القرار الذي صدر في 15 فبراير الحالي بوقف التعاقدات الحكومية مع أي شركة أجنبية لا تملك مقراً إقليمياً في المملكة اعتباراً من عام 2024 م هو قرار تاريخي سيسهم بإذن الله تعالى في دعم الاقتصاد الوطني وتحسين البيئة الاستثمارية وتعزيز قدرة المملكة التنافسية، فمن ناحية سيحافظ على إنفاق جزء كبير من النقد في الداخل، ومن ناحية أخرى سيسهم في زيادة نسبة المحتوى المحلي عن طريق فتح فروع ومكاتب إقليمية للشركات الأجنبية.
يتوافق هذا القرار تماماً مع الخطة الاستراتيجية للمملكة وطموحاتها لجذب الاستثمار الأجنبي، فالمملكة هدف استراتيجي ناجح لرأس المال الأجنبي لأسباب عدة أهمها مكانتها كأحدى الدول الاقتصادية الكبرى وعضويتها في مجموعة دول العشرين، بالإضافة الى أنها لاعب مهم على مستوى العالم في الطاقة، وكذلك تميزها باستقرارها السياسي والاقتصادي، كل هذه العوامل تجعل من المملكة هدفاً نموذجياً ناجحاً للاستثمار الأجنبي.
إن الآثار المتوقعة من هذا القرار عديدة، منها انتعاش سوق العقار عن طريق زيادة الطلب على المكاتب الإيجارية والإسكان لمنسوبي هذه الشركات، كذلك خلق وظائف وفرص عمل للمواطنين وخاصة ذوي الكفاءات والمستشارين وهو الأمر الذي ستشجعه الشركات الأجنبية التي تمثل رواتب مستشاريها حول العالم نسبة كبيرة من نفقاتها، وهذا سيعزز الإنفاق داخل المملكة، كما سينعكس على نسب البطالة بين المواطنين.
ومن التداعيات الإيجابية للقرار على اقتصاد المملكة، تعزيز وزيادة نسب ضخ اموال الشركات الأجنبية في الداخل والتي تمثل حالياً حوالي 10% فقط، والباقي يضخ خارج المملكة أو في مكاتب هذه الشركات الإقليمية.
الاستفادة متبادلة بين الاقتصاد السعودي والشركات الأجنبية، فعلى المستوى المحلي ستزيد المحفزات الاقتصادية بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 والتي تهدف إلى زيادة نسبة مشاركة بند الاستثمارات الأجنبية بواقع 6% تقريبا مع نهاية عام 2030 في الناتج المحلي الاجمالي، بالإضافة إلى نقل المعرفة وزيادة نسبة المحتوى المحلي، أما بالنسبة للشركات الأجنبية فإن استفادتها متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر: تخفيض تكاليف سلاسل الإمداد، وسهولة الوصول لعملائها، ثم الاستفادة من السوق السعودي الكبير وهو سوق استهلاكي بالدرجة الأولى، يضاف إلى ذلك ميزة الموقع الجغرافي للمملكة وبالتالي زيادة عوائد وأرباح لهذه الشركات .
أستطيع القول بأن الجميع رابح من هذا القرار التاريخي الهام..
خالد بن صالح العامودي
مستشار مالي وخبير في التحول المؤسسي
Bagader.ks@gmail.com

• رمضان والاعلام العربي حنان بنت حسن الخناني - أديبة وكاتبة لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي بدلاً من شهر روحاني؟ ...
• ”لغتي العربية” لغة ذات قوّة راسخة ”  د. وسيلة محمود الحلبي*يحتفل العالم العربي اليوم الاثنين 18 من ديسمبر 2023باليوم العالمي للغة العربية تحت ...
• ثُمامةَ أبن أُثال بين الاعتدال والحوار  دلال حمود بن نادررُويت في إحدى اللقاءات التلفزيونية الناضجة حكاية أول معتمر في الإسلام، ولكنها شدّت ...