هَـلُمّوا، قومَنا، نَحوَ الحياة
نـُغنِّي في الأثيرِ علَى مَـداه
مَـزاميراً بـِـتـرتيـلٍ تعـالتْ
يرددُها الفضاءُ و ما وَراه
نُغني للطيور جَميلَ لحْنٍ
يُحرِّكُ وقعُهُ صَـفـْحَ المياه
نُلحِّنُ في الصباح نَشيدَ حُبٍ
وعطرُ النايِ ينفحُ في مَساه
نُبلّغـُه العِشارَ و مَن أتاها
يُنغـِّمهُ الرعاةُ لدَى الشِّياه
******
إذا الإنسانُ يَسْمواليومَ فينا
مَضىَ حـُراً و مُحترِِماً أخاه..ا
و كـَرَّم مُبْدِعاً سهـِـرَ الليالي
و خيرُ الناس غايةُ مبتغاه..ا
و قََــَدّرَ للفـهيم جَـديدَ رأيٍ
و فَـكَّرَ بانتـقاءٍ و انـتبـاه..ا
و اردفَ بالتراحـم و التآخـي
علَى المُحتاج يُغدقُ في عَطاه..ا
و يَغـفرُ للمُسيء غـَـداةَ كـَبْوٍ
و يرحَمُه، و يعفو عن أساه..ا
و يرعى من تعرَّى في المنافي
و يحمي من تواجـدَ في حِـماه..ا
.. فـإنَّ الـخيـرَ آتٍ دُون ريـبٍ
غَداةً اليومِ، صُبحاً أو مَساه؛
*****
و إلاّ ضاعَ في الأوطـان أمرٌ..ا
و ساءَ الكونُ، و انحَطتْ سَماه!ا
وعـيْبٌ أن يُهـانَ الفِـكرُ فـينا
يُطـاولُ سيفـُنا هـامَ الجِـباه!ا
فـ”حَلاّجُ” الثقافةِ ماتَ ظـُلماً
ا”سَهرْوَرديُ” فـاهَ بما فـَـناه
و “بشّارُ” المُجدِدُ في القوافي
و “كاتِبُ” فِكرنا ماذا دهاه؟!ا
و (دُعْبلُ) في العراق قـَضَى سَجيناً
لقـولِ الشـعـرِ لـم يـَلـقَ الـنجــاة
و”أفغـانيُ” ضـاءَ الشرقَ فـيـنا
ا”جمالُ الدينِ” شَعْـشعَ في ضِياه
فـأسقـاهُ الطغـاةُ دَواءَ سُـمٍ
بذاكَ الـغـدرِ ظـَـنّوا مُنـتهاه!ا
***
و هلْ مِن سالمٍ فينا “نَجيبٌ” ا
فـيُجرحُ في الوريد و في الشِفاه..ا
تعـالىَ في الأنـام منارَ فـكرٍ
فجاءت طـُغمةٌ تطفي سناه..ا
و شـاءَ الله لـلنُّعـمَى بَـقـاه
و”محفوظٌ” معافاً في حِماه!ا
ألا مَرحَى بأحرار المعاني
ألا تـَـَبـاً لأعــداءِ الـحـيـاة!ا
بقلم: د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
عميدسابق بجامعةالبترول..السعودية
This site is protected by wp-copyrightpro.com