أنا على حق دائماً
30 يوليو 2021
0
29799

 

دائماً ما نقول إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، وحقيقة الأمر أن كل الود يضيع مع اختلاف الآراء، وتبدأ الخلافات وتنصب المكائد وقد تنشب الحروب لمجرد اختلاف وجهات النظر..
لو دققنا في حقيقة الأمر، لوجدنا أن المشكلة تقوم على فكرة واحدة وهي “أنا على حق وهو على باطل”
“أنا صح وهو خطأ”
وكأن الحكم على الأمور بالمطلق ولا يوجد مكان للنسبية!
فالأمر إما أبيض أو أسود، أنت معي أو ضدي!
ومن ثم تبدأ الدوامة..
نبدأ تعارفنا دوماً بالسؤال عن الجنس، والعرق، والأصل والفصل، والعقيدة، ويبدأ التصنيف..
معي أم ضدي؟
عقلية الصراع!
التي لا تسمح بوجود شخص مختلف في ما بيننا، وإن ظل فإنه يكون في خانة محددة لا يستطيع أن يتعداها أو تتوق له نفسه بأن يتخطى حواجزها..
إذا توقفنا قليلا وتساءلنا،
من وضع تلك الحدود؟
من أطلق تلك الأحكام؟
من أين لي بهذه الاراء؟
هل هي منزَلة؟ أم أننا توارثناها؟ أم سولت لنا أنفسنا بها؟
عندما تستحضر قناعة تمسكت به منذ زمن وما بتَ تؤمن بها اليوم فإنك تبتسم، وقد تسخر من نفسك إذ أنك اليوم من أشد الكافرين بها،وقد تستغرب من دفاعك عنها حينذاك وصراعك مع الآخرين حولها، وكم أفقدتك من المقربين ومن الراحة والشعور بالسلام..
نعم..
فإن المواقف تتغير، والمشاعر تتبدل، والأفكار تتحول، وتهتز القناعات وتطيح من أبراجها، وننساق وراء أفكار جديدة وقناعات مختلفة، ونعود للصراع والدفاع عنها وكأننا نعود معها إلى نقطة الصفر..
ونحن نعلم أننا في يوم سنعود لذات المكان ونخوض حرباً مختلفة، وبثوب مختلف فقط لنثبت أننا على حق، وأننا على صواب وكل من سوانا على خطأ!!

  • د. ندا الزايدي
    استشارية الطب النفسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com