كلمات .. ليست كالكلمات

26 فبراير 2017

156024

كلماتي تعصاني ..تعاندني ..خائنة لا تستجيب لي حين أريدها أن تستلقي على الورقة لأجعل منها مقالا.

كلماتي ترفض دعوتي لها بالرقص على أنغام أفكاري المتراقصة طربا.

أصدرت فرمانا لحروف أفكاري بأن يأتوا جميعا متراصين عاموديا .. يقفوا بأدب .. وبخطوة ثابتة.. واثقة أنيقة وكل منهم يرتدي أجمل ماعنده

ويضع أفخم العطور ..وتتزين نون النسوة منهن بأجمل المساحيق .. تزين شعورهن الورود…و المذكر منهم عليهم بالاهتمام بتهذيب شواربهم وهيأتهم .

أمرتهم جميعا أن يقفوا أمامي لا ينطقوا ببنة شفة ، وأنادي كل واحد منهم على انفراد ؛ حتى أنظمهم جملا .. وأرتبهم معنى ..

لم أقصر بحقهم يوما

كنت أتدرب من أجلهم ..اقرأ من أجلهم ..أحضر ندوات ومحاضرات من أجل أن اغذيهم كي لا يصيب أحد منهم أي فتور أو مرض أو موت .

مرات عديدة غضبت عليهم وأشبعتهم تجاهلا ..بانتظار أن يأتون طواعية .

وها هم حروفي أتتني لأكتب بهم وبهن مقالا جميلا يأخذنا الى خيالات مدينة الكلمات .

هكذا الكتابة بحروف مستبدة … تتدلل عليك ثم ما تلبث أن تأتي لك مرتدية أحلى ثياب لتطفيء معك شمعة لحظة ميلادها من جديد .

لماذا تخذلنا الكلمات أحيانا ..أليس هناك مايقال ؟ أم قد قيل ماقيل مرارا وتكرارا إلى أن شعرت الحروف بالملل .. أو أنها يأست من تأثيرها على المجتمع ؟! ياترى أي تخمين هو الأقرب للصواب .

مثل الشجرة جذورها تضرب بالأرض لتثمر نباتا وثمارا وظلا تنفع بها العالم .. ليباغتها الخريف فتمتنع وتتمنع .. وهكذا الحروف .. تمل أحيانا ..وتسافر بنا أحيانا أخرى ..تسقي عقولا ..وتبني من الأفكار حقولا .. تثمر لنا كلمات ومعنى و أثرا يبقى أو يندثر.

الكاتبة : عبير عيد

abeereidmansou1@

مقالات الكتاب