مصممة الأزياء د. أميمة عزوز في حوارها مع “شبكة الإعلام السعودي تقول: – هذا ما تعملته من “كلام نواعم” وأستغرب عدم دعوتي من قبل هيئة تصميم الأزياء!
15 مارس 2021
0
146916

– أطالب هيئة تصميم الأزياء تبني مشاريعي وتنفيذ دراساتي الموثقة باسمي حول شركة شاملة!

حوار وتصوير: وحيد جميل
شبكة الإعلام السعودي

هي مصممة أزياء سعودية حققت النجومية العربية وبعض النجومية العالمية، وهي إحدى رائدات تصميم الأزياء في السعودية ورئيسة لجنة مصممات الأزياء في الغرفة التجارية بجدة، والمتخصّصة في الأزياء التراثية، وحرصت طوال حياتها المهنية على خدمة صناعة الأزياء ودعم المصممات الشابات الموهوبات، وهي أول مصممة أزياء يسند إليها تصميم أزياء الرجال في الجندارية. كان من طموحها أن تؤسس معهداً أو أكاديمية لتعليم فنون تصميم الأزياء، وشركة تهتم بتنفيذ التصاميم لتوفير الجهد والمال على المصممات، لكنها تمنّت لو تمّت دعوتها للمشاركة في عرض أزياء الفروسية الذي أقيم مؤخراً في الرياض. إنها مصممة الأزياء د. أميمة عزوز التي تبوح لـ “شبكة الإعلام السعودي” بالكثير من الأسرار حول صناعة الأزياء وعلاقتها بالإعلام، وكيف كانت مشاركتها في برنامج “كلام نواعم” وهذا نصر الحوار.

* دعينا نبدأ من آخر تجربة لك مع الإعلام، وهي مشاركتك في تقديم برنامج “كلام نواعم” كيف تم اختيارك رغم أنك مصممة أزياء؟
– أولاً: الإعلام عشقي من الطفولة ولا زال. دائماً كنت في أي محفل في الأسرة أجلس أغني وأتكلّم وأمثّل وأتقمص شخصية المذيعات. وصحيح أنني لم أدرس الإعلام ولكنني ورثته من الأهل، فجدّ أولادي كان في الماضي وزيراً للإعلام، وكنت دائماً أجلس معه وأراقبه لأستفيد منه كيف يكتب وكيف يتعامل مع الإعلام والإعلاميين، وخالي الأستاذ محمد التونسي أيضاً كان رئيس تحرير صحيفة “الاقتصادية” و “عكاظ”. وهذا الواقع زاد من حبي وشغفي للإعلام.
ثانياً: تصميم الأزياء له علاقة قوية مع الإعلام. وأنا كمصممة أزياء مهما قدمت من تصاميم ملابس تحتاج إلى من يبرزها، وهو الإعلام الذي سيعطي صورة صحيحة عندما أتحدث عنه وأشرح تفاصيل القماش والتصميم كي أقوم بالتسويق لهذه الملابس في وسائل التسويق العصرية، ولكن الإعلام له دور كبير، وهما على علاقة وحدة توافقية. عندما أتكلم عن المنتج وجودته وشكله وتفاصيله، فهذا كله إعلام. وفي عروض أزيائي التي أقمتها خارج المملكة، سواء في أوروبا أو في الدول العربية، هناك طبعاً تغطية صحفية وإعلامية واسعة وكبيرة، وفي اللقاءات التي تتم مع المصممة تتحدث للإعلام، وفي الاستضافة التلفزيونية، سواء في السعودية أو خارجها أتحدث مع الجمهور من خلال الإعلام أكسبني خبرة في كيفية التعامل مع الكاميرا. كل ذلك شكل في داخلي إعلامية متحفظة على الإعلامي.

سبب اعتذارها عن برنامج “كلام نواعم”

* لكن كيف تم اختيارك من قبل مجموعة الـ mbc؟
– من خلال استضافة mbc لي في برنامج “كلام نواعم” وبرنامج “صباح الخير يا عرب” أكثر من مرّة، وفي عام 2017م تلقيت دعوة من أسرة البرنامج عندما كانوا يبحثون عن مصممة أزياء تبرز العباية السعودية بطريقة جميلة أنيقة ومحتشمة ومن يضع موضة أزياء المحجبات. وكنت ضيفة على برنامج “كلام نواعم” لمدة ربع ساعة، وبعد الانتهاء من اللقاء أبدوا إعجابهم وأشادوا بأسلوبي، وقالوا إنني أمتلك كاريزما وقبول للكاميرا والشاشة ومتحدثة لبقة، وأن عندي منطق وجاذبية، وبعدها بأسبوعين كلمني شخص من طرفهم وعرض عليّ أن أكون إحدى مقدمات البرنامج. في تلك اللحظة فرحت بالعرض، ولكن في نفس الوقت كنت متخوفة أن لا يتقبل المجتمع أن أكون مقدمة برامج، فاعتذرت منه لأنني أيضاً كان عندي نشاطات كثيرة، وعروض خارج السعودية، فخفت أن تؤثر مشاركتي في البرنامج على عملي كمصممة أزياء ورئيسة لجنة مصممات الأزياء في الغرفة التجارية بجدة.
* تتحدث د. أميمة عن ردة فعل محيطها على اعتذارها فقالت:
– عندما سألت من حولي لاموني على رفضي، وقالوا إنها فرصة رائعة وجميلة، والبرنامج محترم جداً له سمعته وجمهوره، فهو قضايا اجتماعية كبيرة ومهمة، خاصة تناوله لقضايا المرأة، فشعرت أن الجميع على صواب، واعتذاري كان على صواب، لأن لديّ عمل يستنزف كل وقتي. لكن بعد ثلاث سنوات أعادوا عليّ العرض مع بداية جائحة كورونا. كان الاعتقاد بأن الجائحة ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة ثم أسافر إلى بيروت لتصوير الحلقات، لكن مضي ستة أشهر على استمرار جائحة كورونا اضطروا للتصوير عن بعد كي لا يتأخر عرض البرنامج عن موسمه، فتمّ التصوير من بيتي عبر زوم بحضور فريق من الـ mbc من برنامج “كلام نواعم.

عندما دخلت بيوت الناس شعرت بالمسؤولية

* ما التجربة التي خرجتِ بها من التصوير عن بعد؟
– اكتسبت خبرة جديدة في كيفية التعامل مع تقنية التصوير عن بُعد. أول أربع حلقات صورتها شاهدتها بعد العرض فشعرت أنني كنت ضيفة في البيوت، وهذا يختلف عن استضافتي للحديث في الأزياء. وهذا يختلف عن المشاركة في تقديم البرنامج وأكون مسؤولة عنه. ومع كل حلقة أحب البرنامج أكثر، لأنني كنت أتحدّث مع الجمهور في البيوت. لكن للأمانة وبكل صدق أقول إنني في الحلقات الأولى كنت خائفة من رهبة الكاميرا، لكن بعد الحلقة الرابعة شعرت أنني دخلت بيوت الناس وأنا جالسة في بيتي أتكلم مع البنت والمرأة والرجل، فتلاشت الرهبة. هذا الإحساس ملأ نفسي بالاستمتاع وأذهب أي ملامح خوف.
* “كلام نواعم” طرح قضايا غير ناعمة.
– (مقاطعة) الظروف التي مررنا فيها وجائحة كورونا فرضت على البرنامج طرح القضايا الاجتماعية، قضايا قد تجذب الرجل والمرأة والفتاة والشاب، والهدف أن نقول إن المرأة ليس مجرد ماكياج وملابس وشعر ومظهر فقط. المرأة لديها فكر ويمكنها أن تتكلم في جميع القضايا، وفي الحياة اليومية التي نعيشها.
وللأمانة، إدارة الـ mbc أعطونا المجال للمشاركة بأفكارنا، وقالوا إنهم مستعدون لمناقشة أي موضوع نحس أنه مهم ويجب مناقشته، وبالذات في الأفكار والموضوعات السعودية والخليجية. ومن الموضوعات التي طرحتها وناقشناها قضية إهمال الزوجة للزوج وبقاءها وقت أكثر مع صديقاتها على حساب زوجها وبيتها وأولادها. وهذه قضية شاهدتها في مجتمعي وفي كل المجتمعات العربية. وكذلك تكلمنا عن قضايا تأثير الإنترنت خلال فترة كورونا وكيف أن الأطفال صاروا ٢٤ساعة أمام الكاميرا، وإدمان الشات، وأين دور الأم والأب في هذا الموضوع؟ وطرحنا موضوعات عديدة تفيد الأسرة والمجتمع وناقشنا علاقة الزوجين والفرصة التي توفرت لهم وأوجدها فيروس كورنا إجباري على العالم.

هذه حكايتي مع لجنة مصممات الأزياء

* بصفتك رئيسة لجنة مصممات الأزياء في الغرفة التجارية بجدة، فهل تركتِ اللجنة؟ وهل تحققت أهدافك من تأسيسها؟
– كان هدفي وطموحي الأول من إنشاء لجنة لتصميم الأزياء الوصول بالأزياء السعودية إلى العالمية، وأن لا تكون مجرد خياطة وهواية وتنتهي، ولكن يكون لدينا خطوط إنتاج و”براندات” (ماركات) عالمية سعودية، وعروض أزياء سعودية عالمية. وهذه التطلعات هي التي رتبتها وعملت عليها في اللجنة، وكانت تكتب في جدول الأعمال، وناقشناها ضمن أهداف كثيرة، ولم أتوقف عند ذلك، بل استمر عملي ونقاشي في اللجنة ستة سنوات، وكل شهر نناقش قضايا الأزياء، وتهت كثيراً بين السفر إلى الرياض أكثر من مرّة، والذهاب من وزارة السياحة لوزارة الآثار, وفي آخر مرّة وجهوني لوزارة الثقافة. وبطلب من الأميرة نورة الفيصل مرتين سافرت للرياض، على أساس أنني المساهمة في هذا الموضوع، وأول من قامت بتأسيس لجنة للأزياء في السعودية بجدة ضمن دراسات قدمتها لعدّة جهات، منها الغرفة التجارية في الرياض ووزارة الثقافة مع الخطة الكاملة في عدة أنشطة، منها أزياء الشعوب ومسابقات عروض الأزياء وسوق دائم للأزياء وأكاديمية، وكل ذلك موثق ومسجل باسمي.


* تصمت قليلاً د. أميمة ثم تقول عن ورشة العمل في الرياض
– لقد تلقيت الكثير من الأسئلة من الحاضرات في الورشة، وأجبت عليها حول الدراسات التي قمت بها والإحصائيات التي وفّرتها، وأقمت ورشة عمل لصناعة الأزياء في وزارة الثقافة بحضور مجموعة من مصممين ومصممات الأزياء تحدّثت فيها عن الـ “براندات” (الماركات) وخطوط الإنتاج، وكانت وزارة الثقافة دعتني ثلاث مرات للرياض. وأتمنى أن يتحقق ذلك بشكل كبير وعالي بعد أن أصبح لدينا هيئة خاصة بالأزياء، ولكنّي أنتظر تحقيق الدراسات والمبادرات التي قمت فيها طوال ستة سنوات وسلمتها لوزارة الثقافة. لكن ماذا بعد ذلك؟ هذا هو الذي أنا استغربه الآن، للأسف، حتى الآن لم يكلمني أحد، علماً أنني أملك مفاتيح ذلك، ولديّ القدرة على تقديم الكثير لوطني وأبناء وبنات وطني في مجال صناعة الأزياء. وأنا أعلم أن حكومتنا الرشيدة، بقيادة مليكنا الغالي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الشاب الأمير محمد بن سلمان لا تتوانى عن دعم الوطن والمواطنين وتمكين المرأة من الاضطلاع بدورها لخدمة الوطن، وأتمنى أن نكون على قدر الثقة التي مُنحت للمرأة لخدمة الوطن.
أما بالنسبة لرئاستي اللجنة في الغرفة التجارية، بالفعل أنا تركت رئاسة لجنة المصممات. وسأتفرغ لمشاريعي وكيف أخدم وطني.

أين دوري بعد أن صار لدينا هيئة أزياء؟

* ما هو سبب استغرابك؟
– سبب استغرابي أن وزارة ثقافة نظّمت عدّة حفلات تخص الأزياء، وعروض الأزياء التي صارت الفروسية، خاصة أنني درست فنون التراث والفنون الشعبية في السعودية، وتخصّصي في مجال الأزياء والفنون الإسلامية التربوية وفنون المناطق، وعلى ضوء تخصصي تم اختياري لتصميم الأزياء التراثية للرجال في مهرجان الجنادرية، ولم يُعهد من قبل لأي امرأة غيري بتصميم أزياء الرجال, فأين أنا من كل هذا؟ ولماذا لم تأتني أي دعوة؟ هذا على اعتبار أنني مستشارة، ولي باع طويل في مجال تصميم الأزياء والعروض في السعودية وخارجها. الآن أين دوري بعد أن صار لدينا هيئة أزياء وليس لجنة فقط. اللجنة تخص منطقة، ولكن هيئة الأزياء تخص السعودية والعالم العربي، وأنا الآن أتمنى أن أكمل مشواري في هذا العالم الذي عشت فيه وأعرفه جيداً. وأطمح لمشاركتي في نادي الفروسية خاصة أنني إحدى رائدات ورواد المجال التراثي في الأزياء بناءً على دراستي في الفنون الإسلامية والتراثية، وأطالب هيئة تصميم الأزياء تبني مشاريعي وتنفيذ دراساتي.
* لماذا لم تخاطب الغرفة التجارية بجدة هيئة الأزياء وتخبرهم أن لديها لجنة ومصممات أزياء؟
– لقد تكلمت مع شخص من الغرفة التجارية وقلت لهم أنتم المظلة، وأنتم تقع عليكم مسؤولية ترشيح أسماء قوية لهذا المجال طالما صار لدينا هيئة خاصة بالأزياء. ولكن أنا أعلم يقينا بأنه هيئة الأزياء هي نفسها سوف تبحث عن كل من يمد هذا القطاع الكبير بقوة أكثر. وعلى الصعيد الشخصي أحمد الله وأبارك لنفسي ولقطاع الأزياء في السعودية بعد أن تحقق حلمنا وصار لدينا هيئة، وطبعا نبارك للرئيس التنفيذي للهيئة بوراك شاكماك، والذي يفترض عليه الآن أن يفتح الأوراق ليعرف على من يستندوا في الهيئة؟ ومن الذي يمكنه أن يخدم ويقوّم هذا القطاع؟ ومن يستحق، ومن سيخدم هذا القطاع ومن سيقدّم الأفضل؟ ليستفيد من هذه الهيئة بنات وشباب الوطن والعالم العربي.

* ما صحة ما يقال إنك تبحثين عن الشهرة من وراء لجنة تصميم الأزياء؟
– طبعاً غير صحيح على الإطلاق.عندما أسست لجنة مصممات الأزياء في الغرفة التجارية بجدة لم يكن ذلك من أجل الشهرة، فالكل يعلم إنني مشهورة في مجالي في قطاع الأزياء، وليس الشهرة ما أسعى إليها حين يكون لي منصباً في هيئة الأزياء، فقط لأنني أعرف قدراتي وإمكانياتي، وعندي الكثير الذي من خلاله يمكنني خدمة مجال الأزياء في السعودية، وأفهم مفاتيح أشياء قد تخدم كثيراً قطاع الأزياء وبنات وشباب الوطن. وأكيد سيأتي اليوم الذي أجد نفسي في هذا المكان.

* ماذا حصل في مشروعك حول صناعة الأزياء وتأسيس معهد أو أكاديمية تهتم بتعليم صناعة الأزياء؟
– طبعا إحدى أهم الخطوات التي كنت عملت عليها في الغرفة التجارية مبادرة تسجيل مائة معمل في منطقة جدة ونطاقها، وعلى غرارها قد يكون في الرياض أو أكثر. وهي عبارة عن وُرش عمل للخياطة، والهدف أن يستفيد منها جميع المصممات عوضاً عن أن تقوم كل مصممة باستقدام خياط، أو طاقم عمل. وهكذا تقوم المصممة أو المصمم وبوضع التصميم في المعمل ليتولوا فيه تنفيذ التصميم. وبالتالي، توفر المصممة الوقت والجهد والمصروفات الخاصة بالخياطين لديها.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com