أثر استقرار الأسرة في بناء مجتمع قوى | د. توفيق السويلم
18 يناير 2017
0
118206

 

 

أثرت التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على مجتمعاتنا بشكل كبير وغيرت من سلوكيات أفراد المجتمع وأفرزت العديد من الظواهر ونتج عنها الكثير من النتائج التى أثرت على الأسرة والمجمتع واجبرتها على العديد من السلوكيات الجديدة التى قد تتفق أو تختلف مع المفاهيم والعادات والتقاليد التى كانت متعارف عليها بين أفراد المجتمع…. والسؤال كيف نحافظ على استقرار الأسرة وما هو دوره في بناء المجتمع ؟!

إن التطور التكنولوجي والثورة الكبيرة في الاتصالات الحديثة التي تشهدها المجتمعات على الرغم من سلبياتها وايجابياتها إلا انها أصبحت واقعاً يفرض نفسه على الجميع ليتعامل وفق آلياته، لذا فمن المهم أن يكون التعامل مع هذا التطور بحرص دون تفريط أو إفراط. وبعض الناس لا يفرطون في التعامل معها على حساب الأسرة وواجباتها وهذا كان عاملاً مساعدا في استقرارا الأسرة ونجاحها وبث بذور السعادة فيها دون التأثر بالتطورات التكنولوجية على حساب ضرر الأسرة وتصدعها  كذلك فإن الوضع الاقتصادي للأسرة له دور كبير في تفككها احياناً سواء كانت أسرة غنية أو أسرة فقيرة ففي حالة الاسرة الغنية نجد بعض الناس ممن يملكون المال ينشغلون به وبأعمالهم على حساب أسرهم فلا يراعون الأبناء ومتطلباتهم المعنوية والعاطفية التي هي أغلى بكثير من المال ، وفي حال الفقر لا يستطيع الأب أحيانا توفير احتياجات أسرته مع كبرها وقلة تعليمه فيعجز عن الاستجابة لمتطلباتها فيقع في الديون التي لا تنتهي ولذلك فقد نجد الكثير من الأشخاص ممن هم في وضع مالي طبيعي يسير يعيشون مع اسرهم بسعادة ورخاء رغم ارتفاع نسبة الغلاء او تزايد متطلبات الحياة الضرورية فيكون النتاج سعادة تلك الأسرة نتيجة القناعة والتخطيط والتنظيم في المصروفات والتعاون بين أفراد الأسرة لسد الخلل في ثغرة معينة.

إن الاستقرار الأسري أثره الاجتماعي واضح على الأفراد والمجتمع حيث تجدهم يعيشون بسعادة واستقرار ومثابرة ويسعون لتحقيق اهدافهم المنشودة ويحرصون على أن يكونوا مثالاً يحتذى به في المجتمع وأكثرهم يستمدون استقرارهم وترابطهم ومحبتهم من عادات العرب الأصيلة المستمدة من الدين الاسلامي الحنيف ، وقد سعت وتسعى الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج (اواصر) من خلال رسالتها السامية في بث روح التعاون والاحترام من خلال النشرات والندوات والاصدارات الورقية بين أفراد المجتمع لحثهم على الأعتناء بالأسرة التي هي عماد المجتمع ولا تنجح الأمم الا بنجاح الأسرة لما لها تأثير كبير عليه.

وقد دأبت الدولة أعزها الله من عشرات السنين في تقديم الدعم للأسر المشمولة برعاية أواصر المكونة من أب سعودي وأم اجنبية وابناء ومن هم متواجدين خارج الوطن حيث وفرت لهم من خلال الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية بالخارج (أواصر) الدعم المالي والتعليمي والصحي وعملت على مساعدتهم للعودة إلى أرض الوطن ما أمكن ذلك وبما يتناغم والأنظمة الرسمية ويرضي طموحات ولاة الأمر _ يحفظهم الله. ومما يثلج الصدر ما حققته أواصر بفضل من الله تعالى ثم بدعم الدولة أعزها الله في الحد من عدد الأسر السعودية المتعثرة في الخارج والناتجة من الزواج العشوائي في الخارج حيث أنخفض عدد الأسر التي تطلب مساعدات وكذلك استطاعت الجمعية توفيق بعض الأزواج ليعودوا تحت سقف واحد مع أسرهم بعد جفاء وانقطاع دام سنوات كذلك استطاعت الجمعية اعادة الأبناء الى حضن ابيهم بعد سنوات طوال من الحرمان وهذا كله يدل على الدعم الذي توليه الدوله حفظها الله تحت مقولة “الأنسان اغلى ما نملك”. وإن الاهتمام ورعاية الأسر هي من أهم القضايا الاجتماعية وذلك لأن المجتمع المبني على التفاهم والاحترام وتحمل المسؤولية لا بد له من النجاح وجني الثمار فكما نزرع نحصد ، ولا بد من تطوير الذات من خلال عقد الدورات المناسبة لتثقيف من هم مقبلون على الزواج وارشادهم للطرق السليمة في التعامل والتكاتف والتلاحم لتحقيق اهدافهم وتذليل اية صعوبات تواجههم وهذا لا يتم الا بالتعامل والتكاتف ما بين المجتمع ككل والمؤسسات الخيرية المختصة وكذلك الدعم من القطاع الخاص للجهات ذات العلاقة للمساهمة في هذه المسؤولية الاجتماعية والله ولي التوفيق .

            د. توفيق بن عبد العزيز السويلم

  رئيس مجلس ادارة الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج (أواصر)


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com