عنكِ سأظّل أكتب
15 فبراير 2023
0
32373

 

سمية غربي

كتبتُ عنكِ أموراً كثيرة مثلما لم أكتب من قبل… كتبتُ عنكِ وعن كل ذكرى جمعتني بكِ حزينة كانت أم سعيدة، عن كل لحظة أمضيتها بمعيَّتكِ وبجانبك، عن كل أيامنا الرائعة والبريئة… أيامنا المليئة بالحب والأمان، التي ضحكنا فيها وبكينا فيها أيضا، التي علّمتنا كيف نتمسّك ببعضنا وان لا نترك يدَي بعضنا أبدًا، كيف نُشفي جراح بعضنا وننسى ونعتاد، التي قرّبتني إليكِ وشاركتني فيكِ، أيامنا أنا وأنتِ….

كتبتُ عنكِ وعن كل ماضينا الجميل، الهادئ والمميز… ماضينا الذي رسمنا فيه أحلامنا التي أردنا تحقيقها وسعينا لتكون مستقبلنا وغدُنا، والتي اكتَملت بكِ…. الذي أحييناه بأمنياتنا الصغيرة والبسيطة، المملوءة بالأمل والطمأنينة وبالتفاؤل…. عن بيتنا الدافئ والسعيد الذي شهِد على وجعنا وألمنا، على ظروفنا القاسية وعلى توحدنا ومساندتنا لبعضنا البعض، على حبّكِ الكبير لي وحمايتكِ لي، تَقويتكِ لي ودعمي… عليكِ كان قد شهِد.
كتبتُ عن تلك الزهور الجميلة والفاتنة…”زهوركِ المُبهجة”هكذا اسميتِها، تلك التي تبهجك كلما تأمَلتها وشاهدتها، التي غرَستِها بحب وسعادة ولكي تُكمل نقصنا وتُعطينا أملاً بالحياة، التي اعتنيتِ بها وكبَّرتِها، احتضنتِها ومنَحتها مكاناً خاصًّا في قلبك، التي أوصيتِني عليها كثيرا…

عنكِ يا وحيدتي ويا جنتي، يا بسمتي وملاكي، يا فرحي وسبب سعادتي شَمسي وربيعي ويا كل شيء بالنسبة لي… عنكِ يا أمي كنتُ قد كتبت وعنكِ لازلتُ اكتب ولم أَمَل… لا زلتُ أكتبُ وأبكي على ما مضى، لا زالت دُموعي تنهمرُ بشدّة وذكرياتنا تتزاحمُ في عقلي.. ذكرياتي معكِ، عندما كنتِ تمشطين شعري بنعومةٍ وتجدلينَه وتقصِّين لي قصصاً جميلة قبل أن أنام، تحضُنينني بقوّة وتشعريني بالأمان، تقفين بجانبي في كل الظروف وتدعمينني وتحسّين بوجعي وحزني، كنتِ أملي الوحيد بالحياة…. عندما كنتِ تُنادينني ب”فراشتكِ الحالمة”، التي سعَيتِ لاسعادها ولاعطائها جرعة حنان ومحبة، التي زرعتِ فيها آمالاً عظيمة والوفاء والتضحية والاخلاص كذلك، علّمتها دروس الحياة ودرّبتها لتواجه مشاكلها، التي تعِبتِ من أجل أن ترَيْها تُحلِّق في السّماء… فراشتكِ أنتِ يا أمي، التي تناضل من أجل تحقيق حلمكِ وتراكِ في كل مكان، التي لم تنساكِ على الاطلاق وتعيش من أجلكِ فقط..

كتبتُ عنكِ يا أمي والشوق يقتلني وقلبي يحترق، كتبتُ ولا زلتُ أكتب ولازال الأمل داخلي أن أراكِ في حلمي من جديد وأن أسمعكِ تناديني، أن يئِّن صوتكِ في أذني مثلما كان يفعل وأن يَخفَّ وجعي…
لذكراكِ الحية في قلبي سأكتب و سأظل أكتب إليكِ وعنكِ يا أمي…

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

منطقة الاعضاء

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 جميع الحقوق محفوظة صحيفة شبكة الاعلام السعودي تصميم و استضافةمؤسسة الإبداع الرقمي

This site is protected by wp-copyrightpro.com