بقلم د.علي بن محمد البهكلي
أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر
قامت الدولة السعودية الأولى عام ١١٥٧هـ (١٧٤٤م)، بقيادة الامام محمد بن سعود يرحمه الله، وذلك على أساس العدل والشرع، وما قامت دولة الا وقامت أخرى أقوى حتى تمكن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود يرحمه الله من تأسيس الدولة السعودية الثالثة الحالية، في ضوء استعادة إرثه، ملك آبائه وأجداده عام ١٣١٩ هـ (١٩٠٢م) .
إن التاريخ السعودي سلسلة متصلة الحلقات من البناء والتضحية من الدولة السعودية الأولى الى الدولة السعودية الثالثة، وكل مرحلة أسست لمرحلة تالية أكثر قوةً واستقراراً.
أخذ الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه على عاتقه توحيد البلاد وتم له ذلك بعد كفاح طويل ودؤوب استمر لأكثر من ثلاثين عاما بدءا من استعادته الرياض واكتمل ذلك التوحيد عام ١٣٥١ هـ (١٩٣٢م)، فاصدر الملك عبدالعزيز مرسوما بتوحيد هذه البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية.
ما قام به الملك عبدالعزيز يعد بحق ملحمة تاريخية نادرة فقد وجد أمّة كانت ممزقة لا أمن لها، وأقام دولة أصبحت ركيزة للاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم وذلك رغم شح الإمكانات وصعوبة التحديات في تلك الفترة، ولم يتوقف عطاء هذه الدولة المباركة عند مرحلة التوحيد، بل استمرت مسيرة البناء والتطوير تحت قيادة أبناء الملك عبدالعزيز البررة، سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله يرحمهم الله، من بعده الذين حافظوا على إرثه وزادوه تطورا وقوة.
لقد شهدت المملكة تحت قياداتها الحكيمة تحولات كبرى في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، كما أصبحت لاعبا رئيسا في الساحة الدولية، وساهمت في تأسيس العديد من المنظمات العالمية والإقليمية ودعمت السلام والاستقرار في العالم.
وفي ظل رؤية 2030 الطموحة، يقود مولانا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله البلاد، نحو مستقبل أكثر اشراقا واقتصاداً متنوعا ًمع الحفاظ علي قيمنا الأصيلة وهويتنا الإسلامية والعربية.
إن يومنا الوطني ليس مجرد ذكرى تاريخيه، بل هو مناسبه لتجديد الولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي، والاعتزاز بجذورنا التاريخية العميقة، والارتباط الوثيق بين القيادة والمواطن، فهو يوم نستذكر فيه تضحيات الأجداد، وننظر فيه بفخر إلى إنجازات الحاضر، ونستشرف فيه بأمل وثقه مستقبلا زاهرا لهذا الكيان العظيم.
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلدنا، المملكة العربية السعودية، حصناً منيعا للإسلام، وأن يديم عليها الأمن والاستقرار والازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان أيدهما الله، وكل عام ووطننا الغالي بألف خير.
This site is protected by wp-copyrightpro.com