مسنة الساعة الثامنة والأستهتار ! | منى الزايدي
16 أكتوبر 2020
0
52866

على مقعد حديدي وهناك فقط كانت تلك المسنة تجلس وهي في أرق وقلق ، كانت تلك العصا هي الرفيق لها ، في كل ثانية ودقيقة ترقب وتترقب تلك الساعة وتعير مسامعها لذلك الصوت الذي تنتظره حتى يتم دخولها إلى تلك الغرفة التي فيها يتم إنهاء إجراءات صحية لها ولكن! ماهي الا دقائق حتى وقفت تلك المسنة على تلك العصا التي هي أنيسها وونيسها في تلك الممرات وتسير وهي تسأل نفسها متى سيكون لموعدي هذا نهاية ؟؟

وغدرت بها قدمها عمدا وتوجهت بها إلى ذلك الباب المغلق وأنتظرت هناك حتى فتح الباب أمام عيناها وعصاها وإذا بصوتها يهز ذلك المكان وحق لصوتها أن يكون جرس ذلك المكان في ذلك اليوم ، فإذا بها تطالب بالدخول ليس من أجل مزاج ” واو ” سيرت ذلك الدخول وليس عنوة تأخذ ذلك الدور ولكن! المفاجأة الكبرى لي وللكثير عندما علا صوتها” أنا انتظر منذ الساعة الثامنة هنا أنتظر ولكن الدور يسير أمامي وأنا أين أنا؟؟

وما كان حيال ذلك الصوت الصادق إلا صمت الممرضة وذهول تلك الطبيبة أمام مطالبة بأحقية الدخول وخصوصا أنها مسنة أعجزها الأنتظار والمتها تلك الممرات وأزعجتها تلك الساعة ..

حينها تساءلت بشفقة وبغضب يعلو روحي وحزن يملئ قلبي الى متى دوام ذلك الحال أيتها الوزارات المعنية بتلك المستشفيات .. هل تاه صوتكم ؟ أم ضاع إعلانكم وإعلامكم؟ أم انعدمت الرحمة من قلوبكم ؟

إلى متى الأستهتار القاتل الذي يقود إلى المهالك والتهالك؟ أم أنه أستهتار دائم محال زواله وهدم بنائه ؟

مازالت أنتظر مثل تلك المسنة ولكن لا أنتظر إلا ساعة الإجابة
وقتل دقائق أنتظار السؤال فهل من مجيب ؟

إهمال يقود إهمال ومقوده وقائدة الأستهتار بأرواح البشر للأسف الشديد.

ذلك هو الواقع الذي كنت في رحابه وفي سطوره أترقب عن كثب وليتني ماشاهدت ماشاهدت حتى لا أكون شاهد عاجز عن التغيير ولكن هنا شهادتي وصفتها وصغتها في حروف حبرها الصدق وعبيرها الرحمة والإنسانية وقاعدتها الأساسية الخوف من الله فهل وصل صوتي؟؟

منى الزايدي – كاتبة سعودية


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com