فليكنْ فُراقاً جَميلاً
14 نوفمبر 2016
1
110088

ما أن تستحيلُ العِشرة بين زوجينْ ، بسبب تكاثر المشاكل والمنغّصات بينهما ؛ حتى يُقررا الإنفصال لإنِهاء معاناتُهما ، لتبدأ بعد ذلك مُعاناة من نوع آخر.

نجد كُل منهما يتفنّن بِكُل مجلس وكُل حديث في ذكر كل صفة سِلبية للآخر بل يتعدى ذلك إلى إِفشاء أسراره.

يتبخر كل معروُف ، و تُنحر كل تضحية ، و تُنشّط الذاكرة لتَظهر على السطح أَحْلك المواقف ، وأسوأ اللحظات فى أبشعِ صُور لإنكار المعرُوف ، وتدمير الآخر ، بينما ذاكرة المَواقف الجميلة ، والمشَاعر المُرهفة يُصيبها الزهايمر.

تتصَاعد ألسنة الإنِتقام ،  وتصل لأروِقة المْحاكم ، واللعب بورقة حَضانة الأطفال ؛ كيداً من الرجل لطليقته ، وبالمقابل مُطالبة المطلقة بالحضانة تقليلاً و أنتقاصاً منْ أحقيته فى تربية أطفالهما.

لا يكتفيا بذلك ، بل لا يدّخراَ جهداً ، ولا تمُر عليهُما فرصةً إلا ويستغلاها فى تلقين الأبناء كل أنواع المشاعر السلبية ، وحقنهم بكل سُموم الكراهية للطرف الآخر انتقاماً ، و تشفياً .. مُخلّفين وراءهم أبناءهم كضحايا حربْ معنوية تُؤثر فيهم سلوكياً ، ومعنوياً ، وصحياً.

شَرع الله الطَلاق دواءً لِداء أستعصى عِلاجُه قائلاً عزَ وجلَّ { فإمساكٌ بمعروفْ ، أو تسريحٌ بإحسان } صدق الله العظيم.

فليكنْ فراقاً جميلاً ، يُرمْم التَصدع وَيشفي الجِراح لا يزِيُدها ، مع مراعاة الأبناءَ و العزمِ على رعايتِهم وعدم إيذائِهم بأي شكل من الأشكال ، وتوفير كُل الطُرق لرؤيةِ أبَويهُم بِطرقٌ سِلمية ، وعدمْ إستخدَامهم  كَحائِط صدْ لمباراةٍ غَيرُ عادلة.

الكاتبة : عبير عيد

abeereidmansou1@


قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com