الألوان
06 أبريل 2021
0
47025

 

نلتقي في الدروب بالقلوب ذات اللون الأبيض ونحمد الله على أن الدنيا لا زالت تنعم بخير وسلام..

ثم نصطدم بالحقد والكره والغيرة الملونة بالسواد، ونفطن إلى أننا كنا على خطأ عندما أعطينا الأمان للجميع دون تفرقة..

وتمر الأيام..

ونُفتن بالحياة الوردية عندما لا تنغص حياتنا اي كادرة، حتى يأتي المرض ويغلبنا بصفرة لونه ولا نعود نطلب من الله إلا السلامة والعافية..

ويهل علينا الأخضر يوماً بخيره ورزقه حتى نخشى أن نعتاد النعم وننسى أن نحمد الله على عطاياه..

ويدق ناقوس اللون الأحمر وتهاجمنا الأخطار، الفقد، وما أدراك ما الفقد !!

ثم تعود الدنيا رمادية، بين البنين، لا سعادة ولا شقاء، بلا لون ولا رائحة..

نتذوقها، ولا نكاد نستسيغها..

تصبح كل الألوان سواء..

ونحاول الهروب إلى حيث الزرقة، السماء، البحر، الفضاء، الحرية..

نريد فقط أن نتحرر من القيود، ونملا رئتينا بالهواء..

ولكن الأزرق كذلك لا يدوم، فيميل إلى البنفسجي، ويبعث إلى النفس بالكآبة، حتى يتحول مرة أخرى إلى السواد،ويصبح الليل طويلاً حتى نعتقد أنه لن ينجلي!

فيطلع الشعاع الذهبي بنوره ليقول ها أنذا..

يوم جديد، وفرصة جديدة، ولا أعذار لديك،

فالحياة لم تنته بعد، ولا زالت الكواكب تدور،

وتستمر دورة الألوان، نصبغها وتصبغنا، تفتننا و نطمسها، حتى نرحل وتبقى ذكرانا مجرد لوحة تحمل ملامحنا وبها الكثير من الألوان التي رسمتنا..

 

د. ندا الزايدي

استشارية الطب النفسي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com