الحق الضائع في الإعتذار .!!
01 أكتوبر 2023
14
72369

 

د. وفاء ابوهادي
مستشارة اعلامية وكاتبة
مدرب معتمد ….

 

فلسفة الإعتذار تختلف من مجتمعٍ لآخر بل من شخص لغيره
وتدل على نضج وفهم من يقوم بالاعتذار فالرجوع عن الخطأ والإعتراف به فضيلة

وبمفهوم التقبل فالاعتذار يجعل من الممكن تقبل الطرف المعتذر أن يعود لأطراف مصاف الأصدقاء أو المقربين وقد لا يكون بمعنى المقربين فرصيده قد قل بالتأكيد مما أقدم عليه ولكن يشفع له اعتذاره في حدودٍ ضيقة جداً ..
ومكانته لن تعود كسابقتها ابداً

إلى هنا اتفقنا أن مصطلح الاعتذار لا يصدرُ إلا من شخصٍ سوي متصالح مع نفسه فيجعل ميزان ردة الفعل والفعل نفسه أمام عينيه ليقوم بتطبيق سلوك الاعتذار في حال نزول أي كفة وكان هو السبب ..

ولكن أنا هنا اطالبُ العالم بالاعتذار الكبير لي فلقد اطلعتُ على حقائقٍ كثيرة جعلتني أفهم خبايا تلك القلوب وقدرتها على إظهار بريقٌ مزيف يُزغلل جوانب قلبي العفوي
وتركت لهم حرية التمثيل وتحملت تلك الأدوار المستفزة
بل ومددت لهم المساحة أكثر فأظهرت أمامهم أني لا اعرف شيء عن نوياهم وأن تقمصهم لأدوار الصالحين المخلصين
والمحبين قد صدقتها ..!!
ولا يعلمون أني كالمخرج ادعهم يمثلون واتابع رداءة ذاك الأداء
واصفق لهم وبداخلي اقول : لابد للعالم أن يعتذر لي عن كل هذا التحمل ..!!

فدين الاعتذار اصبح كبيرُ جداً لما اتحمله واتغاضى عنه ولا انفجر كبركان ثائر مما أرى واسمع وأذهل مع نفسي من البعض الذين يصدقون كذبهم ونفاقهم وانهم ضحايا ويعيشون دور الضحية بكل امانة وصدقٍ وبراعة …

أيها العالم أُشهدك على نزول مؤشر صبري على هذه النوعيات ولستُ بمُلامة من ردة فعلي اتجاة هذه الفوضى والأمراض النفسية التي لم تتعلم إلا الآن ثقافة الاعتذار ليس على ما يعملوه ويشوهوا به الحياة إنما على تقبلنا لهم بيننا كاشباه بشر فُرض علينا وجودهم ليكونوا بلاء ورجاءنا في ثواب الله إن صبرنا على هذا البلاء

فصبراً أيتها النفس بقدر ما تحملتي من هذه النوعيات من البشر
واعتذر لكِ نيابة عن العالم مسبقاً عن كل لحظة انبهار عايشتيها مع اتقانهم ادوار الضحية وتمسكهم بثوب الفضيلة المتقطع من كل مكان ورداءة خياطته بخيوط اللآنسانية
فليكن الله معكِ ايتها النفس ومن يشبهكِ على كل هذا التحمل الذي لا يخفف ثقله اعتذار ولا مواساة …


14 thoughts on “الحق الضائع في الإعتذار .!!

  1. الإعتذار معناه الحقيقي الإنتصار
    إن وجد المعتذر نلتمس عذره
    ونتعلم ان نكون اقوى ولاننتظر من جاء معتذرآ

  2. كاتبتنا الغالية د. وفاء، أتفق معك في أن ثقافة الاعتذار فضيلة لا يتمتع بها إلا من رحم ربي.. ولكن اسمحي لي أن أختلف معكي في أن الاعتذار لا يرجى من أحد.. وعليكي أن تحددي موقفك في مواجهة من أخطأ في حقك وفقا لقناعاتك الشخصية. خالص مودتي. د. شوقي صلاح 🙏

  3. يعطيكي العافية دكتورة .. بوح جميل والصبر أجمل … من حقك مطالبة الكثير بالإعتذار . حتى لو العالم أجمع … فهو نوع من أنواع الفخر .. وسبقك في ذلك كبار الشعراء … المتنبي وأبو فراس وأبو العلاء وغيرهم

  4. احييك دكتورة وفاء دائما تتحفينا بمواضيع جميلة وتستحق المتابعة والتعليق لقد لخصت كل شيء وابدعت في موضوع الحق في الاعتذار واوفيت الاعتذار يجب ان يكون بنية صادقة وان نكون جد ملمين بالاذى والالم الذي سببناه للاخرين قبل ان نقبل على الاعتذار تقبلي مني دكتورتنا الجليلة كامل الاحترام والتقدير

  5. حفظكم الله ورعاكم ووفقكم دائما أن شاء الله.
    سلمت يدك و سلم قلمك . دائما مميزة و متألقة

  6. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختي العزيزه د.وفاء الموضوع ضافي وواقعي جزاك الله خير آ

  7. الاعتذار خصلة لا يمتلكها الا صلب الشخصية وتأتي من باب قوة كما تفضلتي دكتورتي الفاضله وهذه ثقافة يفتقرها الكثير ،، وتقمص دور الضحيه هي وسيلة دفاع خطيره ممكن ان تأتي بنوايا خفيه او تمسك للعلاقة في كل الاحوال الله يكفينا واياكي شر نوايا البشر الخبيثة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com