أهلّ الله علينا وعليكم هذا الشهر الكريم بمزيد من المغفرة والأجر والثواب، وجعلنا وإياكم والمسلمين أجمعين من المقبولين والفائزين.

ابتهاجاً بمقدم شهر الخير والبركات، والمغفرة والرحمات، شهر العتق والهبات، اهدي إليكم هذه المنارات!

المنارة الأولى: الحمد والشكر! قال النووي – رحمه الله – في كتاب الأذكار: “اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى، أو يثني بما هو أهله”.

المنارة الثانية: الفرح والابتهاج! قال ﷺ ” أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه؛ فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء وينظر الله تعالى إلى تنافسكم ويباهي بكم ملائكته فأروا الله تعالى من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عزوجل “. رواه الطبراني في الكبير 

المنارة الثالثة: عقد العزم! وتجديد النية للتوبة النصوح والمبادرة في فعل الخيرات وترك المنكرات، قال ﷺ ” مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ “. رواه البخاري ومسلم 

المنارة الرابعة: فرصة للتغيير! فمن ابتلي بشيء من العادات السيئة، فإن رمضان مدرسة لتهذيب النفس وتغيير السلوك.

المنارة الخامسة: رمضان والقرآن! رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن. قال تعالى ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ”. البقرة: 185

المنارة السادسة: إجابة الدعوات! قال ﷺ ” ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ.. الحديث”. صححه الألباني 

المنارة السابعة: إفطار الصائمين! رمضان فرصة لمضاعفة الحسنات والأجور، والصدقة تطفئ غضب الرب، فهنيئاً لمن وفقه الله عزوجل لاغتنام هذا الشهر الفضيل في إفطار الصائمين. قال عليه الصلاة والسلام” مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا”. حسن صحيح 

المنارة الثامنة: عمرة في رمضان! قال ﷺ “عمرة في رمضان، تعدل حجة”. رواه أحمد ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت؛ ولذلك كان للعمرة في رمضان ثوابٌ مضاعف كما لغيرها من الحسنات.

المنارة التاسعة: ليلة القدر! أن يوفقك الله لإدراك ليلة القدر، فإنك قد وفقت لخير عظيم، وأي شيء أعظم من أن يوفق المرء في ليلة واحدة هي تعدل ألف شهر؟! فيها تسكب العبرات، وتستجاب الدعوات، وتتنزل الرحمات، وتهفو القلوب شوقاً لرب الأرض والسموات، هذه الليلة لا يدركها إلا من وفقه الله لذلك، فاحرص أن تكون ممن يقتنص هدايا ليلة القدر، هي سلام حتى مطلع الفجر.

المنارة العاشرة: زكاة الفطر! عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ” فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدها بعد الصلاة في صدقة من الصدقات” أخرجه أبو داود وابن ماجه بسند حسن. 

 ومضة:

أتَى رَمَـضَانُ مَـزْرَعَـةُ العِـبَـاد *** لِـتَـطْهِـيرِ القُلُوبِ مِنَ الفَـسَادِ

فَـــــأَدِّ حُـقُــوقَــهُ قَـوْلًا وَفِـعْـلَا *** وزَادَكَ فَـــاتِّـخِــذْهُ لِلـمَـعَـادِ

فَمَنْ زَرَعَ الـحُبُوبَ وَمَا سَقَاهَا *** تَــأَوَّهَ نَادِمًــا يَـوْمَ الـحَـصَـادِ

 أنور الأحمدي