ش ا س_د. رويدة إدريس
هناك مواضيع تفرض نفسها على قلمي عندما تحكي الامهات عن معاناتهن مع ابنائهن حيث ان هناك أمهات يشحذن بر ابنائهم و أغرب سؤال يسأله الأبن لأمه ماذا قدمتي لي ؟
هل اصبحت علاقة الابناء و حبهم و برهم يتوقف على ماديات ؟
هل نسينا فضل الأم التي حملته ، وهنا خص تعالى الأم بدرجة ذكر الحمل وبدرجة ذكر الرضاع حصل لها بذلك ثلاث مراتب ، وللأب واحدة ، وأشبه ذلك قوله صلى الله عليه وسلم حين قال له رجل : من أبر ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أبوك فجعل له الربع من المبرة ; وقد مضى هذا كله في ( سبحان ) .
الثالثة : وهنا على وهن أي حملته في بطنها وهي تزداد كل يوم ضعفا على ضعف . وقيل : المرأة ضعيفة الخلقة ثم يضعفها الحمل ، وقرأ عيسى الثقفي : ( وهنا على وهن ) بفتح الهاء فيهما
و يأتي الإبن معنفا موبخا امه قائلا ماذا قدمتي لي ؟!
و أسفاه على ابناء اصبح البر في نظرهم رسالة (وتساب) مجرد كلمة او احدى وجوه (ايموجي) المعبرة عن الحب.
اصبحت الأم عبء ، تمضي الحياة و الأم على قيد الحياة ولا يتذكر ابنائها حتى زيارتها او سماع صوتها.
يحزنني ان ارى أم تجد الراحة في تناول حبوب علاج نفسي لتنسى قسوة ابنائها عليها ، يحزنني ان لا يقدر الأبناء مفتاح النعمة التي انعم الله عليهم فيها و هم لا ينسون مفتاح بيتهم و نسو مفتاح الرزق الحقيقي الذي لا يكلفهم سوى جبر خاطر أمهم.
يحزنني ان أجد أم تبكي متوسلة ابنائها ان يزوروها.
نصيحتي لكل أم لا تسمحي لأبنائك ان يكسرو قلبك او يشعروكي بالتقصير فيكفيهم نعمة وجودك في حياتهم لا تغضبي عليهم ولا تمنحيهم الرضى اشمليهم في دعائك مثلهم مثل أي إنسان.
انتي لستي بحاجتهم هم من بحاجتك ، و تذكري ان رضيتي عنهم و هم لا يستحقون فهناك حق حفظه الله لكي ولن يرضى الله عنهم و هم سبب كسر قلبك.
ولا اقول سوى الله المستعان ، حقاً اشعر بحزن على كل أم لا يعتبرها ابنائها اهم أولوياتهم .
رحم الله جيل كانت زيارتهم لأمهم فرض واجب لا ينقطع يوميا الا بوفاتهم .
. رحم الله أمي و شفى ابي و كل مريض يا رب آمين
This site is protected by wp-copyrightpro.com