً، و حتى مواقف الحياة تمضي في تماهي.. أم هي طبيعتنا البشرية التي تجعلنا نفضل نظرية الأكسدة على تنفس الأوكسجين..
بقلم : غادة ناجي طنطاوي
This site is protected by wp-copyrightpro.com