نعم لتطعيمات كورونا! | د.هيثم شاولي
10 ديسمبر 2020
0
78111

 

استبشر العالم خيرًا بقرب وصول لقاحات كورونا الذي تسبب في إصابة الملايين من البشر وأودى بحياة أكثر من مليون ونصف المليون فرد في كارثة وانهيار اقتصادي، وتسبب فى ركود عالمي لم تشهدها البشرية في التاريخ.
ونحن في بلادنا ولله الحمد نترقّب وصول التطعيم الذي سيكون وفقًا لتصريحات وزارة الصحة مجانًا لكل مواطن ومقيم، إذ إن طموح الوزارة بأن يعطى اللقاح إلى معظم المواطنين والمقيمين.
ومن الطبيعى أن يكون التطعيم فى البداية للأطقم الطبية ومن لديهم أمراض مزمنة أو أمراض تخص المناعة والرئة والقلب والدم وكبار السن.
وللأسف – ما يحزّ في النفس- أن الأخبار المعادية من جهات أراها أنها ضد الإنسانية التي تزداد كل يوم شراسة مع اقتراب وصول اللقاحات، والتي تهدف إلى إثارة البلبلة وزرع الخوف في نفوس أفراد المجتمعات، بأن هذه التطعيمات سوف تكون سبباً في خلل جيني، والذي يمكن أن تسبب أمراض سرطانية أو تشوهات خلقية أو أمراض خطيرة.
ونجد فئة أخرى تقول إن اللقاحات تحتوى على شريحة صغيرة لا ترى بالعين تزرع بجسم الإنسان، والهدف منها السيطرة والتحكم على العقل والتفكير وجميع أجهزة الجسم، وبالتالى سنصبح كريموت كنترول سهل قيادته.
وفئة أخرى هى أصلاً رافضة فكرة اللقاحات، بحجة أن هذا المرض مصنّع، والهدف منها إجبار الإنسانية بأخذ هذه اللقاحات لدمار البشرية.
وأنا كطبيب أستغرب من هذه الخرافات اللا منطقية تمامًا من هؤلاء المعادين والمحاربين الذين لا نعرف من هم ومن وراهم، وما هى أهدافهم من ترويج وتبادل تلك المقاطع القصيرة والرسائل المخيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لا أساس لها من الصحة، وكلها افتراءات تهدف إلى إخافة البشر حتى يتجنبوا التفكير في أخذ اللقاح، ولكن يجب علينا وعلى مجتمعات البشرية التسلح بالإيمان والقوة والعزيمة، وعدم الالتفات إلى هؤلاء المعادين، وعند وصول أي رسالة واتس أب أو إيميل، يجب إيقافها فورًا، وعدم الاندفاع نحو إرسالها الى الآخرين، حتى لا يكون الفرد سببًا في حرمان أحد من التطعيم وحماية نفسه.
أما بالنسبة لي سأكون بإذن الله من الأوائل لأخذ التطعيم، حيث سبق لي أن أصبت بالكوفيد ١٩ أثناء الكشف على أحد المرضى المصابين، وفهمت مدى خطورة
وشراسة هذا المرض بحكم عملي، والذى أدى إلى استشهاد كثير من المرضى ومن الأطباء المعالجين، رحمهم الله جميعاً، وأتمنى أن نشدد على الاجراءات الاحترازية بأكثر فعالية، بالذات فى هذه المرحلة الحساسة، وذلك
حرصا على سلامتكم
وأتمنى وصول اللقاحات قبل وصول الموجة الثانية التي انتشرت فعلياً فى أوروبا
وأمريكا قبلنا، حيث حصدت ألوف الوفيات يومياً
وأخيرًا.. أؤكد أن التوصل إلى لقاحات كورونا لم يكن من باب الصدفة، بل نتيجة أبحاث وتجارب سريرية بدأت منذ انتشار الجائحة ومستمرة إلى يومنا هذا، فكم من المتطوعين في التجارب تم إعطائهم اللقاح وهم بخير ويعيشون بأمان واطمئنان، وأصبحوا يحملون مناعة ضد المرض، والدول الآن على وشك تصدير هذه اللقاحات، وقد بادرت مملكتنا الغالية في توفيره في أقرب وقتزحتى نرجع نعيش ونستمتع بحياة طبيعية جميلة من غير كمامة أو خوف أو قلق، والتي حُرمنا منها قرابة عام، والتى لا يحب أن تحسب من أعمارنا، وفيها فقدنا أغلى الأحباب والأقارب (الله يرحمهم).
أسال الله الحماية للجميع، وأن يرفع الداء والوباء من كوكب الأرض، “أنه سميع مجيب”.

د.هيثم محمود شاولي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة شبكة الاعلام السعودي

تابعنا على الفيس بوك

© 2016-2024 All Rights Reserved صحيفة شبكة الاعلام السعودي Design and hostinginc Digital Creativity

This site is protected by wp-copyrightpro.com